نفت مصادر موريتانية صحة ما روجه إعلام السيسي حول وجود محاولة لاغتياله كانت وراء عدم سفره لحضور القمة العربية لتسليم رئاستها لرئيس موريتانيا، معتبره أنها قصة مفبركة لتبرير عدم الحضور في ظل رفض القادة العرب لاقتراح السيسي إنشاء قوة عربية مشتركة للتدخل في ليبيا أو مناطق اخري تكون مبرر لغزو مصر لليبيا. واعتبر معلقون سياسيون أن الاعلان عن محاولة اغتيال قائد الانقلاب بالتزامن مع محاولة الانقلاب في تركيا، ربما تستهدف التعتيم علي انقلاب تركيا، وضمن "المكايدة السياسية" لمصر تجاه اردوغان الذي تعرض لمحاولة قتل واضحة، واتهم دول بالتورط في دعم والترويج للانقلاب، الذي رحبت صحف مصر به وقالت "خسارة أنه فشل".
وسبق أن زعم السيسي في لقاء تلفزيوني أنه تعرض لمحاولتي انقلاب سابقتين، وهو ما شجع أذرعه الاعلامية على الترويج لكشف محاولة ثالثة في موريتانيا، لنقل انظار الاعلام للقاهرة بدلا من أنقره التي تشهد مظاهرات ضخمة تشارك فيها المعارضة لدعم اردوغان في مواجهة محاولة اغتياله والانقلاب العسكري.
ونفت وسائل الإعلام والصحف في موريتانيا محاولة اغتيال السيسي ووصفتها بأنها "مزاعم روجتها الصحف المصرية"، وقالت صحيفة "زهرة شنقيط" أن "الحرب الإعلامية المصرية ضد موريتانيا"، تكشف مستوى التوتر الذي طبع العلاقة بين البلدين خلال الساعات الأخيرة "بفعل انخراط مصر ضمن التحالف المناوئ للحكومة الموريتانية"، مؤكدا أن "أهم عنصر تفخر به موريتانيا في الوقت الراهن هو الاستقرار الأمني".
ونشرت صحف منها "الأهرام" و"المصري اليوم" و"اليوم السابع"، وهي صحف تابعه للنظام قصصا مختلقة عن أن سبب اعتذار عبد الفتاح السيسي عن عدم حضور القمة العربية، يعود إلى "الكشف عن محاولة اغتيال له أثناء تواجده هناك".
وسخرت مواقع التواصل الاجتماعي من إعلان خطة اغتيال للسيسي، وقالت "عايدة سيف: "عفاريت حاولوا يغتالوا السيسي رغم انه ما راحش" وحاول موقع يملكه رجل الاعمال الموالي للعسكر "أبو هشيمه" (دوت مصر) الايحاء ان أول من أكد المعلومة هو "موقع إخواني هو أول من أعلن مخطط اغتيال السيسي في موريتانيا"، في إشارة لما نشرته صحيفة "العربي الجديد " التي تصدر في قطر ، للايحاء بتورط الاخوان في المحاولة.
وتحت عنوان "لماذا نصحت المخابرات السيسي بعدم السفر إلى موريتانيا"، أشارت صحيفة "العربي" إلى ثلاثة أسباب لغياب السيسي، كان على رأسها ضعف التأمين والتلميح لوجود مخطط لاغتيال السيسي شبيه بمحاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في أديس أبابا عام 1995.
رواية ساذجة
وكانت الرواية التي روتها الصحف المصرية عن محاولة الاغتيال ساذجة للغاية، حيث زعموا أن عناصر ارهابية ذهبت لموريتانيا وعاينت مقر اقامة السيسي، ثم نسقوا مع دولة اخري للحصول على بنادق قناصة لقتله، بينما مقرات إقامة الرؤساء غير معروفة لأحد، ولا يمكن دخولها، فضلا عن أن رواية أن الارهابيين تجولوا بحرية في المكان لرصد مكان اقامة السيسي منذ شهر غير منطقية لأنه لم يعلن سفره حينئذ.
حيث ذكرت الصحف المصرية مزاعم نقلا عن "مصادر" مجهولة، قولها إن "عناصر تابعة لإحدى الجماعات الإرهابية المتطرفة، والممولة من دولة داعمة للإرهاب، قامت قبل نحو شهر من الآن، بزيارة مقر الإقامة المنتظر للرئيس السيسي في موريتانيا، ومعاينته".
وزعمت أنه فور وصول هذه المعلومات إلى مؤسسة الرئاسة، والجهات المعنية "تم على الفور التحري عن هذه الجماعة الإرهابية المتطرفة ومن يدعمها"، وأن "التحريات كشفت عن أن هذه الجماعة مسلحة بأسلحة متطورة جدا، ولديها قناصة ماهرون، كما أن إحدى الدول تدعمها ماليا ولوجيستيا دون الكشف عن اسم هذه الدولة"!