تباينت ردود الفعلة المنددة بالتفجيرات التي وقعت في كل من المدينةالمنورة ومدينة القطيفوجدة بالمملكة العربية، والتي قتل فيها خمسة رجال أمن قرب المسجد النبوي الشريف، ورجح نشطاء وسياسيون أن تكون الأصابع الإيرانية توغلت بالقدر الذي يهدد عرش "آل سعود"، نتيجة للضعف الذي باتت تغرق فيه الرياض بعد قيامها بذبح ثورات الربيع العربي. وقال المحلل السياسي اللبناني طوني بولس، تعليقا على تفجيرات المدينةالمنورة، مساء الاثنين، إن إيران أردات أن توجه رسالة إلى المملكة العربية السعودية، أنها غير قادرة على حماية الحرم المكي وحجاج بيت الله.
المفارقة أن إيران أسرعت بإدانة الهجمات الانتحارية التي استهدفت ثلاثة مساجد في ثلاث مدن سعودية بينها المدينةالمنورة، كما ذكر التلفزيون الحكومي الإيراني الثلاثاء.
فيما اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن استهداف المسجد النبوي تحد لكل المسلمين في بقاع الأرض واستفزاز لمشاعرهم لما تمثله هذه البقعة الطاهرة من رمزية دينية كبيرة لكل المسلمين، وأدانت -في بيان صحفي- التفجيرات التي وصفتها بالإجرامية التي استهدفت المصلين في المسجد النبوي وفي منطقة القطيف شرق السعودية أمس الاثنين، وأكدت وقوفها إلى جانب المملكة السعودية.
رسالة مشفرة
وأضاف "بولس" أن رسالة إيرانية واضحة الى السعودية بزعزعة الأمن والاستقرار وتهديد جديد باستعداد إيران بضرب حجاج بيت الله الحرام كما فعلت العام الماضي في تدافع منى.
وتابع: "إيران تريد أن تثبت أن السعودية غير قادرة على حماية مكةالمكرمة لتطالب بحماية إسلامية تكون هي شريك فيها، إضافة إلى اللعب على الوتر السني من خلال العمل على بعض التناقضات السعودية القطرية المصرية والتركية".
وواصل المحلل السياسي تصريحاته قائلا: "ايران والنظام السوري هم المستفيدين من تنظيم داعش الذي اصبح ذعرا عالميا، مؤكدا أن تنظيم "داعش" يهدف إلى ضرب المجتمعات عبر التطرّف وأخذ الشباب إلى أجندة تخدم ضرب استقرار الدول العربية وتحريضهم على انظمتهم، كما جعلت من الشيعة مصدر اضطراب وعداء لإخوانهم وحكوماتهم عبر ربطهم باستغلال الدين بولاية الفقيه".
واستكمل طوني بولس: "حزب الله اللبناني هو النسخة العربية للحرس الثوري الإيراني وانكشف على حقيقته أنه العدو الأول للقدس والعروبة، وهو تماما كالخطر الصهيوني ولديه الأجندة نفسها التي تسعى إليها إسرائيل بتدمير المحيط العربي وتفتيته".
وتساءل "بولس": لماذا إرهاب داعش ضرب في كل العالم من لبنان وسوريا العراق إلى الخليج وأوروبا وأميركا إلا طهران بقيت خارج هذا السباق؟، في حين أن إيران تحاول أن ترسم سيناريوهات وهمية عن تدميرها شبكات لداعش بشكل كاذب فقط لإلباسها للثوار الأحرار في الأحواز وبلوشستان وغيرها لضرب ثورتهم تحت مسمى داعش.
يأتي ذلك بعد مقتل أربعة رجال شرطة في تفجير قرب المسجد النبوي بالمدينةالمنورة مساء أمس إضافة إلى المهاجم الانتحاري، كما وقع تفجير آخر وقت أذان المغرب في القطيف شرقي المملكة، وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية إن التفجير أسفر كذلك عن جرح خمسة من رجال الأمن.
وفي وقت سابق باشرت السلطات الأمنية التحقيقات وتعرفت على شخصية المفجر، وطبيعة التفجير الذي وقع، مشيرا إلى أنه يدعى عبد الله قل زار خان من مواليد باكستان ويقيم في مدينة جدة مع زوجته ووالديها بعد أن قدم إليها قبل اثني عشر عاما للعمل سائقا خاصا.
من جانبه قال الكاتب والصحفي السعودي مبارك العاتي، إنَّ تفجير المدينةالمنورة يؤكد أن النشاطات الإيرانية المتزايدة في دعم الإرهاب تؤجج الفوضى والصراع داخل المنطقة، خاصة في دول مجلس التعاون الخليجي.
وأضاف العاتي خلال مداخلة هاتفية له على شاشة “الغد” الإخبارية، مع الإعلامي أحمد بصيلة، أن دولة إيران تقف وراء تنظيم داعش الإرهابي، بالإضافة إلى أنها تدعمه في سياسته لزعزعة استقرار منطقة دول الخليج.
وأوضح العاتي أن الإرهابي الذي نفذ تفجير المدينةالمنورة تناول طعام الإفطار اليوم، مع مجموعة من رجال الأمن الذين أكرموه وأحسنوا إليه، إلا أنه غدر بهم كعادة تلك التنظيمات الإرهابية المتطرفة.
خوارج مارقون
من جهتها، قالت هيئة كبار العلماء السعودية إن منفذي الهجمات الإرهابية التي استهدفت حرم رسول الله وجدةوالقطيف خوارج مارقون من الدين تجاوزوا كل الحرمات.
واتهم العميد "حسن ظافر" الخبير الاستراتيجي، حكومة طهران، بأنها وراء التفجيرات الانتحارية التي حدثت في المملكة العربية السعودية. وقال حسن، في مداخلة هاتفية لقناة الغد، إن إيران منذ فترة منعت مواطنيها من الحج والذهاب إلى الأماكن المقدسة بالسعودية، لتحدث مثل هذا الانفجار.
وأشار حسن إلى أن إيران هي من تأوي تنظيمي داعش والقاعدة وتوجههما.