منذ وقوع الانقلاب؛ ظل إعلاميو الانقلاب العسكري يرددون أنهم يعبرون عن أغلبية الشعب المصري، وبسبب قمع أحرار الوطن والزج بهم في غياهب سجون الانقلاب اعتقدوا أنهم يسيطرون على أفكار المصريين ويرسمون الرأي العام بالبلاد، إلى أن انكشف الستر وظهر حجمهم الحقيقي، وأنهم أقلية لا تعبر إلا عن مصالحها ومدرستها في الكذب والتدليس. حقيقة حجمهم ظهرت بوضوح مع فضيحة الاستفتاء الذي أجراه الإعلامي الأمني أحمد موسى، حينما سجل استفتاء على صفحته على "فيس بوك" حول رفض أو تأييد تجديد ولاية انقلابية جديدة لعبد الفتاح السيسي، فكانت الأغلبية الساحقة بنسبة 81% ترفض الفكرة مقابل 19% فقط وافقت على ذلك، في استفتاء شارك فيه 13 ألف شخص، وذلك رغم الحملات التي بدأها موسى وغيره منذ فترة لحث الشعب على قبول ولاية انقلابية جديدة لقائد الانقلاب. أقلية وقال المدون والناشط الحقوقي عمار مطاوع :"الاستفتاء اللي عمله أحمد موسى وتطوراته.. بتفكرنا بالآية: يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل.. المنافقين كانوا عارفين إن الحرب الإعلامية قايمة ع الخداع، وإن اللي يقدر يقنع الطرف التاني إنه أغلبية، بينتصر بسهولة.. وبيحبس خصمه في قالب الاستضعاف والكربلائية.. عشان كده المنافقين حاولوا يزعزعوا ثقة الصحابة في كونهم الأغلبية.. وبمنتهى التحدي قالوا: لما نرجع المدينة هتعرفوا احنا قد إيه.. المذيعين المصريين قدروا يحقق اللعبة دي بمهارة فشل فيها جدودهم المنافقين زمان.. قدروا يقنعونا إنهم كتير، وإننا أقلية.. وبالتالي إحنا صدقنا إن صراعنا مع كل الناس، وإننا بنخوض الحرب لوحدنا.. في الحقيقة، أكتر ناس المفروض تراجع نفسها من الموقف ده، هيا إحنا.. لازم نصدق إنهم أقلية بس مسيطرين على قوت الناس وإعلام البلد.. لكن إحنا الشعب والناس والأغلبية.. لازم نصدق إن الناس دي كدابة، وإن الظالم مالوش أنصار، وإن سلطان السيسي واللي زيه بينتهي عند آخر نقطة تقدر توصلها دبابته.. ودبابته بس!". انخفاض ليس جديدا الانخفاض الواضح في شعبية الانقلاب وقائده ليس جديدا ؛ فمنذ انتهاء "مسرحية 30 يونيو 2013" لم يتمكن الانقلاب من حشد مؤيديه بشكل محترم مع أي استحقاق، وهو ما ظهر تماما في "التفويض"، وما أطلق عليه "انتخابات الرئاسة" التي تم مدها لتعويض النقص الحاد في أهعداد الناخبين، وكذلك "انتهابات برلمان الدم" التي اضطر المرشحون لحث المواطنين على النزول بدفع مبالغ مالية كبيرة. "أسوشيتد" تسجل الهروب فضيحة الانقلاب التي أظهرها "موسى"، دفعت وكالة "أسوشيتد برس" لإعداد تقرير حول نتائج الاستطلاع حمل عنوان "فشل ذريع لاستطلاع الرأي موال للسيسي يجبر مذيع تليفزيوني على الهروب من تويتر"، مؤكدا أن الاستطلاع أتى بنتائج عكسية، فسارع موسى إلى وقف حسابه على "تويتر"، ليظهر على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" ويؤكد أن حسابه على "تويتر" تعرض لقرصنة، وأن 90% ممن استطلعت أراؤهم قد صوتوا لصالح ترشح السيسي لفترة ولاية ثانية. كما تكشف فضيحة استطلاع أحمد موسى سوءة مراكز البحث واستطلاعات الرأي التابعة للحكومة، والتي تتحدث عن شعبية جارفة السيسي، وتدرج آراء بعض المختصين، مثلما فعل مركز "بصيرة" لبحوث الرأي العام، الذي أجرى استطلاعًا حول تقييم المواطنين لأداء عبد الفتاح السيسى مؤخرا، وأظهر الاستطلاع أن شعبية السيسي انخفضت من 91% إلى 82% مقارنة بالعام الماضي، أي أنها تراجعت بنسبة 10% فقط، بعد مرور 26 شهرا على تولّيه السلطة. وبالطبع فإن مقارنة ما كشف عنه استطلاع أحمد موسى مع استطلاع مركز بصيرة، تشكك في مصداقية بصيرة ومدى تدخل السلطات في نتائج الاستطلاعات التي تجريها، وتغييرها لصالح الحكومة والنظام الحاكم، وبما يخدم مصالحهم. توبيخ موسى وأكدت مصادر صحفية أن الاعلامي أحمد موسى تلقى اتصالاً هاتفياً من أحد كبار القيادات بالجهاز الإعلامي للرئاسة، وجه من خلاله اللوم و التوبيخ للأول. وفي محاولة لإصلاح الموقف، أغلق أحمد موسى الحساب بنفسه، وإدعى أنه تم "تهكيره" من قبل "أنصار الإخوان في تركيا وقطر". هاشتاج "جاب ورا" وتصدر هاشتاج "المذيع جاب ورا"، قائمة "التريندات" الخاصة بموقع التدوينات القصيرة "تويتر"، وشهد الهاشتاج موجة من التعليقات المهاجمة للإعلامي"المعروف عنه التأييد المطلق للحكومة والرئاسة" على حد وصف المشاركين، تتهمه بتعمده تزييف الحقائق وتضليل الجمهور، وأن هذه عادة يتبعها فى المادة الإعلامية التي يقدمها معلقين: "عادته ولا هيشتريها"، في حين غمرت المشاركات الساخرة من تناقد الاستطلاع بين صفحتي فيس بوك وتويتر، ومن إعلان تعرض صفحته لعملية اختراق عن طريق "هاكرز". واقرأ أيضا: "غور يا سيسي" أشعله رواد "تويتر".. ومغردون: عندها تحيا مصر "موسى" يغلق صفحته على "تويتر" عقب فضيحة "الاستطلاع"