كتب رانيا قناوي: لم يمر أسبوع على فكرة سلطات الانقلاب في إنشاء أكشاك القمامة، التي يريدون من خلالها تحويل الغلابة لعمال سخرة في جمع الصفيح والورق والكرتون، وبيعها للحكومة مقابل دراهم معدودة لا تسمن ولا تغني من جوع السيسي الذي فرضه بضرائبه وفواتيره الباهظة، إلا أن الفكرة أصبحت كغيرها في صندوق المهملات والوهم، بعد أن أكد خبراء فشلها، فضلا عن عدم جدواها بالنسبة للغلابة. وأكد هانى مرجان، عضو برلمان العسكر عن دائرة منشأة ناصر، قيام 25 نائبا بالتوقيع على طلب لتشكيل لجنة تقصى حقائق، حول أزمة اكشاك القمامة، التى يتضرر منها أكثر من 3 ملايين مواطن وأسرهم من عمال النظافة. وقال "مرجان" -فى بيان له اليوم الأربعاء- إنه سيتقدم بطلب رسمى لرئيس البرلمان على عبدالعال، لسرعة تشكيل اللجنة، لاسيما أن طلبه تجاوز النسبة القانونية لتشكيل لجان تقصى الحقائق، خاصة أن اللائحة تنص على موافقة 20 نائبا، وهو الأمر الذى تخطاه بنسبة أكبر. وأضاف النائب، أن هناك مافيا تريد احتكار جمع القمامة، حيث تسعى إحدى الجمعيات الأهلية للاستحواذ على جمعها، بعد أن اكتشف أنها تمثل كنزا لها وتحقق لهم أموالا طائلة على حساب الغلابة من جامعى القمامة. وأشار إلى أن أكشاك القمامة تتسب فى تدمير وخراب بيوت أكثر من 15 مليون مواطن مصرى، مؤكدا أن هذه الجمعية تريد شراء المواد الصلبة من القمامة ثم تقوم بتصنيعها فى صناعات البلاستيك لاحتكار هذه الصناعة بعد ارتفاع أسعار الدولار، مطالبا بإقالة حكومة شريف إسماعيل؛ لأنها صامتة عن فساد من يريدون تدمير وخراب بيوت أكثر من 15 مليون مواطن مصرى . واقترحت حكومة الانقلاب عن طريق أكشاك القمامة مبادرة "بيع قمامتك"، 10 جنيهات لكل كيلو من «الكانز»، جنيهان لكيلو الزجاج، جنيه واحد للكرتون، 80 قرشًا لورق الصحف والكتب، وعشرون قرشًا للبلاستيك الشفاف والمرن. والشرط اﻷساسي للحصول على المال مقابل القمامة هي أن تقوم بفصل كل هذه اﻷنواع بنفسك. بعدها تستطيع التوجه إلى أحد أكشاك شراء هذه المخلفات، حيث يتم وزنها ودفع المقابل حسب هذه اﻷسعار المعلنة. "بيزنس الجيش" يشعل "حرب الزبالة" ونقيبها يكشف فساد رجال السيسي ويدفع المواطنون تكلفة جمع القمامة بواسطة هذه الشركات إجباريًا من خلال إضافتها على فواتير الكهرباء، ولا تشمل هذه التكلفة جمع القمامة من المنازل. شحاتة المقدس، نقيب الزبالين، يقول إن «الحافز المادي لتشجيع المواطنين على فصل مخلفاتهم لبيعها للأكشاك، غير كافي بمفرده لحل أزمة القمامة». يرى المقدس أن مشروع اﻷكشاك الجديدة محكوم عليه بالفشل لعدد من اﻷسباب: اﻷول هو أنه يستبعد الزبالون من منظومته، وهو ما سيتسبب في قطع أرزاق اﻵلاف منهم. السبب الثاني هو أن هذه اﻷكشاك تعمل في المخلفات الصلبة دون تصور لحل مشكلة المخلفات العضوية كمخلفات الطعام وغيرها. "بيع زبالتك".. النظام ينصب على المصريين مجددًا وفي اعتراض على المشروع الجديد، قرر بعض الزبالين القيام بإضراب جزئي عن العمل مطلع اﻷسبوع الماضي. لكن رئيس هيئة النظافة والتجميل بالقاهرة رد بأنه «لا نية مطلقًا ﻹلغاء فكرة شراء القمامة من خلال أكشاك شراء وتجميع المخلفات الصلبة». ودعا المقدس لاجتماع جمعية عمومية غير عادية لأعضاء النقابة اليوم اﻷحد لمناقشة مشروع أكشاك القمامة، إلا أن الاجتماع «أُلغي أمنيًا»، حسب المقدس.