تعبر المقاومة الفلسطينية عن الشارع الإسلامي الرافض لمخطط "الوطن البديل"، مشددة على حق الفلسطينيين بالعودة إلى وطنهم، ورفضهم التوطين في أوطان بديلة تطرحها مؤتمرات وكلاء الصهيونية العرب. ومع ذلك، هناك من يتحدث عن الوطن البديل لفلسطين في الأردن ومن يتحدث عن الوطن البديل في شمال سيناء، علما أن من يثير هذا الموضوع ويتهم الفلسطينيين بقبولهم لهذا المخطط المشبوه، تقف وراءهم نفس الجهات التي تريد إثارة الفتنة والكراهية بين مواطني تلك الدول والفلسطينيين.
وتترقب الأوساط الأردنية، نتائج المؤتمر الذي دعا إليه ما يسمى "المركز الدولي اليهودي الإسلامي للحوار"، تحت عنوان "مؤتمر الخيار الأردني – الأردن هي فلسطين"، بمركز "تراث مناحيم بيجن" المزمع عقده منتصف الشهر المقبل في القدس، فما أهمية مثل تلك المؤتمرات التي تصب في مصلحة العدو؟
خيانة!
المثير في المؤتمر أن عددا من الأردنيين سيشاركون في المؤتمر، منهم الدكتور مضر زهران الذي زعم المؤتمر أنه أمين سر المعارضة، وسامر لبدة الذي وصفه المؤتمر بأنه أكاديمي بريطاني من أصل أردني، وعبد المعالي بني حسن وعبدالإله المعلا المحسوبين على المعارضة الأردنية.
ويعتبر المؤتمر أن فكرة الأردن هي خيار فلسطين، تستند إلى "اتفاقية فيصل – وايزمان" 1918، التي تتضمن نصاً يعتبر الدولة الفلسطينية هي كل الأراضي الواقعة شرق نهر الأردن، بينما كل الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن هي إسرائيل”.
وينسجم اقتراح الوطن البديل للفلسطينيين في الأردن، مع اقتراح آخر ترعاه عصابة الخليج "السعودية الإماراتالبحرين" بغزةوسيناء، وتتناغم مع موقف الرئيس "ترامب" الذي ألمح إلى أن إحلال السلام بالشرق الأوسط ممكن حتى وإن لم يتضمن إقامة دولة فلسطينية!.
هذا الطرح عبر عنه الوزير الإسرائيلي بلا حقيبة أيوب قرا في تغريدة على تويتر قال فيها إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اتفق مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب على تبني ما وصفها قرا بخطة قائد الانقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي لإقامة دولة فلسطينية في غزةوسيناء.
برعاية عصابة الخليج
ويرى الباحث في الشأن الصهيوني عدنان أبو عامر أن الفكرة لا تزال غير ناضجة، لكنه قال إنه وإن تباينت المواقف حيال واقعية هذا الطرح، فإن ثمة من يعتقد أن توقيع اتفاق بنقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير من مصر للسعودية بموافقة إسرائيل "يلمح بجاهزية القاهرة الحليف الاستراتيجي لتل أبيب" للتعاطي مع طرح تبادل الأراضي في سيناء ومنحها للفلسطينيين.
ورجح أبو عامر أنه تبعا لردود الفعل الرافضة الصادرة عن السلطة الفلسطينية، فإن ذلك يشير إلى معلومات شبه مؤكدة بأن مقترح الدولة في غزةوسيناء مدرج على جدول الدبلوماسية الإسرائيلية والأمريكية، خاصة أنه لم يكن بمعزل عن طرح تل أبيب حين أعلن أرييل شارون الانفصال عن غزة واقتراح أن يتوسع القطاع جنوبًَا نحو سيناء.
ولا يستبعد أستاذ العلوم السياسية إمكان تحقيق فكرة الوطن البديل للفلسطينيين، مبينا أن إسرائيل التي تتناغم بمواقفها مع إدارة ترمب تمهد لنشوء ظروف مواتية لتحقيق هذا الطرح، الذي سيقابل في أحسن الأوضاع بمعارضة "عربية خجولة" لحساب تعزيز علاقاتها مع البيت الأبيض في ظل الانقسام الفلسطيني.
من جانبه علق الكاتب محمد سيف الدولة، الباحث في الشأن العربي، على مزاعم إسرائيلية بتبني مصر خطة لإقامة دولة فلسطينية في غزةوسيناء.
وقال في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "صهاينة كاذبون، لا تصدقوا هذه الأكاذيب، لا تصدقوا خزعبلات الوزير الصهيوني أيوب قرا، فهي لعبة صهيونية قديمة ومحروقة لزرع الفتنة بين الشعبين الشقيقين".
وتابع: "وحتى لو كان الخبر صحيحًا واتفق السيسى ونتنياهو وترامب على إقامة دولة فلسطينية في سيناء بدلاً من الضفة الغربية، فلن يقبل الشعب الفلسطيني ذلك ولن يتخلّى عن وطنه للصهاينة، وإلا فلماذا يقاتلهم منذ قرن من الزمان، ولماذا قدم كل هذا العدد من الشهداء؟، وكذلك لن يقبل الشعب المصري التخلي عن شبر من سيناء".