ساعات قليلة تفصل تهديد مساعد وزير داخلية الانقلاب للعلاقات العامة أبوبكر عبدالكريم للإعلامي المثير للجدل خالد أبوبكر على الهواء مباشرة، ومشهد مستنسخ لأمين الشرطة "البلطجي" الذى انهال بالضرب على أطباء مستشفى المطرية بعد أن توعد هو الآخر مواطنًا بأن يخشى على أولاده. حالة تلخص الفاشية التى وصل إليها جهاز الشرطة فى دولة العسكر، وعدم الاكتراث بعقاب أو رادع فى ظل توفير قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي حماية وغطاء قانونيًّا من أجل ارتكاب الجرائم وتكميم الأفواه، وكبت الحريات، وسحل المواطنين والتصفية الجسدية، وحملات المداهمات تحت لافتة "الحرب على الإرهاب"، حتى بات مشهد توعد المواطنين والتهديد على الهواء وجبة يومية تثير استياء المصريين. الأزمة التى تصاعدت فى الأيام القليلة الماضية بين جهاز الشرطة من جانب ونقابة الأطباء على خلفية قيام أمين شرطة بالاعتداء على طبيب بمستشفى المطرية، قام على إثرها بالتعدي عليه بالضرب أمام المرضي وزملائه الأطباء، وهدد كل من يحاول الاقتراب إنقاذ الطبيب الشاب من بين يديه، قبل أن يحرر محضر ضد الطبيب على خلاف الحقيقة ادعى خلاله أن الطبيب هو من اعتدى عليه وكسر قدمه. ومع تفاقم الأزمة، وقرار نقابة الأطباء بإغلاق الاستقبال بمستشفى المطرية لحين معاقبة أمين الشرطة "البلطجي"، ومخاطبة وزير داخلية الانقلاب والنائب العام بالواقعة، قرر الإعلامي المقرب من الأجهزة الأمنية وائل الإبراشي أن يستضيف طرفي الأزمة من أجل توضيح حقيقة الحادثة. ورغم محاولات أمين الشرطة بمساعدة الإبراشي قلب الحقائق وتزييف الواقعة، دخل المواطن "حسن من المطرية" على الهواء باعتباره شاهد عيان على واقعة اعتداء أمين الشرطة على الأطباء بمستشفى المطرية، مشيرًا لرؤيته أحد أمناء الشرطة يعتدي بدنيا على الطبيب ودهس رأسه بالحذاء. وأضاف حسن -في مداخلته مع برنامج "العاشرة مساءً"- :"أنا كنت في مستشفى المطرية لعلاج ابني، ودكتور الجراحة كان يقوم بخياطة جرح لمريض، ودخل أمين الشرطة وطلب من الطبيب أن يترك المريض ويقوم بعلاجه فالطبيب رفض"، مؤكدا أن أمين الشرطة قام بإلقاء الطبيب على الأرض ووضع حذاءه على رأس الطبيب. وأضاف شاهد العيان أن باب الاستقبال بمستشفى المطرية يشهد بيع مخدرات بجميع أنواعها، وأمناء الشرطة يعلمون ذلك وصامتين، ما دفع أمين الشرطة لتهديده على الهواء: "عندك عيال؟ طب ربنا يخليهملك، مش أنت عند عيال، طب خد بالك منهم". وكان د.هانى مهنى -مقرر لجنة الإعلام بنقابة الأطباء- قد كشف في مؤتمر صحفي عن تقديم بلاغ إلى النائب العام للمطالبة بإحالة أمناء الشرطة للتحقيق والكشف عليهم مرة أخرى، مؤكدا أن قرار إغلاق مستشفى المطرية اضطرارى، لحين إحالة أمناء الشرطة للمحاكمة، وأنه سيتم الدعوة لجمعية عمومية طارئ لأطباء مصر الجمعة 12 فبراير المقبل. وكان اللواء أبوبكر عبد الكريم -مساعد وزير داخلية الانقلاب- قد رفض استكمال الحديث حول أزمة ضحايا العمليات المسلحة من عناصر الشرطة، مؤكدا بنبرة لا تخلو من التهديد أن الأمر يتعلق بأسرار خاصة بالحالات وأمور آخري تتعلق بجهاز الداخلية فضلا عن خصوصية قتلي الشرطة.
واحتدم النقاش بين متحدث داخلية السيسي وبين الإعلامي خالد أبو بكر، حيث أكد الأخير أن المجندين ضحايا العمليات المسلحة هم الذين اشتكوا من تجاهل الوزارة لهم، مشددا على ضرورة أن يكون الكلام على الهواء حتي يعرف الشعب بشفافية أسباب شكوي العناصر المنتمية للوزارة القمعية وعدم وجود قنوات اتصال مباشرة يمكن من خلالها التواصل من القيادات بدلا من إثارة الأمر عبر الأذرع الإعلامية.
ورفض مساعد مجدي عبدالغفار –فى مداخلة هاتفية عبر برنامج "السادة المحترمون" على قناة "أون تي"- مساء الأحد، بشكل قاطع استكمال النقاش "لينا حديث آخر بعد الهوا"، مضيفا: "الكلام كده مش مظبوط ولينا حديث بعد الهواء إن شاء الله ، لينا حديث بعد الهواء واخد بال حضرتك، لينا حديث بعد الهواء لو سمحت".
ومع تصاعد نبرة عبدالغفار، تدخل المذيع المثير للجدل يوسف الحسيني على خط الحديث فى محاولة للتهدئة، مؤكدا أن من حق الوزارة أن تحفظ خصوصية عناصرها، ولكنه يرغب أن يشارك فى حديث فعلي عقب البرنامج يجمع ثلاثتهم من أجل الوقوف على أسباب تجاهل الشرطة مطالب عناصرها وأسرهم من مصابي وقتلي العمليات المسلحة. وكانت نبرة التهديد قد تشنها عبدالفتاح السيسي ضمن حملة "ميصحش كده" بعد أن أعرب عن غضبه علانية من انتقاد بعض الأذرع الإعلامية الحميمي، وحذر العاملين فى الحقل الإعلامي بأن القطاع لا يخلو من المشكلات وعليهم أن يتنتبهوا جيدا لذلك لأن صبره أوشك على النفاذ لأن هذا الأمر لا يليق، لتنطلق بعدها أذرع الشئون المعنوية أمام الكاميرات من أجل تقديم قرابين الولاء لقائد الانقلاب وتجديد بيعة الانبطاح وتزييف الوعي وتمجيد الحاكم.