شر البلية ما يضحك، هذا أقرب وصف لما ستقوم به وزارة أوقاف الانقلاب خلال الخطبة القادمة، فقد نشرت عدة مواقع إخبارية، أول "خطبة مكتوبة" سوف يلقيها الأئمة والخطباء بوازرة أوقاف الانقلاب بعد تطبيق قرار الدكتور محمد مختار جمعة وزير الانقلاب رسميًا بمديريات. الغريب وحسب الخطبة المنشورة، غدًا الجمعة سوف تتحدث عن حرمة المال الحرام المدمرة للأفراد والمجتمعات، وتتضمن عناصرها خطورة المال الحرام وصوره وأكل أموال الناس بالباطل ومال اليتيم والميراث. كما ستطرق الخطبة إلى خطورة سرقة المال العام بأنه أشد حرمة من المال الخاص، والمحافظة عليه هى مسئولية المجتمع وحمايته هو ضرورة شرعية ومن يسرق المال العام فهو يسرق الأمة بأجمعها، مستشهدًا بأحاديث نبوية تؤكد حرمه سرقة المال العام وما ينوب السارق من جرماً عظيماً من ذلك. شيزوفرينيا من جانبهم، سخر أعضاء بحملة أزهريون ضد الانقلاب، ومراقبون وأئمة بالأوقاف من أول خطبة للانقلاب، واصفين إياها بالشيزوفرينيا،ومخالفة الواقع الأليم الذى تعيشه مصر. وقال "أ.عبده صالح"، إمام أزهرى، لا عجب فى انقلاب فاشل ولا يستحيى، حتى خطب الجمعة نفاق ما بعدها نفاق، والقادم أسوء. بينما قال مصطفى كيلانى، خطيب بالأوقاف، خطبة لا تتحدث عن الواقع السيئ منذ الانقلاب العسكرى المستبد بطبعه. وشهدت الأسابيع الماضية، هجومًا ضاريًا من الأئمة وخطباء المساجد تخللها إرسال بيان مجمع لمئات الأئمة لوزير أوقاف الانقلاب دانوا فيه إصدار قرار "الخطبة المكتوبة". إهانة أزهرية وقال الشيخ عبدالحميد الأطرش -رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الأسبق- إن توحيد خطبة الجمعة مكتوبة هي عيب كبير في حق علماء الدين بمصر وأبنائها خريجي الأزهر الشريف، وهو قرار غير مدروس بالمرة، ولن يفيد لأنه سيحول الخطيب أو الإمام إلى ببغاء يردد ما كتب له في الورقة، كما أن هذه الخطبة قد تصلح في مكان ولا تصلح في مكان آخر، ومهمة المنبر هي معالجة مشاكل الحي أو المنطقة. وأضاف "الأطرش" -+فى تصريحات صحفية أمس الأول- أن ثقافة المجتمع تختلف في الصعيد عن المدن والقرى، فما يصلح في الصعيد لا يصلح في منطقة أخرى، وما يصلح في القرية لا يصلح للمدينة، لافتا إلى أن توحيد فكرة الموضوع أو الخطبة كان أقل ضررا من توحيد نصها مكتوبة؛ لأنه بذلك تكون وزارة الأوقاف قد قتلت الإبداع والابتكار عند الإمام أو الخطيب، فهو قرار لا فائدة منه على الإطلاق، فالخطبة إذ لم تعالج ظاهرة أو مشكلة فلا قيمة لها على الإطلاق. وأكد الأطرش أنه كان على وزير الأوقاف من باب أولى إقصاءهم من المنبر ومنحهم دورات تدريبية أو تحويلهم إلى أعمال إدارية، وتصعيد الأكفاء فقط، ووقف المجاملات والمحسوبيات والوسائط في اختبارات الخطابة.