كشف تقرير أمريكي عن أنه لأول مرة يفضل بعض مصنعي الغزول المحليين في مصر القطن الأمريكي على القطن المصري، بالرغم من الجودة المرتفعة للقطن المصري والسمعة الجيدة التي يتمتع بها عالميا؛ بفضل تاريخ البلاد الطويل في زراعته. وأوضح تقرير لوزارة الزراعة الأمريكية أن كميات القطن التي تصدرها أمريكا لمصر زادت بنسبة 30% في 2015 مقارنة بالعام السابق، لتصل إلى 40 مليون دولار، وذلك مع تزايد اعتماد المغازل المحلية على قطن البيما الأمريكي، في ظل تراجع مستوى القطن المصري. وأفادت الوزارة الأمريكية- في بيان لها نقلته "رويترز" مساء أمس الأربعاء- بتراجع جودة القطن المصري، وعزت ذلك إلى خلط زراعة أصناف فائقة الطول مثل جيزة 86 وجيزة 88 بأصناف متوسطة الطول مثل جيزة 90. وتمثل الأصناف الطويلة وفائقة الطول 90% من الإنتاج المصري، والتي انخفض الطلب عليها عالميا بقوة خلال العقود الأخيرة، وأصبحت تمثل 2.5% فقط من الاستهلاك العالمي للأقطان. وقالت الوزارة الأمريكية- في تقريرها "مصر.. القطن ومنتجاته"- إن القطن الأمريكي طويل التيلة "البيما" يزيد سعره عن القطن المصري، لكن بعض مصنعي الغزول المحليين أصبحوا يعتمدون على الأمريكي بشكل أكبر في ظل ارتفاع جودته. وينقل التقرير عن مصنع في مصر قوله: إن مستوردي الغزول في أوروبا يطلبون صناعتها من القطن الأمريكي، وهم مستعدون لتحمل التكلفة الأكبر لصناعتها. وبحسب تقرير وزارة الزراعة الأمريكية، فقد بلغ سعر قنطار القطن المصري جيزة 88 خلال الربع الأخير من 2015 نحو 891 جنيها، بينما تراوح سعر نظيره الأمريكي بين 1400 و1698 جنيها. وكان المدير التنفيذي في جمعية القطن المصري قد قال لمجلة "هوم أند تكستايل توداي": إن الجمعية أجرت اختبارات على منتجات كتب عليها "قطن مصري" تباع للمستهلك، واكتشفت أن 90 في المئة لا تحتوي على القطن المصري على الإطلاق. واعتبرت وكالة رويترز، في تقرير لها، أن فضيحة الشركة الهندية ربما تجعل شركات التجزئة الأمريكية الكبرى تتحفظ على التعامل مع المنتجات التي تحمل علامة القطن المصري، الأمر الذي سيمثل هدية لمزارعي القطن الأمريكي "بيما" في أماكن مثل كاليفورنيا وأريزونا.