بالرغم من مليارات الجنيهات التي سددها المواطنون للحصول على وحدات متميزة في عدد من المدن الجديدة وأهمها القاهرة الجديدة، إلا أن سلطات الانقلاب قامت بإهمال الخدمة المقدمة لهم، ما أدى إلى إعلان أهالي مدينة القاهرة الجديدة،بأنه سيتم صباح اليوم السبت، تنظيم وقفة احتجاجية أمام مبنى جهاز المدينة تحت شعار «كلنا إيد واحدة»؛ احتجاجا على تدني الخدمات المقدمة لهم وانتشار القمامة والكلاب الضالة في شوارع المدينة. وأكد الأهالي في تصريحات صحفية اليوم، أنهم حصلوا على موافقات من داخلية النظام لتنظيم الوقفة قانونية. وقال الأهالي في بيان أصدروه منذ قليل: إن الوقفة تم تأجيلها أكثر من مرة بناء لكن جهاز المدينة تجاهل شكاوى السكان ومطالبهم.
وأضاف أننا لا نستهدف أشخاصا بعينهم ولكننا نستهدف مناصب وقيادات أثبتت فشلها في إدارة منظومة الجهاز، وأننا نسعى للقضاء على بؤر الفساد، ولسنا ساعين للفوضى ولكننا نسعى لاسترداد حقوقنا المهدرة كمواطنين شرفاء على أرض هذا الوطن.
واتهم الأهالي المسئولين بالإهمال والتسيب وترك “الحبل على الغارب” للصوص المال العام والبلطجية، والموافقة الضمنية بالصمت على التخريب والتزوير، ووضع 3 رؤساء أجهزة بالمدن الجديدة التابعة لوزارة الإسكان، أنفسهم في مرمي نيران الغضب الشعبي، ليخوضوا مواجهة خاسرة مع سكان “العبور والشروق والقاهرة الجديدة”، في ظل وطأة فساد أكبر في هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة.
وظهرت دعوات من السكان للنزول إلي شوارع مدنهم احتجاجا على الاهمال وانتشار الفساد في مدن لا تزال في أول الطريق، ومنها مدينة الشروق مطلع شهر أغسطس الجاري، والتي نزل فيها السكان حاملين أكياس القمامة إلي مقر جهاز المدينة، بعد اكتشاف واقعة تزوير لصالح شركة النظافة الغير مؤهلة للمهمة، قادهم الغضب من انقطاع المياه المتكرر إلي الاشتباك لفظيا مع نائب رئيس جهاز الشروق .
القاهرة الجديدة، هي الأخرى، دخلت على خط الأزمة، وبات أن النسخة المكررة من القيادات الفاشلة آتت ثمارها بالتخريب والإهمال وترك المدينة تغرق في مخالفات البناء، وأكوام القمامة، وانقطاع المياه ، وانتشار الورش ومخالفات تغيير النشاط من سكني إلي تجاري.
السكان دعوا عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، إلي التجمع يوم 20 أغسطس في أكبر وقفة احتجاجية أمام مبني جهاز القاهرة الجديدة، للمطالبة بإقالة المهندس علاء عبد العزيز، رئيس الجهاز، وأحد أفشل قيادات وزارة الإسكان، مؤكدين أن المدينة باتت عبارة عن بؤرة عشوائية تضم تجار الروبابيكيا وورش الحدادة، فضلا عن عدم وجود مرفق اسعاف أو سيارات اطفاء او حتى حنفيات حريق في الشوارع.
سكان القاهرة الجديدة، حددوا 22 نقطة، تكشف فساد واهمال جهاز المدينة، ما يستوجب الاطاحة الفورية بقياداته، وعلى رأس تلك النقاط، ملف شركات النظافة وما يشوبه من فساد إداري وإهدار للمال العام حيث تم تمديد التعاقد بالمخالفة للقانون أكثر من مرة وبالرغم من سوء الخدمة المقدمة وكثرة الشكاوى من السكان. والإصرار الغير آدمي بالسماح بعمالة الأطفال وكبار السن كعمال نظافة.
كذلك أن يكون ممثلي السكان بمجلس امناء القاهرة الجديدة بالكامل بالانتخاب وليس بالتعيين، فضلا عن تردي أعمال الصيانة العامة للطرق والمسطحات الخضراء وعدم رصفها في العديد من المحليات وعدم وجود إنارة في عدة مناطق. أيضاً انتشار بائعي السجائر وعربات الفول والباعة الجائلين في هذه الحدائق وعلى النواصي وفي الميادين العامة.
انقطاع المياه لفترات طويلة في بعض المناطق والأحياء بالتجمعات الأمر الذي أثر سلبا على حياة السكان، وكثرة الحوادث التي تعرض لها سكان القاهرة الجديدة وبالأخص الأطفال نتيجة لانتشار الكلاب الضالة . إضافة إلي فشل المنظومة الأمنية لعدم وجود نقاط ارتكاز في مناطق النرجس عمارات والنرجس فيلات والمستثمرين ومناطق كثيرة وخاصة بعد اتساع الرقعة العمرانية بمدن شرق القاهرة الجديدة ومما ادي الي كثره السرقات والحوادث وارتفاع نسبة الجرائم.
أيضاً، التقاعس والإهمال الشديد في سحب الوحدات السكنية المخالفة والتي تم تحويلها الي وحدات تجاريه، وبالأخص في الحي الثالث حيث أنه تحول إلى مناطق عشوائية مع كثرة الورش والمقاهي والمحلات التجارية والبائعين في الطرق والأرصفة وارتفاع معدلات التهديد الأمني لجميع سكان القاهرة الجديدة. وانتشار مخالفات البناء للروف والبدرومات، والنهب المنظم لموارد الغابة الحجرية، وتخصيص مقار لجمعيات أهلية دون مزادات، وعدم اتخاذ إجراءات فعلية لمعالجة مشاكل محطة الصرف الصحي الواقعة بمركز شباب الياسمين، وتدهور الخدمات الصحية بالمدينة وعدم تأهيل المستشفيات بالمستلزمات الطبية اللازمة.
جهاز مدينة العبور أيضا، برئاسة المهندس أمين غنيم، ضرب الرقم القياسي في الإهمال، وبات الجهاز راعيا لانتشار التكاتك، واغراق مياه الصرف الصحي للشوارع.
الدعوات للتحرك الشعبي لإقالة رئيس الجهاز يوم السبت 3 سبتمبر المقبل، بدأت من سكان أحياء: “الترفيهى .. التاسع .. الخامس .. دار مصر .. الرابع .. خط 10 .. الثامن .. جنة العبور .. نزهة العبور “، بعد أن بلغ الإهمال مداه، ولم يكترث جهاز المدينة ومجلس الأمناء “المكسح” بحسب وصف السكان، بشكاوي المواطنين خلال السنوات الماضية.
انتشار الباعة الجائلين في الميادين العامة، وتحديدا في الحي الأول، وكذلك مخالفات البناء، وتحويل وحدات الدور الأرضي لمحال تجارية، تعد صورة متكررة مما تعانيه مدينة القاهرة الجديدة، والتي اتفق سكانها أيضاً على ضرورة رحيل قيادات جهازها فوراً.
سكان المدن الثلاث اتهموا وزارة الإسكان بالتآمر عليهم، والابقاء على الفشلة الثلاثة في مواقعهم رغم تعالي أصوات السكان المطالبة برحيلهم تصحيحا لوضع معوج فرضته قيادات فاسدة في وزارة الاسكان، وتحول استمرارهم في إدارة تلك المدن خيانة كبرى .