بنبرة تفضح ما يدبر في كواليس السلطة الفلسطينية، قال رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، أمس الثلاثاء: إنه لم يقابل بعد الشخصية الفلسطينية التي تشبه الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذي عقد اتفاق استسلام بين مصر وكيان العدو الصهيوني في عام 1979. ونقلت صحيفة يديعوت أحرنوت الصهيونية أن نتنياهو عبر خلال كلمة له أمام الكنيست خلال الاحتفال بمرور 40 عامًا على اتفاق الاستسلام المصري ل"إسرائيل".
من جهته سلّط "مركز أبحاث الأمن القومي" الصهيوني الأضواء على مسوغات قلق الاحتلال من أية تحولات داخلية يمكن أن تفضي إلى إنجاز تحول ديمقراطي حقيقي في العالم العربي.
وحسب دراسة نشرت في مجلة "عدكون استراتيجي"، الصادرة عن المركز، فإن "إنجاز التحول الديمقراطي في مصر، على سبيل المثال، يعني بلورة بيئة سياسية واجتماعية ستفضي إلى إسدال الستار على السلام مع إسرائيل في أحسن الأحوال، أو حتى التأسيس لواقع يمكن أن يقود لاندلاع حرب بين الجانبين، وذلك بسبب الرفض الجماهيري للسلام مع تل أبيب".
سفير الانقلاب
وألقى سفير الانقلاب لدى تل أبيب، حازم خيرت، كلمة له أمام الكنيست اليوم مجددًا موقف عسكر كامب ديفيد تجاه السلام في المنطقة، بحسب ما نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وأشار إلى إعلان قائد الانقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي بأن تجربة العسكر في الاستسلام ل"إسرائيل" قابلة للتطبيق مرة أخرى، بحل القضية الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية إلى جانب كيان العدو الصهيوني.
كما ذكر سفير الانقلاب أن المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة "لا تسهم في بناء الأجواء الإيجابية للسلام ولا تمنح الأمل للشعب الفلسطيني".
"السادات" الفلسطيني
ونشرت صحيفة "يديعوت احرونت" قبل يومين تحليلاً سياسيًا حول خطة محمد دحلان للسيطرة على غزة والضفة.
وقالت الصحيفة الصهيونية: "من المذهل أن نرى كيف أن الأحداث التي تبعت عملية المسجد الأقصى تحسن فعلاً من فرص تنفيذ خطة القرن، وهي خطة طموحة معقدة تتشكل خلف الكواليس، والتي تركز على شخصية مثيرة للجدل إلى حد كبير.. محمد دحلان أبو فادي".
ويبقى السؤال الأهم الآن إذا كانت سلطات الانقلاب في مصر تعادي حماس في كل المجالات، فلماذا ضغطت على الطرفين حماس وفتح لإنجاز المصالحة المتعثرة طوال عشر سنوات منذ الحسم العسكري وطرد القيادي المفصول من فتح محمد دحلان من غزة؟
لا يبدو أن عسكر الانقلاب غيروا مواقفهم وسياساتهم في المنطقة التي تدعو إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني ومحاربة حماس، وما جرى في القاهرة لا يمثل تحولاً في موقف عسكر الانقلاب وإن بدا للوهلة الأولى أنه كذلك، إذ يشكل قطاع غزة ساحة خلفية لنفوذ العسكر، ولذلك فإن قائد الانقلاب السفيه السيسي يريد للقطاع أن يكون تحت سطوته ونفوذه، استعدادًا لخروج "السادات الفلسطيني" .
جدير بالذكر أن اتفاقية كامب ديفيد خلت من أي ذكرٍ للقضية الفلسطينية، وتحقق على يد العسكر ل"إسرائيل" ما لم تكن تحلم به، اخترق كيان العدو الصهيوني الوطن العربي من خلال أكبر دولة فيه، ففقد الكثير من قوته ومنعته، كما ضعف موقف مصر في العالم العربي، ففقدت كثيرًا من قوتها الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية.