يرفض مؤيدو قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي أن يروا ضوء الشمس، يرفضون تصديق ما تراه أعينهم، ويكذبون حواسهم الخمس، في المواصلات وعلى المقاهي وفي البيوت يضجرون من أحاديث الأغلبية التي باتت تعرف أن السيسي وأذرعه وذيوله وأصابع قدميه ويديه وراء تلك الحرائق. "أنا مبخافش"! تقول الإعلامية المؤيدة للانقلاب سماح السعيد: إن الحرائق المتتالية التى تشهدها مصر خلال الأيام الأخيرة، جاءت ردا على تصريح وتهديد السيسي للقوى التى تُريد النيل من الدولة المصرية، الذي قال فيه: "أنا مبخافش". وأضافت "السعيد"- خلال تقديمها برنامج "صباح العاصمة" عبر فضائية "العاصمة"، أمس الأربعاء- أن هذه الحرائق "مدبرة للنيل من نجاحات وإنجازات السيسي المتوالية، والتي جعلت مصر دولة كبرى"، وفقا لادعائها. واتهم عدد من إعلاميي السيسي جماعة الإخوان المسلمين، بالوقوف وراء الحرائق التي شهدتها مصر خلال الأيام الأخيرة بأماكن متفرقة، سواء في العتبة أم الغورية أم الدرب الأحمر، أم غيرها من سائر المحافظات. وقالوا "إن الإخوان الذين يعملون في وزارتي الكهرباء والتنمية المحلية هم السبب في تلك الحرائق، وإن للإخوان كذلك يدا خفية في الماس الكهربائي الذي أدى إلى اشتعال بعضها"، زاعمين أن الإخوان يرفعون شعار "يا نحكمكم.. يا نحرقكم"!. وتلقف مؤيدو الانقلاب- وأغلبهم فوق سن ال50 عاما- تلك الاتهامات ووجدوا فيها تفسيرا معقولا لتلك الحرائق، التي تسير بحسب جدول زمني وجغرافي دقيق، ورأى مراقبون أن اتهام الإعلاميين للإخوان بارتكاب تلك الحرائق هو استباق للتحقيقات، ومع عدم القبض على إخواني واحد فيها، وأن النيابة العامة لم تذكر شيئا مما ذهبوا إليه، فإنه يستهدف الحفاظ على ما تبقى من مؤيدي السيسي المرتبطين بمشاهدة برامجهم، رغم تحميل المواطنين مسؤولية الحرائق بشكل مباشر للسيسي، ودليل ذلك هتاف باعة الغورية للسيسي "ارحل". شماعة الإخوان الناشط والمدون وائل عباس أشار إلى "النحس" الذي يلاحق السيسي، قائلا: "من نحس الزمن ونكده علينا في عصر السيسي أن العتبة الخضرا - مهد ومقر ومركز المطافي في مصر- تحترق وتفشل المطافي في إطفائها". وفي المقابل، رفض نشطاء سياسيون تحميل جماعة الإخوان مسؤولية كل إخفاق يقع فيه انقلاب السيسي، وقال رئيس لجنة الشباب بالحملة الانتخابية للسيسي سابقا، الدكتور حازم عبد العظيم: إنه لم يعد منطقيا اتهام الإخوان بالتسبب في مثل هذه الحوادث، إضافة إلى أن الحديث عن تنظيم الدولة سيكون غير مقنع، مشيرا إلى أن مصر أصبحت تعيش في لغز كبير، فلم يعد متاحا معرفة الأسباب الحقيقية لكل ما يحدث. وكانت القاهرةوالمحافظات قد شهدت، خلال الأيام الثلاثة الماضية، ما يقرب من 20 حريقا، أشهرها حريق الرويعي بمنطقة العتبة، الذي التهمت نيرانه ما يقرب من 200 محل تجاري، وتخطت خسائره ال400 مليون جنيه، واستمر لمدة 18 ساعة متواصلة، إضافة إلى حريق مزرعة نخيل الواحات الذي استمر ساعات عدة، وامتدت نيرانه لمزارع أشجار الزيتون، وغيرها من الحرائق.