قال وزير الصحة الأردني الدكتور عبد اللطيف وريكات: إن الوزارة تقدم الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية للاجئين السوريين في المملكة مما شكل ضغطا شديدا على المستشفيات والمراكز الصحية في شمال البلاد وكذلك على الأدوية والعلاجات وخدمات الرعاية الصحية الأولية، وخاصة الطعوم التي تقدم لجميع الأطفال المقيمين على أرض الأردن. وأضاف وريكات خلال لقائه اليوم "السبت" مع ممثل منظمة الصحة العالمية في عمان الدكتور أكرم التوم إن "الأردن يتحمل أعباء اقتصادية وصحية واجتماعية جراء وجود أعداد كبيرة من الأشقاء السوريين الذين وفدوا إلى المملكة بسبب الظروف السائدة في بلادهم"، مشيرا إلى أن الأردن ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها ومحدودية الموارد فإنه ينهض بدور إنساني كبير تجاه اللاجئين السوريين. وأبدى وريكات تقديره للدول والهيئات والمنظمات التي تساند الأردن في جهوده لتقديم الرعاية للأشقاء السوريين، مشيرا إلى أن الأردن يمتلك الإمكانات والبنى التحتية لكنه يحتاج إلى دعم لوجستي وتزويده بالأجهزة والمعدات الطبية والأدوية والطعوم. وأكد التكلفة المالية الباهظة التي يتحملها الأردن لتقديم الرعاية للاجئين السوريين لا سيما في المجال الصحي مع تزايد أعدادهم يوميا والأعباء الناتجة عن ذلك. وأشار إلى أن غالبية اللاجئين السوريين هم من المصابين والجرحى وكبار السن المصابين بأمراض مزمنة، فضلا عن الأطفال وصغار السن والمواليد الجدد وهؤلاء جميعا بحاجة إلى رعاية طبية خاصة وهي باهظة التكلفة. وأوضح أن الأردن يبذل جهدا كبيرا في مجال الإشراف والرقابة الصحية على مخيمات اللاجئين السوريين، لافتا إلى اكتشاف بعض الأمراض السارية كالسل والتيفويد والتهاب الكبد "أ" والإسهال والأمراض التي يتلقون علاجها بالمجان. ومن جانبه، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في عمان الدكتور أكرم التوم: إن المنظمة ستدعم الجهود الأردنية وتعزيزها بما يتيح الاستمرار بتقديم الخدمات الصحية للاجئين السوريين بسبب العبء الكبير الذي يتحمله تجاههم من الجوانب الاقتصادية والصحية والاجتماعية، لافتا إلى أن الأعباء الكبيرة التي يتحملها الأردن تتطلب وقوف دول العالم وهيئاته ومنظماته إلى جانبه ومساندته فنيا وماديا. ووضع الدكتور التوم وزير الصحة الأردني في صورة الاستعدادات الجارية للتحضير لعقد الدورة 59 للجنة الإقليمية لوزراء الصحة لإقليم شرق المتوسط المزمع عقدها في القاهرة في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر المقبل. وأشار إلى أن جدول أعمال هذه الدورة يتضمن بحث التعاون الفني والدعم اللازم لتمكين الدول الأعضاء وخاصة الأردن من الاستمرار في تقديم الدعم الصحي للسوريين، فضلا عن الأجندة الدورية العادية لمواجهة الأولويات الصحية في الإقليم. وتشير تقديرات أردنية رسمية إلى وجود نحو 180 ألف لاجئ سوري داخل الأردن منذ اندلاع الأزمة في سوريا منتصف شهر مارس 2011، فيما يبلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين ومن هم في انتظار التسجيل 74 ألفا. وكانت الحكومة الأردنية قد وجهت يوم "السبت" الماضي نداء إغاثة عاجل لمساعدتها في تحمل التكاليف الناجمة عن استضافة اللاجئين السوريين والمقدرة بحوالي 360 مليون دولار خلال العامين الجاري والمقبل، متوقعة أن تصل تكلفة استضافة اللاجئين السوريين إلى 700 مليون دولار في حال وصلت أعدادهم إلى 250 ألف.