اختلف الخبيران العسكريان "اللواء متقاعد طلعت مسلم، والعميد متقاعد صفوت الزيات"، حول قبول ورفض الدعم الذي أعلنه السيسي- في حديثه للإعلام البرتغالي- لجيش بشار الأسد، ولكنهما اتفقا على أن الدعم العسكري غير متوقع، وأن الدعم العسكري يحقق خسارة إذا قدمه السيسي لجيش بشار. وحول طبيعة الدعم المصري المقدم للمؤسسات السورية التابعة لنظام الأسد، قال اللواء "مسلم"، في تصريح ل"الأناضول": "القاهرة تقدم للأسد دعما دبلوماسيا لم ولن يرقى أو يصل إلى الدعم العسكري"، دون أن يوضح مصدر هذه القناعة التي لديه. وأوضح أن "الدعم المصري يتمثل في محاولة التقريب بين النظام والمعارضة السورية المعتدلة غير المسلحة؛ للوصول إلى نقاط تتلاقى فيها الوحدة والحل للصراع المسلح". وللوكالة ذاتها، تجاوز العميد متقاعد صفوت الزيات إعطاء تفسيرات لكلام السيسي؛ كونه جاء "واضحا ولا يحتمل التأويلات" برأيه، ورأى صفوت الزيات، العميد المتقاعد في الجيش المصري والمحلل العسكري والاستراتيجي، أن "نظام السيسي يخسر كثيرًا من وراء دعمه لنظيره في سوريا". وتوقع أن "تشكل محددات النظام المصري من الأزمة السورية، التي بدت أكثر صراحة في حديث السيسي الأخير، مشكلة كبيرة للدولة المصرية في علاقاتها الإقليمية، التي بدأت تتصدع". طلعت يُسلِّم وفي الوقت الذي صرح فيه قائد إيراني بأن "الحشد الشعبي قد يتوجه إلى سوريا عقب استعادة الموصل"، سلم عدد من رموز المعارضة المصرية في فترة مبارك الراية البيضاء لانقلاب عسكري واضح المعالم، ومن هؤلاء اللواء المتقاعد طلعت مسلم، الخبير العسكري المصري، الذي رأى في حديث السيسي عن دعم جيش بشار "موقفًا مصريا داعما وأصيلا تجاه النظام السوري بكافة مكوناته"، مؤكدا "ضرورة دعم الجيش الوطني السوري". وتأول "مسلم" في حديثه للأناضول، مقاصد "كلام السيسي"، فقال: إنه "كان يقصد دعم مؤسسات الدولة السورية، وليس نظام الأسد فقط، الذي يعد جزءًا أصيلا منها"، وبنى على تأويله أن "مصر لا تأخذ مواقف حيال أفراد، بل مواقفها دائما تتجه نحو المؤسسات". وبعيدا عن محددات النظرة المصرية للوضع في سوريا، فإن طلعت مسلم يرى أن موقف مصر الداعم لنظام الأسد، نابع من استراتيجيتها في "مواجهة الحركات الإرهابية المسلحة"، التي تقاتل فصائل منها ضد الجيش السوري، وفق كلامه. صفوت يميل وعلى غير ما عهدناه، اتفق الزيات مع مسلم بشأن دعم السيسي وتأييده للنظام السوري، واختلف معه في أن "السيسي" الذي وصفه ب"الرئيس"، "يرى في بشار الأسد رأس النظام السوري الذي ينبغي أن يحكم دون غيره". وفي حديثه للأناضول، قال الزيات: إن "قناعة نظام 3 يوليو/ تموز 2013، تتأسس على اعتبار الثورات العربية، بما فيها السورية، فوضى خلاقة زرعها الغرب في المنطقة للقضاء على أنظمتها وجيوشها النظامية". واتفق مجددا مع مسلم في توقعه لشكل الدعم "المصري" الموجه للنظام في سوريا، فقد أشار الزيات إلى أنه "معنوي أكثر من مادي"، حسب رأيه. وفي مقابل عداء النظام السوري لغالبية الأنظمة العربية والإسلامية، يرى الزيات أن نظام الأسد "مدعوم من قوتين إقليميتين هما روسيا وإيران؛ ما يجعله لا يحتاج إلى دعم مادي من مصر"، وفق قوله. وتوقع الزيات أن "يستغل النظام السوري تصريحات السيسي في الترويج للداخل والخارج، بأن هناك دعما من دولة عربية كبرى له مثل مصر". نعم أدعم "نعم أدعم الجيش السوري".. عبارة قالها عبد الفتاح السيسي صراحة خلال مقابلة مع قناة "آر بي تي" التلفزيونية الرسمية في البرتغال، ردا على سؤال حول إمكانية إشراك قوات مصرية في عمليات سلام خارج البلاد، "الأولى لمصر أن تدعم الجيش الوطني في ليبيا، وكذلك في سوريا وأيضا العراق، من أجل فرض الأمن في هذه البلدان"، ما دفع المحاور إلى أن يسأل: "هل تقصد بالجيش الوطني في سوريا، الجيش السوري؟"، فأجاب السيسي: "نعم". واعتبرت أوساط أن حديث السيسي يمثل تطورا واضحا في الموقف المصري "المعلن" نحو تأييد نظام الرئيس بشار الأسد، حيث تشهد العلاقات المصرية السورية تقاربًا ملموسا منذ الانقلاب على د. محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في 3 يوليو 2013، الذي قطع علاقات بلاده رسميا مع النظام السوري. "الأذرع" تبرر واعتبر عمرو أديب- الذراع الإعلامية لعباس كامل، في برنامجه "كل يوم"، الذي يعرض على فضائية (أون تي في) وإذاعة نغم- أن "السيسي لا يقصد بتصريحه الداعم للجيش الوطني السوري أي دعم لنظام بشار الأسد". وقال "أديب": إن "السيسي رجل خرج من الجيش الوطني المصري، فهو يتعاطى مع الجيوش، ومنها الجيش الوطني السوري، وليس الميليشيات". وتشهد العلاقات بين الانقلابيين في مصرو السعودية توترا؛ بسبب تباين مواقف البلدين من الأزمة السورية، حيث ترى القاهرة أن الحل السياسي الذي يشمل جميع الأطراف هو السبيل لإنهاء الصراع الدائر في سوريا منذ مارس 2011، بينما ترى الرياض ضرورة رحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد من السلطة أولا.