حالة من اللغط صاحبت انقلاب 3 يوليو الدموي فى ظل اتجاه الأجنحة الأمنية نحو محاولات تشويه الحراك الإسلامي والتيار المناهض لحكم العسكر، عبر شائعات مريضة تعكس عقلية البيادة التى تدير المرحلة بتدشين مصطلح "جهاد النكاح" من أجل فرض حصار مجتمعي بائس على اعتصام الأحرار فى رابعة والنهضة، وإطلاق حركة "إخوان بلا عنف" للترويج إلى وجود انشقاقات فى صفوف جماعة الإخوان المسلمين، وهي الهزليات التى تداولها إعلام السيسي على نطاق واسع دون أن تجد صدي فى الشارع المصري. صحيفة "المصريون" رصدت فى تقرير لها مثير للجدل تفاصيل تكشف عن خفايا وأسرار حملة التشويه التي قادها إعلاميون ضد المشاركين في اعتصام "رابعة العدوية" من أنصار الرئيس الشرعي محمد مرسي، قبل مذبحة العسكر في 14أغسطس 2013، خاصة مع الاعتماد على رواية ملفقة لمدعية الانشقاق من جماعة الإخوان والارتباط بصلة قرابة مع نائب المرشد المهندس خيرت الشاطر.
التقرير كشف –نقلا عن مصدر أمني- عن هوية آمال الشاطر التي أجرت في مايو الماضي مداخلة مع الإعلامي أحمد موسى، ادعت فيها أنها مديرة إحدى شركات خيرت الشاطر، نائب مرشد "الإخوان"، وعملت معه أكثر من 7 سنوات، واصفة إياه بأنه "كان المرشد الفعلي والحقيقي للجماعة وأهم شخص في قيادات الإخوان".
وخلال تلك المداخلة، قالت إن "الزيارات المهمة لخيرت الشاطر كان معظمها في منزله وليس مكتبه"، مشيرة إلى أن "وقت حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي كان الشاطر هو الذي يدير البلد ولكن مرسي كان فقط منفذا لأوامر الشاطر، والدليل على هذا ترشحه في الانتخابات الرئاسية قبل استبعاده".
وزعمت أن "الرئيس محمد مرسي المعروف عنه كان مطيعًا لأوامر تنظيم الإخوان لذلك تم اختياره لكي يترشح في الانتخابات الرئاسية"، مضيفة أن "الجماعة كانت لا ترى انتقادات الشعب ولكنهم يروا فقط التعاطف، وكان هناك تعليمات بالتركيز على عقد الندوات والمشاركة في المظاهرات ضد الدولة عقب 30يونيو".
وأشارت إلى أنه "كانت هناك تكليفات من مرشد الجماعة الحالي لإقناع الشعب المصري بأنهم مظلومون"، زاعمة أن "المنشقين عن الجماعة يرفضون الظهور في الإعلام خوفًا على حياتهم لأن التنظيم يتهمهم بالخيانة والعمالة، وهناك أيضًا أشخاص مهمتها رصد هؤلاء المنشقين".
وأضافت الفتاة المجهولة أنها "أعلنت انضمامها لجماعة الإخوان المنشقين بسبب رؤيتها لأعمال العنف من الجماعة برغم أنهم كانوا ينتقدوا تصرفات الجماعة وقدموا لهم النصيحة للإخوان لنبذ العنف ولكنهم لم يستجيبوا واستمروا في أعمال العنف والاستجابة للقيادات المحرضة".
وأوضح التقرير أنه بعد مرور 10 شهور على تلك المداخلة، كشفت مصادر عن الاسم الحقيقي لصاحبة المداخلة الشهيرة، موضحة أنها "لا ترتبط بأي صلة بعائلة الشاطر، وإنما هي "هناء محمد" عضو حركة إخوان بلا عنف، التي تم تعيينها بالدفعة الأخيرة للجهاز المركزي للمحاسبات في الكشف الثالث تحت اسم هناء رضوان محمد أحمد".
وأشار إلى أن "هناء" هي نفسها "التي أجرت مداخلات مع الإعلام إبان اعتصام رابعة تحدثت خلالها عما أسمته ب "جهاد النكاح" إبان الاعتصام"، موضحا أنه "تم الاتفاق مع هناء على الحديث عن نكاح رابعة مقابل حصولها على عمل حكومي، وهو ما تم بالفعل، فقد تم تعيينها هي وأحمد يحيى القيادي بحركة "إخوان بلا عنف"، ولأن الأخير كان قياديًا بارزًا إعلاميًا، فقد تم استبعاده من تعيينات المركزي للمحاسبات وتم الإبقاء على هناء".
واعتبر المصدر أن تاريخ التعيين يوافق نفس تاريخ المداخلة التي أجرتها مع أحمد موسي، وتحدت المصادر أن تخرج المدعوة "آمال الشاطر" (هناء محمد) للحديث في الإعلام.
هناء محمد -أمينة المرأة بحركة "إخوان بلا عنف"- زعمت في حلقة 13 أغسطس 2013، قبيل مجزرة الفض، وخلال حوارها مع الإعلامي محمود الورواري لبرنامج "الحدث المصري" المُذاع عبر فضائية "العربية الحدث"- أنه "تم رصد عدة حالات من نكاح الجهاد باعتصامي النهضة ورابعة العدوية"، مدعية أنه تم رصد 76 حالة نكاح جهاد باعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر، وأنها ستتقدم ببلاغ بالأسماء للنائب العام "لكشف حالات نكاح الجهاد باعتصامي رابعة والنهضة، قبل أن تختفي منذ هذا التاريخ وحتى الآن.