نشرت هيئة الإذاعة البريطانية تقريرًا كشف تخزين الولاياتالمتحدةالأمريكية وعدد من الدول الأوروبية لكميات هائلة من النفط الخام في باطن الأرض أو في حاويات، في سلوك أثار علامات استفهام كبيرة حول تخزين هذه الكميات التي تقدر ب 700 مليون برميل من النفط، برأس مال لصيانة هذا المخزون يزيد عن 200 مليون دولار من الموازنة الأمريكية. في الوقت الذي يكمن الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي الضخم من النفط في 60 كهفًا صخريًا هائلاً حفرت تحت سطح الأرض. وقالت "بي بي سي" في تقريرها إن هذه الخزانات الضخمة أنشئت قبل حوالي 40 عامًا، ويوجد الآن عدد من هذه الخزانات الأرضية في مناطق عديدة حول العالم. وقد أنفقت عدد من الدول مليارات الدولارات لإقامة هذه المنشآت، متسائلة: "فما هي هذه الاحتياطيات ولماذا تعمد الدول إلى تخزين النفط الخام تحت الأرض؟". وأشارت "بي بي سي" إلى أن الإجابة تكمن عن ذلك السؤال في أزمة النفط العالمية التي اندلعت عام 1973، إذ أوقفت الدول العربية المصدرة للنفط صادراتها ردًا على الدعم الأمريكي لإسرائيل خلال حرب عام 1973. وكان العالم يعتمد بشكل كبير على النفط المستورد من الشرق الأوسط، مما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل جنوني، وتوقفت كثير من محطات الوقود عن العمل في الولاياتالمتحدة، في حين تم تقنين استهلاك الوقود في بعضها الآخر. وانتشر بين الناس خوف من أن يتعرضوا للسرقة إذا كان بحوزتهم وقود، واضطر قليل منهم إلى حماية سياراتهم بالسلاح الناري. وهو الدرس الذي تعلمته الولاياتالمتحدةالأمريكية والغرب من حرب أكتوبر، في تخزين أكبر كمية من الوقود والاستيلاء على ثروات الدول العربية لمواجهة أي ظروف مشابهة كالتي تعرضت لها أمريكا وقت حرب أكتوبر، وعدم تكرار الحدث مرة أخرى بأن يسمح لدولة عربية أي كان موقعها أن تقايض الولاياتالمتحدة مرة أخرى. ويؤكد موقع حكومي أمريكي أن "الحجم الهائل للمخزون الاحتياطي الاستراتيجي من النفط يشكل رادعاً مهماً في مواجهة وقف واردات الولاياتالمتحدة من النفط وأداة مهمة في السياسة الخارجية". المخزونات العالمية ليست الولاياتالمتحدة وحدها التي استثمرت في احتياطي النفط. ففي اليابان يوجد سلسلة من المواقع التي تخزن فيها كميات تزيد عن 500 مليون برميل في حاويات فوق الأرض. المنشأة التي تقع في شيبوشي على سبيل المثال تقع قريباً من الشاطئ. وفي أعقاب الزلزال الكارثي وتسونامي الذي ضرب اليابان عام 2011، تمت المطالبة بزيادة مخزون النفط لدى البلاد تحسبًا لوقوع أزمات مشابهة في المستقبل تعرقل توزيع النفط مرة أخرى. وفي السنوات الأخيرة، قامت كل من الصين والهند، وهما ليستا أعضاء في وكالة الطاقة الدولية، بالاستثمار في إنشاء مخزون نفط استراتيجي خاص بهما. وأكدت "بي بي سي" أن هذه الخزانات من السهل مشاهدتها في صور الأقمار الصناعية التي توفرها خدمة "غوغل إيرث"، وتكون على شكل صفوف من نقاط بيضاء كبيرة.