لم تعد العلاقة الحميمية بين الانقلاب والاحتلال أمرا سريا يدور خلف الأبواب المغلقة، بعدما بلغ التنسيق الأمني والتعاون الاستراتيجي والتكامل الدبلوماسي آفاقا غير مسبوقة وصل إلى عتبات البرلمان المصري، فى مشهد فاضح يظهر دائما فى خلفيته عبدالفتاح السيسي وعصابة العسكر التى راهنت على رضا الكيان الصهيوني للبقاء أطول فترة ممكنة على رأس السلطة واستجداء دعم تل أبيب لترويج استيلاء الجنرال على الدولة عالميا. التليفزيون الإسرائيلي كشف عبر "القناة العاشرة" مساء أمس، أن السيسي يجري محادثة هاتفية دورية مرة كل أسبوعين على الأقل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من أجل بحث القضايا المطروحة على جدول التعاون الاستراتيجي والتنسيق الأمني والاستخباراتي، فضلا عن تلقي الأوامر فيما يتعلق بالشأن السيناوي. واعترف مراسل الشئون العربية حازي سمنتوف -عبر نشرة الأخبار المركزية- أن السيسي يبادر مرتين شهريا على أقل تقدير بالاتصال برئيس الحكومة الصهيوني من أجل مناقشة ملفات المنطقة، فيما أضاف الإعلامي الصهيوني تسفي يحزكيل أنه بالرغم من أن السلام بين مصر وإسرائيل يبدو باردا، فإن التعاون الأمني بين الجانبين يزداد قوة وثقل مع الوقت. وفى مداخلة هاتفية أوضح السفير الإسرائيلي بالقاهرة حاييم كورين أن السيسسي التقاه عدة مرات، مشيرا إلى أنه يلتقي باستمرار بكبار المسئولين فى دولة العسكر بشكل دوري، لمناقشة وبحث الكثير من القضايا والملفات الشائكة، معقبا: "يمكنني القول إن العلاقات بين إسرائيل ومصر جيدة جدا". وحول واقعة ضرب نائب "التطبيع" توفيق عكاشة، بالحذاء، أكد كورين أن الإعلامي المثير للجدل بادر إلى الاتصال به بعد هذه الحادثة وكرر التزامه بزيارة إسرائيل، مشيرا إلى أن عضو برلمان السيسي وعد بترتيب لقاءات أخرى فى الأيام القادمة، مع استعداده لترتيب لقاءات مع ممثلي القوى السياسية في مصر. بدوره، أوضح وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي الأسبق ألون ليفين أن السيسي حريص على استمرار الدفء في العلاقات مع إسرائيل لدوافع مصلحية، تأتي في إطار سعيه للتقرب من المنظمات اليهودية الأمريكية، مشددا على الجنرال يحتاج إلى دعم الولاياتالمتحدة لنظام حكمه، وهو يعي أن تأمين هذا الدعم يعتمد على إقناع المنظمات بتواصل التجند لصالحه، وهو ما ترجمه إلى تكثيف اللقاءات مع قادة التنظيمات اليهودية فى الولاياتالمتحدة، وحرصه على لفت انتباههم إلى إعجابه بنتنياهو، كما نقلوا هم عنه ذلك مؤخرا.
