يجري رئيس الحكومة الليبية المدعومة من الأممالمتحدة فايز السراج، هذا الأسبوع، محادثات في باريس مع الجنرال الدموي خليفة حفتر، المدعوم من الحلف الصهيوني في المنطقة وقوى غربية، على رأسها فرنسا وروسيا. وتتظاهر حكومات الغرب بدعم الاتفاق السياسي المدعوم من الأممالمتحدة، الذي جاء بالسراج رئيسا لحكومة الوفاق الوطني الليبية، لكن حفتر الذي حققت قواته مكاسب ميدانية كبيرة في شرق البلاد، بدعم من الحلف الصهيوني (إسرائيل, الإمارات، مصر)، لا يزال رافضا لشرعية هذه الحكومة. وأجرى حفتر والسراج محادثات في أبوظبي، في مايو، للمرة الأولى منذ أكثر من عام ونصف العام. وقال مصدر دبلوماسي لرويترز: "أعلم أن حفتر موجود بالفعل في باريس، ومن المقرر أن يصل السراج قريبا، وهدفهما عقد اللقاء يوم الثلاثاء". دعم فرنسي لحفتر ويأتي لقاء السراج وحفتر، على الرغم من الدعم الفرنسي لعصابات الجنرال خليفة حفتر، وكان الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، قد أقر في يوليو الماضي 2016م، بمقتل ثلاثة عسكريين فرنسيين في بنغازي، حيث قُتل اثنان منهم في حادث سقوط مروحية قالت سرايا الدفاع عن بنغازي إنها أسقطتها خلال معارك ضد قوات حفتر في منطقة المقرون، لكن وزارة الدفاع أدرجت الحادثة في سياق عملية استخباراتية خاصة ضد "الإرهاب". وأعرب آلان كورفيز- عقيد سابق في الجيش الفرنسي ومستشار سابق في العلاقات الدولية بوزارة الخارجبة الفرنسية- في حديثه لبرنامج "الواقع العربي" على قناة الجزيرة بتاريخ 20 يوليو 2016م، عن أسفه للعملية الفرنسية التي تمت عن طريق إرسال مستشارين عسكريين فرنسيين لصالح طرف معين في ليبيا، معتبرا أنه عمل غير مبرر من قبل فرنسا، التي لا تملك حق التدخل في ليبيا. ورأى أن العملية تمت باتفاق سري مع حلف شمال الأطلسي (ناتو) والولايات المتحدة، ضمن الاستراتيجية الكارثية للحلف وأمريكا في ليبيا، داعيا فرنسا إلى سحب كل قواتها من ليبيا؛ لأن التدخل العسكري يصب في مصلحة تنظيم الدولة الإسلامية، ويفسد العملية السياسية في ليبيا. ويتهم عضو المجلس الأعلى للدولة الليبية، منصور الحصادي، فرنسا بأنها أول دولة تنقلب على الاتفاق السياسي بين الأطراف الليبية في الصخيرات، وتنحاز لخليفة حفتر، وذلك بوجود جنود فرنسيين، والقيام بعمليات عسكرية إلى جانب حفتر الذي انقلب على الحكومة الشرعية في ليبيا. إضفاء شرعية على حفتر وبحسب مراقبين، فإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يستهدف أن تلعب بلاده دورا أكثر فاعلية في الأزمة الليبية. وقال المصدر، وفقا لرويترز، إن ماكرون يخطط للقاء حفتر والسراج، مضيفا أن اللقاء غير المتوقع ربما يجعل حفتر يغير فكره إذا عُرض عليه "نوع من الشرعية". وتدور الفكرة حول دفع السراج وحفتر لاتفاق يتيح للأمم المتحدة تنفيذ اتفاق السلام وإجراء الانتخابات. تباين مواقف جيران ليبيا وتتباين مواقف جيران ليبيا والقوى الإقليمية حول كيفية حل الأزمة. فمصر والإمارات تدعمان حفتر بلا حدود، وتؤيدان حملته باعتبارها ضد متشددين إسلاميين. أما الجزائر وتونس فتتبنى كل منها سياسة أكثر شمولا، تضم كل الأطياف دون إقصاء لأحد؛ خوفا من أن تتحول ليبيا إلى فوضى عارمة تسبب لهما مشاكل حدودية، وتؤكدان أن الحل في ليبيا سياسي لا عسكري، وأن تكريس حكم استبدادي في ليبيا يقوم على الإقصاء سوف يفجر الأوضاع. وتتجاهل الحكومات الغربية عمدا أن الثوار في ليبيا ذوو ميول إسلامية، وبالتحديد "سرايا الدفاع عن بنغازي".