انطلق أوكازيون الصيف، يوم 15 أغسطس الماضي، وسط ركود كبير وتهرب من جانب التجار من المشاركة فيه، وسط شكاوى المواطنين من ارتفاع أسعار الملابس بصورة خيالية تفوق قدرة الناس على الشراء، لاسيما مع اقتراب موسمي عيد الأضحى وانطلاق المدارس. وقال يحيى زنانيري، نائب رئيس الشعبة العامة للملابس الجاهزة: إن الأوكازيون الصيفي يعد فرصة لإنعاش الأسواق بعد انكماش حركة المبيعات عقب قرار التعويم. وانتقد زنانيري اتخاذ وزير التموين والتجارة الداخلية "بحكومة الانقلاب"، قرار بدء الأوكازيون بصورة مباغتة، ولم يعط المحال فرصة للاستعداد لعمل الأوكازيون، مؤكدا تهرب عدد كبير من المحال التجارية من الحصول على تراخيص لإقامة أوكازيون من وزارة التموين؛ للتهرب من الرقابة وعدم فعالية التراخيص، وهو ما انعكس على أرقام هزيلة تعلنها وزارة التموين والتجارة الداخلية كل عام، ولا تعبر عن العدد الحقيقي للمحال المشاركة في الأوكازيون. وطالب زنانيري بالأخذ في الاعتبار الاحتفاظ بالموعيد الثابتة للأوكازيون السنوي و"الشتوي والصيفي، في شهري فبراير وأغسطس على التوالي كل عام، مشيرا إلى أن الأوكازيون منظم قانونا لتصريف البضائع الراكدة في نهاية الموسم والتي تمثل 70%. الركود يضرب الأسواق وأضاف زنانيري أن خسائر المنتجين في الموسم الصيفي نتيجة زيادة المخزون وعدم الإقبال على الشراء، بعد تآكل رأس المال بنحو 25%، وإغلاق مصانع كثيرة نتيجة الركود وزيادة الأجور ومستلزمات الإنتاج، وكذلك القرارات غير المدروسة والتي تصدر دون الرجوع إلى أصحاب الشأن، مضيفا أن الموسم الشتوي سيتم عرض منتجاته في شهر أكتوبر. وقال: إن الشركات المنتجة للزي الأميري رفعت أسعارها بنحو 70%، بينما ارتفع زي المدارس الخاصة بنسبة 100% بالمقارنة بالعام الماضي، وأرجع الأسباب إلى قرار التعويم وارتفاع الخامات والعمالة والخدمات والنقل. الأسعار نار والخصومات وهمية أما المواطنون فقد شكا معظمهم من أن "الأسعار نار والأوكازيون وهمي"، معربين عن استيائهم من الارتفاع المبالغ فيه لأسعار الملابس في أول أيام الأوكازيون الصيفي. وأكد جهاز حماية المستهلك، في بيان سابق، أن تخفيضات المحال التي تعلن عن أوكازيونات "وهمية"، وأنه قدم بلاغًا للنيابة العامة بتهمة التضليل، وذلك بعد الكشف على الفواتير. وأشار فؤاد ناجح، صاحب محل ملابس رجالي، أن الأوكازيون يتم للتخلص من الموديل المركون، مشيرا إلى أن السوق في حالة ركود تام. وأمام أحد المحال، وقف «عادل السيد»، 67 سنة، برفقة زوجته يتشاوران حول أسعار بعض «البنطلونات» المختلفة المعروضة داخل الفاترينة، يقول: «مش شايف إن فيه خصومات على اللبس خالص، أقل بنطلون معروض ب130 جنيه وزوجتى بتقنعنى إنى أشتريه، مع أنى محتاج بنطلون ونفسى أشترى بس مش عارف أجيب منين». ويشير الرجل الستينى إلى قميصه الذى يرتديه، قائلا: «ده عندى بقاله 10 سنين، ومن وقتها ماجبتش أى لبس جديد لأنه ما بقاش من أولوياتى، وباكتفى أنى بجيب لعيالى فى المناسبات، عشان مايحسوش إن فيه حاجة ناقصاهم»، موضحا أن معاشه الذى يتقاضاه لا يتجاوز 1200 جنيه، يخصص جزءا منه لدفع الإيجار والكهرباء والمياه، مؤكدا أنه لا يتبقى له سوى 700 جنيه تكفيه بالكاد لشراء مستلزمات منزله.