كشفت منظمة العفو الدولية عن وفاة 17,723 ألف معتقل سوري داخل أماكن الاحتجاز خلال الفترة من بدء الثورة السورية في مارس 2011 وحتى ديسمبر 2015. وقال المنظمة، في تقرير بعنوان "إنه يحطم إنسانيتك" أن 17,723 ألف شخص توفوا أثناء احتجازهم في سوريا منذ اندلاع الأزمة في مارس، أي بمعدل أكثر من 300 شخص كل شهر.
وذكر التقرير أن تجارب آلاف المعتقلين من خلال استعراض حالات 65 ناجيًا من التعذيب، الذين وصفوا الانتهاكات بأنها مروعة وغير إنسانية في الفروع الأمنية التي تشرف عليها أجهزة المخابرات السورية، وفي سجن صيدنايا العسكري، الواقع على أطراف العاصمة دمشق.
وقال أغلب الضحايا للمنظمة: إن الانتهاكات تبدأ بمجرد القبض عليهم، وأثناء نقلهم، بل وحتى قبل أن تطأ أقدامهم مركز الاحتجاز، فقد وصف المعتقلون ما يُسمى ب"حفلة الترحيب" لدى وصولهم إلى مركز الاحتجاز، وهو تقليد يشمل ضربهم ضربًا مبرحًا، وكثيرًا ما يكون ذلك بهراوات من السيلكون أو بقضبان معدنية أو بأسلاك كهربائية غليظة، مشيرين إلى أن "حفلات الترحيب" كانت تعقبها "عمليات التفتيش الأمني"، وخلالها أفادت بعض المعتقلات على وجه الخصوص بتعرضهن للاغتصاب والاعتداء الجنسي على أيدي حراس ذكور.
وأشار التقرير إلى أن المعتقلين كانوا يعانون في فروع المخابرات، من التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة بشكل مستمر أثناء الاستجواب، وعادةً ما يكون ذلك بغرض انتزاع "اعترافات" أو معلومات أخرى أو كشكل من أشكال العقاب، ومن بين الأساليب الشائعة الأسلوب المعروف باسم "الدولاب" (وفيها يُكبل المعتقل من يديه وساقيه خلف ظهره ويحشر في إطار سيارة ليبدأ الضرب بالهراوات والسياط وغيره)، و"الفلقة" (أي الضرب على باطن القدمين)، كما تعرض معتقلون للصعق بالصدمات الكهربائية، أو للاغتصاب والعنف الجنسي، أو لنزع أظافر أيديهم أو أرجلهم، أو غمرهم بالماء الساخن، أو تحريقهم بالسجائر.
ودعت المنظمة إلى إطلاق سراح جميع سجناء الرأي، والإفراج عن جميع السجناء الآخرين أو تقديمهم للمحاكمة على وجه السرعة، بما يتماشى مع المعايير الدولية للمحاكمة العادلة، وإلى السماح لمراقبين مستقلين بزيارة جميع أماكن الاحتجاز فورًا ودون قيود.
وقال مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية، فيليب لوثر: إن "سجل الروايات المرعبة الوارد في هذا التقرير يصوِر التفاصيل الفظيعة للانتهاكات البشعة التي يعانيها المعتقلون عادة منذ لحظة القبض عليهم، وأثناء التحقيق معهم واحتجازهم خلف أبواب مغلقة في معتقلات المخابرات ذات السمعة السيئة في سوريا، وكثيرًا ما تكون هذه الرحلة مميتة؛ حيث يكون المعتقل عرضة للموت في كل مرحلة من مراحل الاحتجاز".