موسم الفتاوى في دولة العسكر يصاحب دائما المواعيد التي يصنعها الانقلاب، وللحق فإن الشيوخ السلطان لم يخرجوا عن النص الصادر من داخل دار إفتاء الشئون المعنوية، فأنزلوا في البداية السيسي وقائد مليشياته السابق محمد إبراهيم منزلة الأنبياء، وشرعوا القتل وإراقة دماء الأبرياء، حتى أصبحت الفتوى مهنة البطال. ولأن مؤسسة الأزهر قد قررت التخلي عن دورها العريق في خدمة الإسلام وتسخير كل إمكاناتها من أجل دعم الانقلاب وشرعنة الحكم العسكري، خرج أحمد الطيب القابع على رأس المؤسسة من أجل تحذير المقاطعين لمسرحية الانتخابات من عقوبة عقوق الوالدين. الطيب المُعين من قبل العسكر والمشرعن لجرائمه الدموية طالب المصريين بالتماهي مع الانقلاب وتجاهل المصائب التي ضربت الوطن منذ سحق السيسي إرادة الشعب، وشدد على ضرورة نزول المواطنين للمشاركة في المرحلة الثانية من مسرحية الانتخابات البرلمانية. وأضاف شيخ الأزهر- في تصريحات متلفزة- صباح اليوم: "لا بد من نزول الشباب ونزول المواطنين بشكل عام في هذه المرحلة؛ لأن مرحلتنا القادمة مرحلة اكتمال كل الاستحقاقات الوطنية". وتابع عقب الإدلاء بصوته: "ادعوا من خلال هذا المكان كل المواطنين وكل الشباب أن ينزلوا ويشاركوا في الانتخابات، وأن يدلوا بأصواتهم لأن لمصر حق عليهم وهذا واجب وطني لا يمكن التفريط فيه". ولم ينس الطيب أن يهدد المصريين من الوقوع في مخالفة شرعية، زاعمًا: "المقاطعين دول ناس نقول لهم، انسوا المقاطعة دي فورا، وانزلوا مصر في حاجة إليكم، مصر دي والدة دي أم هؤلاء المقاطعون بمثابة الذين يعقون آباءهم وأمهاتهم". وتجري حاليًا الجولة الثانية من هزلية الانتخابات البرلمانية، وسط مخاوف النظام العسكري من تكرار المشهد الفاضح الذي جرى في المرحلة الأولى والتي ظهرت خلالها اللجان خاوية على عروشها وسط عزوف شعبي كامل عن المشاركة في المسرحية الهزلية التي يرغب الانقلاب في تمريرها عنوة من أجل اكتمال ديكور السلطة.
