"معا لشرب مياه المجاري واستخدامها في الري"، ليست تلك الكلمات عبارات ساخرة يطلقها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنها أصبحت شعارا وخطة يتبناها قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي وأذرعه الإعلامية في مصر. وبشكل فاضح ودون أي خجل، دعا الانقلابي أحمد موسى حكومة الانقلاب العسكري إلى ري الحدائق العامة في مصر بمياه الصرف الصحي، بعد أن أصبحت مصر تعاني بشكل واضح من أزمة كبيرة في مياه الشرب، بعدما تخلى قائد الانقلاب عن حصة مصر التاريخية في مياه النيل. نادر نور الدين: جريمة كاملة وفي تصريحات صحفية، انتقد نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، اقتراح الإعلامي الانقلابي أحمد موسى لري الحدائق العامة بمياه الصرف الصحي، قائلا: "الصرف الصحي جريمة كاملة". وكتب "نادر" تدوينة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، اليوم الإثنين، "ما يقوله أحمد موسى عن ري الحدائق العامة بمياه الصرف الصحي جريمة كاملة!". وتابع "فيه حاجة اسمها درجة التعرض العام يا حضرات، يعني الحدائق العامة يرتادها الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن وجميعهم من ضعاف المناعة، ومياه الصرف الصحي تحتوي على جميع الفيروسات والميكروبات الممرضة وجميع الميكروبات بشكل عام؛ لأن السليم يدخل الحمام وكذلك المريض أيضا". أطفالنا عرضة للموت وأضاف نادر نور الدين قائلا: "للميكروبات المروية بها الحدائق عند جلوسهم على النجيلة أو استنشاقهم لهواء الحديقة الملوث سيكون ممرضا، وربما قاتلا للأطفال والحوامل، ومياه ري الحدائق العامة ندرس لطلابنا أنها ينبغي أن تتعرض لمعالجة ثلاثية للتخلص من كل شيء، بما فيها الميكروبات الممرضة، ثم أيضا من تعرضها بعد الثلاثية إلى معالجة متقدمة لضمان موت الميكروبات المقاومة والمتحوصلة، وبعدها فقط نسمح باستخدامها في ري الحدائق العامة التي يرتديها الصغار والكبار والحوامل، ومثلها حدائق المستشفيات وحدائق المدارس!!". وواصل "الحديث بغير علم جهل مطلق وقاتل، فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، وبلا فتاوى وعنترية قاتلة!". أحمد موسى على خطى سيده السيسي وبحسب مراقبين، فإن تصريحات الانقلابي أحمد موسى ليست عشوائية، لكنها خطة ممنهجة من قبل حكومة الانقلاب العسكري، حيث سبق وأن دعا قائد الانقلاب السيسي إلى استخدام مياه المجاري في الشرب بعد معالجتها. وقال قائد الانقلاب بمصر عبد الفتاح السيسي، في تصريحات سابقة: إن المصريين بإمكانهم الشرب من مياه الصرف الصحي بعد معالجتها. وأضاف السيسي أننا "نحتاج إلى محطات معالجة ثلاثية لحوالي مليار متر مكعب من المياه على الأقل في السنة"، مشددا على أن هذه المياه المعالجة، وطبقا للمعايير الدولية، فهي صالحة لكل الاستخدامات حتى "الشرب" والسقي، بحسب زعمه. وأشار إلى أن مصر تحتاج لحوالي 23 مليار جنيه لكي يتم إنجاز وحدات المعالجة الثلاثية خلال العامين المقبلين. السيسي يشرب "إفيان" ويدعو الشعب للمجاري وفي الوقت الذي يدعو فيه قائد الانقلاب الدموي عبد الفتاح السيسي المصريين إلى الشرب من مياه المجاري، تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة تُظهر قائد الانقلاب أثناء ركوبه سيارة الرئاسة، حيث اتضح أنه يشرب مياها فرنسية مستورد، ولا تأتي إلا من جبال الألب بفرنسا. وبالكشف على الصورة تبين أنها موجودة بموقع "سي إن إن" الأمريكي. وقال كاتب التدوينة الذي كشف هذا الأمر: "بيشرب ميه مستوردة اسمها (إفيان evian) فرنسية، وأغلى ميه فى مصر والعالم العربى. ودى بتيجى من جبال الألب الفرنسية، وابحثوا عنها فى جوجل"، وقال "إن سعر الزجاجة الصغيرة يتجاوز 25 جنيها، فكم زجاجة يشرب هو وعائلته والعصابة الحاكمة"؟!. خطر على الأراضي الزراعية وفي تصريحات صحفية سابقة، قال الدكتور محمود محمد عمرو، أستاذ الأمراض المهنية بكلية الطب ومؤسس المركز القومي للسموم الإكلينيكية: إن فكرة تحلية مياه الصرف ليست البديل الآمن لحل مشكلة ندرة المياه، فهذا المشروع صعب التنفيذ أو التعميم؛ نظرًا لتكلفته التقنية المرتفعة، بواسطة الأغشية البيولوجية عبر التكنولوجيا الحديثة، بالإضافة إلى كوارثه الصحية والبيئية المتوقعة. وأضاف، في تصريح صحفي، "هذه المياه الملوثة تحتوي على النيتروجين الذائب الذي يتأكسد إلى نترات، وهو ما يسبب مشاكل صحية كبيرة للإنسان؛ حيث يصل أيون النترات والنتريت مع مياه الري أو الصرف وتختزنه بعض النباتات في أنسجتها بنسبة عالية مثل "الكرنب والسبانخ والفاصوليا والخيار والخس والجرجير والفجل والكرفس والبنجر والجزر"، ما يفقدها الطعم وتغير لونها ورائحتها، وتنتقل النترات عبر السلاسل الغذائية للإنسان فتتسبب في فقر الدم عند الأطفال وسرطان البلعوم والمثانة عند الكبار". وتابع "العناصر الثقيلة الموجودة فى هذه المياه مثل النيكل والرصاص والمنجنيز والكوبالت والزئبق والكادميوم والسلينيوم والفلورايد، تؤثر على المخ والأعصاب والغدة الدرقية والقلب وأمراض الصدر والدم والفشل الكلوي والأسنان واللثة". ويؤكد مراقبون أنه ومع توريط الإمارات لطفلها المدلل فى القاهرة "عبد الفتاح السيسي" من أجل توقيع اتفاقية العار مع إثيوبيا للاعتراف بأحقيتها فى بناء السد من أجل حماية استثمارات أبناء زايد، تيقن العسكر أن العطش بات وشيكا، وأنه لا بد من البحث عن بدائل لمواجهة سنوات العجاف القادمة، فجاء الإعلان عن فنكوش "بئر النوبة"، والذى سبق وظهر إلى النور على يد عبد الناصر، غير أنه ومع ظهور التماسيح فى النيل لتعلن فتح بوابات السد العالى على مصراعيها، وسحب مخزون بحيرة ناصر لتعويض النقص الحاد، وبعد ثبوت أنها اكتشافات وهمية لجأ العسكر لآخر الحيل، وهي أن يشرب المصريون ويسقون زراعتهم من مياه المجاري والصرف الصحي، فهل سيقبل المصريون بذلك؟!.