يعيش حزب النور هذه الأيام حالة من الصراع والانقسام الحاد، على خلفية الدعوة لإجراءالانتخابات والاختبارات الداخلية للحزب، مما أدى لإصدار الدكتور عماد عبد الغفور رئيس الحزب قرارا بإلغائها، إلا أن اللجنة المركزية للانتخابات أصدرت قراراها باستمرار الانتخابات بناء على تعليمات عدد من أعضاء الهيئة العليا، وما نتج عنه انقسام الحزب لجبهتين. نشرت الصفحة الرسمية لحزب النور على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، قرارًا يفيد إقالة رئيس الحزب عماد عبد الغفور للمتحدث الرسمي للحزب نادر بكار من منصبه، وحصر التصريحات المعتمدة إعلاميًا على محمد نور والدكتور يسري حماد، إضافة إلى إقالة المهندس أشرف ثابت من عضوية الهيئة العليا للحزب وعدد آخر من الأعضاء، لثبوت اتصالهم بالحزب الوطني المنحل، حسبما تم نشره، وقد صدق أعضاء الهيئة العليا على القرار. وتابع البيان "يؤكد حزب النور على أن كل من يثبت أنه تعاون مع أحمد شفيق ليس له مكان بيننا ونسعى جاهدين لتطهير الكيان". تصاعدت حدة الخلافات داخل "النور"، حيث اجتمعت الجبهة المضادة ل"عبد الغفور" والتي تضم عددًا من أعضاء الهيئة العليا بزعامة الشيخ ياسر برهامي, القيادي البارز بالدعوة السلفية، وقررت إنهاء رئاسة "عبد الغفور" وتعيين سيد مصطفي خليفة نائب رئيس الحزب رئيسا جديدا له, لحين انعقاد الجمعية العمومية, وانتخاب هيئة عليا جديدة. من جانبه، أكد محمد نور، المتحدث الرسمي باسم حزب النور، أن قرار إقالة الدكتور عماد عبد الغفور من رئاسة الحزب أمر غير صحيح علي الإطلاق ولا يمت للحقيقة بصلة، حيث إنه مستمر في منصبه ويمارس مهامه بشكل طبيعي، فقرار سحب الثقة أو إقالة رئيس الحزب يتم من خلال الجمعية العمومية وليس من خلال الهيئة العليا، خاصة أن الهيئة العليا للحزب والتي يصل عددها ل 45 عضوا اجتمعوا مساء أمس الأول الأربعاء وجددوا الثقة فيه، في حين أن عدد المختلفين معهم لا يتجاوز 10 أفراد فقط. ونفي نور للحرية والعدالة قيام "عبد الغفور" بإقالة المهندس أشرف ثابت، عضو الهيئة العليا للحزب، مؤكدا أنه سوف تتخذ كافة الإجراءات القانونية حال ثبوت اتهام أي شخص سواء في حزب النور أو الدعوة السلفية بالتورط في الاتصال بالفريق أحمد شفيق خلال الانتخابات الرئاسية. ولفت "نور" إلى أنهم يتواصلون مع باقي أعضاء الهيئة العليا للحزب المختلفين معهم، وذلك لجمع أبناء الحزب على قلب رجل واحد كما كانوا سابقا، وسوف يتم احتواء الأزمة قريبا وسيتعافي منها الحزب بسلام، وسيتم احتواء الأمر بالنسبة للبعض في حين أن آخرون مصرون علي أن يمضوا قدموا في غيهم، حسب قوله. وحول تأكيد الجبهة الأخري المضادة ل"عبد الغفور" باستمرار الانتخابات الداخلية في 9 محافظات يوم الجمعة القادم، أكد أن هناك مخالفات كثيرة وقعت خلال انتخابات الحزب الداخلية التي جرت وصلت إلى حد التزوير، وقد أصدر "عبد الغفور" قرارا بإيقاف وتأجيل الانتخابات الداخلية، فضلا عن وجود أحكام قضائية تنص علي إيقاف الانتخابات، معربا عن شديد استغرابه لمواقف الجبهة الأخرى، لأن هذا ضد القانون والقضاء وضد رئيس الحزب، مؤكدًا أن إصرارهم على مواقفهم هو محاولة للانقلاب والتمرد علي الحزب. من جهته، قال المهندس أشرف ثابت، عضو الهيئة العليا للحزب، وأحد أعضاء الجبهة المضادة ل"عبد الغفور"- إن القرارات التي اتخذوها بإقالة "عبد الغفور" وتعيين السيد مصطفي خلفية خلفا له، واستمرارا الانتخابات الداخلية في الحزب، هي قرارات نهائية وقاطعة لا رجعة فيها، مؤكدًا أن اللائحة التنفيذية للحزب تنص على أن وكيل المؤسسين- في إشارة ل "عبد الغفور"- تنتهي مهمته في شهر ستبمبر الجاري، علي أن يتولي رئاسة الحزب بعده نائبه، والهيئة العليا قررت استبعاد عبد الغفور، وهي المنوطة بتسيير أمور الحزب، لأنها أعلى سلطة بالنور. وحول قرارات "عبد الغفور" بإيقاف الانتخابات وحل لجان شئون العضوية قال ثابت إن تلك القرارات باطلة لأنها تخالف لائحة الحزب، وتحديداً المادة 17 من اللائحة والتى تنص على أنه: "إذا كانت الشكوى مقدمة من أو ضد أحد لجان شئون العضوية بالحزب، فإن إجراء التحقيق معه أو إصدار التحقيق ضده يكون من اختصاص مجلس الشيوخ"، لافتا إلي أنه سيتم استكمال الانتخابات الداخلية وبدء المرحلة الثانية منهاغدا الجمعة.