قال الدكتور طارق وفيق، وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية، إنه لا خلاف حول أهمية القطاع الخاص كشريك أساسي ومحوري في التنمية، وهذه عقيدة راسخة لا يمكن الحياد عنها، داعيا إلى الالتفاف حول "مخطط التنمية الإستراتيجية 2052" بمشاركة من الحكومة والقطاع الخاص. وأكد وزير الإسكان- خلال لقاء نظمته جمعية رجال الأعمال المصريين- أن العلاقة بين الحكومة والقطاع الخاص إذا لم تتحول إلى شراكة بكل ما تحمله الكلمة من معنى فلن تتمكن مصر من عبور عنق الزجاجة، مشيرا إلى أن البلاد تمر بلحظة فارقة وتحول كبير في فترة ما بعد الثورة التي من الطبيعي أن ينتج عنها حالات اضطراب وقلق وتفكيك كيانات قديمة وتكوين أخرى جديدة. ونبه وفيق إلى أهمية تكاتف كافة أطياف المجتمع في ظل هذه الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة، لا سيما وأن هناك أطرافا خارجية تتربص بالبلاد، وتتحين الفرص لتوجيه ضربات موجعة لها، مشددا على أن حالة الاحتقان السياسي والتشتت الحالية لن تؤدي إلى بناء الدولة وتحقيق أهداف الثورة. وأشار إلى أهمية دور المجتمع المدني كقوة ضاغطة ومؤثرة في صنع القرار في مواجهة مختلف التحديات، مضيفا أن هذا الدور يأتي عبر تنظيم حوار مجتمعي مستمر وفعال بعيدا عن أي تراشقات بين أطياف المجتمع. ودعا وفيق إلى الالتفاف حول "مخطط التنمية الإستراتيجية 2052" بمشاركة من الحكومة والقطاع الخاص، نظرا لأن مصر بدون هذه الشراكة لن تعبر هذه المرحلة الحرجة، هذا بالإضافة إلى أن صنع القرار في البلاد لا يكون منفردا وإنما بتضافر جهود كافة أطياف المجتمع حتى لا نتورط في هدم الدولة. واعترف الدكتور طارق وفيق وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية بوجود معوقات بيروقراطية تعترض سبيل الأنشطة الاستثمارية، موضحا أن التغلب على هذه العقبة يكون بتحديد أهداف وسياسات واضحة للعمل والنشاط الاقتصادي. وأشار إلى أن التركيز على ضخ الاستثمارات في العاصمة وحدها أو بمعنى آخر "قلب البلاد" دون الأطراف هي سياسة خاطئة تضر بالأمن القومي لمصر، وتعكف الحكومة حاليا على تغييرها، لافتا إلى أن وزارته تعد حاليا وثيقة لدعم السياسات الإسكانية في إطار التوجه الحالي للخروج من الوادي الضيق، وخلق أقاليم جديدة للتنمية وربط الوحدات السكنية بفرص العمل. وأوضح وزير الإسكان أن كافة مبادرات ومخططات الإسكان ستدمج فى الخطتين الخمسيتين 2012/2017، و2017/2022، مؤكدا أن الفترة المقبلة ستشهد طفرة تنموية، تبدأ من تنمية إقليم قناة السويس، مرورا بتنمية الساحل الشمالى، وعدد من المناطق الأخرى. وأعرب عن دهشته من اكتفاء مصر بمبلغ 5 مليارات دولار سنويا كرسوم لمرور السفن في هذا المجرى الملاحي المهم، وهو ما لا يتجاوز 7ر1% من عائدات الخدمات اللوجيستية المقدمة للسفن عند تنفيذ مشروعات تنمية مجرى قناة السويس. وأوضح في هذا الشأن أن دولة سنغافورة تحصل حوالي 300 دولار للحاوية من الخدمات اللوجيستية بينما تحصل مصر على 91 دولارا فقط كرسوم للمرور، كذلك تبيع مصر بالكاد حوالي مليون طن من الوقود للسفن في مقابل 41 مليون طن لسنغافورة. وأشار إلى أن هناك منافسة قوية من بعض الدول المجاورة