كشفت زيارة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بالبدلة العسكرية، صباح أمس السبت، إلى سيناء، عن الجدل واللغط حول دستورية ودلالات ذلك، في ظل صراع قائم داخل المؤسسة العسكرية عن أداء السيسي الذي يصيب المؤسسة بانخفاض الشعبية بين الشارع المصري بحكم أنه يمثلهم في حكم البلاد. وبينما أكدت مصادر رسمية أن "ارتداء السيسي للبدلة العسكرية، ليس له أهداف أخرى سوى رفع الحالة المعنوية لضباط وجنود القوات المسلحة المصرية الموجودة في شمال سيناء، وإشعارهم بأن القيادة معهم ومن خلفهم في مواجهة تنظيم ولاية سيناء، بعد مواجهات يوم الأربعاء الماضي".
وأشار مراقبون إلى أن "العودة للبدلة العسكرية من قبل السيسي ربما تشير إلى التأكيد على رسالة مهمة، وهي أنه ما زال القائد الأعلى للقوات المسلحة"، وأنه "لم يخرج من المشهد العسكري بالكامل بعد محاولات البعض في إقصائه عن الصورة وظهر جلية في اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة الأخير".
ويأتي ذلك بعدما عقد المجلس اجتماعه لأول مرة بدون السيسي، بحسب بعض الصحف المقربة من الجهات الأمنية، والتي أكدت أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، عقد اجتماعه برئاسة وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي.
وقال اللواء حمدي بركات الخبير العسكري وأستاذ العلوم العسكرية بالكلية الفنية العسكرية سابقًا، أن السيسي لا يستطيع أن يسيطر على نفسه فقد أعلن في بداية ترشحه للرئاسة عن تخليه عن البدلة العسكرية ليكون رئيس للمصريين كلهم وليس قائد للجيش فقط كما كان، لكن من الواضح أن العقلية العسكرية تسيطر على فكر السيسي"، بحسب رصد.
وأضاف بركات: "سيستمر التدخل العسكري والأمني أحد الحلول الفاشلة لإنهاء الأزمة بالبلاد ما دام رئيسها لا يعرف سوى الأمر العسكري، لافتًا إلى أن فشل السيسي في إدارة البلاد اقتصاديًا وسياسيًا ستكمل بفشل عسكري قريب".
من جانبه أكد اللواء أركان حرب فتحي الحفناوي أن السيسي سبق وقال للمصريين عندما أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية إنهم يرونه بالبدلة العسكرية للمرة "الأخيرة" لكنه كان يكذب على نفسه قبل أن يكذب على الشعب، فالجينات العسكرية تتغلغل في عقله ولم يستطيع أن يجعلها أحد الأدوات وليست كل شيء".
وأشار الحفناوي أن عبد الفتاح السيسي وفقًا للدستور هو القائد الأعلى للقوات المسلحة هو منصب مدني لا عسكري، إنما أراد أن يظهر أمام الجميع أنه كل شيء في ذلك البلد المهندس والمفكر والعسكري والاقتصادي".
مصادر عسكرية حاولت تهدئة التساؤلات بتصريحات لوسائل إعلام أكدت فيها أن غياب وزير الدفاع له سببان؛ الأول أمني، حيث لا يمكن أن يتواجد الرئيس ووزير الدفاع ورئيس الأركان في مكان يشهد عملية عسكرية ومواجهة مسلحة مع الإرهابيين الراغبين في تحقيق مخططات تخريبية ضد مصر وشعبها؛ على حد قولهم.
وأكد النائب السيناوي يحيى عقيل أن أهالي سيناء اعتبروا ارتداء قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي البدلة العسكرية مرة أخرى بمثابة إعلان حرب عليهم؛ لأن من يرتدي هذه البدلة الآن هو متهم بالإرهاب.
وأضاف "عقيل" في لقاء مع قناة الجزيرة مباشر أمس السبت: ما يتم الآن على الأرض من نظام الانقلاب هو تهجير وتصفية للمواطنين وقصف عشوائي، وبث حالة من الرعب بين المواطنين لإجبار البسطاء على الرحيل وترك المنطقة.