فى مجال الخدمات اللوجيستية مثل تركيا، لذلك يجري العمل على مسارين أحدهما قانونى والآخر مؤسسى لإدارة مشروع تطوير المجري الملاحي للقناة قبل عام 2015. قال وزير الإسكان إن المخطط الإستراتيجى القومى يقوم على إعادة توزيع التنمية والسكان لاستغلال موارد مصر غير المستغلة، وتعظيم الاستفادة من الموارد المستغلة بصورة محدودة، وهناك نماذج كثيرة لذلك منها الساحل الشمالى الذى لا يستغل سوى فى فترة قصيرة خلال الصيف، وسيناء وما تحويه من كنوز لم يتم استغلالها حتى الآن. وأكد أن هناك اتفاقا على أن الفترة المقبلة ستشهد إنتاج أشكال الطاقة الجديدة والمتجددة، موضحا أن تركيب السخانات الشمسية سيكون شرطا أساسيا في استخراج تراخيص بناء التجمعات السكنية في المدن الجديدة. وأوضح وفيق أن هناك دراسة تعدها وزارة الإسكان حاليا عن كيفية إدارة المدن الجديدة التى يتم اكتمال تنميتها، حفاظا على هذه المدن، وهناك توجه بأن تكون هذه المدن ذات طابع خاص، بحيث يكون هناك مجلس إدارة للمدينة يتولى شئونها. وحول قانون تخصيص الأراضي، قال وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية: إن آلية تخصيص الأراضي تعاني حالة من الاضطراب، وتحتاج لنوع من الضبط لذلك نتطلع لموافقة مجلس الشورى على مسودة القانون الموحد لتخصيص الأراضي بعد مناقشتها في المجلس بما يغلق باب الفساد والتلاعب وطرحها كذلك لاستفتاء شعبي. من جانب آخر، طلب وزير الإسكان من نقابة المهندسين المصريين تنظيم بعثة عمل لزيارة ليبيا للاطلاع على مشروعات إعادة الإعمار التي يمكن لمصر المشاركة فيها. من جهته، قال المهندس حسين صبور رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين: إن قطاع التشييد يتمتع بالكثير من الإمكانات التي تقود الاقتصاد إلى النمو طالما أتيحت له الفرصة علاوة على انضباط القطاع. وأشار إلى أن هذا القطاع كان واحدا من قاطرات التنمية في البلاد والأكثر نموا إلى جانب قطاع الاتصالات قبل ثورة يناير، ويمكننا العودة بمعدلات نموه كما كانت في السابق طالما أن البلاد تشهد حالة من الاستقرار السياسي في ظل وجود رئيس منتخب. موضحا أن قطاع التشييد يوفر فرص عمل مباشرة لحوالي 4 ملايين شخص وفرص عمل غير مباشرة لأكثر من 100 شركة ترتبط بهذا القطاع. وطالب رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين وزارة الإسكان ببذل قصارى جهدها للنهوض بقطاع التشييد، وتذليل العقبات أمام المستثمرين على الصعيدين المحلي والإقليمي، مشيرا في هذا الصدد إلى ضرورة تحرك مصر من أجل المشاركة فى خطة إعادة إعمار فى ليبيا حتى لا تتكرر تجربة إعمار الكويت التي لم تحصل فيها مصر على أية عقود لإعادة الإعمار. من جانبه، قال المهندس فتح الله فوزي رئيس لجنة التشييد بجمعية رجال الأعمال: إن القطاع يواجه العديد من المشكلات ومنها عدم وجود معايير ملموسة وواضحة فى التراخيص والتعاقدات، ويتعين أن تتخذ الحكومة ممثلة فى وزارة الإسكان الإجراءات اللازمة لحلها. وطالب الجهات الحكومية بالالتزام بالعقود التي أبرمتها مع المستثمرين والتوقف عن التعامل كتاجر فى بيع أراضى الدولة، وكذلك عدم التفريق في التعامل بين المستثمر المصري والأجنبي.