"أسد عليَّ وعلى الحدود نعامة".. هذا ما ينبطق على قوات أمن وجيش الانقلاب؛ حيث يتم اصطياد أفرادها كل يوم في سيناء على يد بعض الجماعات المسلحة، في الوقت الذي "يستأسدون" على المتظاهرين السلميين وينتشرون بمختلف محافظات الجمهورية، تاركين مهمتهم الأساسية في حماية الحدود. كان آخر العمليات التي تعرضت لها قوات أمن وجيش الانقلاب، اليوم الأربعاء، في منطقة الشيخ زويد بشمال سيناء، وسقط فيها العشرات منهم بين قتيل وجريج، وسط أنباء عن أسر الجماعات المسلحة لبعض الجنود واستيلائها على بعض المركبات العسكرية، وسط حالة من الرعب في صفوف العناصر العسكرية وفرارها أمام أفراد الجماعات المسلحة!!.
تقهقُر قوات جيش الانقلاب أمام العناصر المسلحة وتأسدها على المعارضين السلميين، لفت نظر المحللين في الصحافة الغربية، ونقلت صحيفة "التليجراف" عن زاك جولد، زميل "معهد دراسات الأمن القومي بتل أبيب" قوله: "حقيقة إن المسلحين لم يلوذوا بالفرار، وأعلنوا تأهبهم لقتال طويل، وهذا يشير إلى تغيير في الاستراتيجية، على نسق "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، الذي يتبع سياسة "الاستحواذ على الأرض".
وأشارت الصحيفة إلى أن سياسات الانقلاب بحق أهالي سيناء جعلت المنطقة تربة خصبة لتلك التنظيمات.
وأكد موقع "walla" الصهيوني أن الهجمات التي وقعت على أهداف تابعة للجيش بالشيخ زويد ناجمة عن فشل المخابرات، وأن نجاحات الجيش بسيناء، تتضاءل أمام الفشل الاستخباري، فيما يواصل التنظيم المحلي التابع ل"داعش" تحقيق الإنجازات.
واعتبر "آفي يسسخروف" محلل الشئون العربية أن العملية المنسقة التي نفذها تنظيم "ولاية سيناء" اليوم، وقتل وإصابة عشرات الجنود، قد وضعت حدا لفترة من الهدوء النسبي شهدتها المنطقة، وأن الهجوم يؤكد مجددا أن نهاية الحرب التي يخوضها الجيش ضد التنظيمات الجهادية بسيناء ما تزال بعيدة للغاية، مؤكدا مواصلة تسجيل العناصر المسلحة إنجازات كبيرة هناك، ومضى "يسسخروف" قائلا: "مع ذلك يثبت هجوم اليوم أن هذه النجاحات محدودة، لاسيما في المجال الاستخباري، فعندما يخرج عشرات المسلحين لشن هجوم كهذا دون أن يكون لدى الجيش تحذير مسبق، فذلك يعني أن المخابرات قد فشلت".
واعتبرت وكالة "أسوشيتد برس" أن الهجمات تدل على قوة الجماعات المسلحة، وما تملكه من إمكانيات، مشيرة إلى تصاعد التمرد في سيناء منذ الانقلاب العسكري، ونقلت عن مسئولين تمكن المسلحين من أسر جنود والاستيلاء على مدرعات الجيش، فيما اعتبرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن العمليات التي قامت بها الجماعات المسلحة في سيناء، نجحت في "أهدافها الخبيثة"، مشيرة إلى أن "التوقيت" أمر هام للغاية بالنسبة لهذه العملية.
والاعتراف بالفشل لم يقتصر فقط على الأجانب، بل شمل "أبناء الانقلاب"، ومنهم محمد أبو الغار، رئيس "الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى"، والذي أكد في بيان للحزب، أن الأساليب المتبعة حتى الآن في مواجهة الإرهاب فشلت فى التصدى له،؛ لذلك هناك حاجة ماسة لاستراتيجية جديدة في مواجهته على المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
من جانبه رأى المحامي والحقوقي إسلام لطفي أن العاجز عن حماية أرض سيناء إما فاشل أو خائن، وقال في تدوينة له عبر حسابه على موقع "فيس بوك": "سيناء أرض مصرية ومواطنوها مواطنون مصريون، ومن يعجز عن حماية أرضها وتأمين سكانها، إما فاشل أو خائن".
وتابع: "قضيتنا ونضالنا ضد نظام ديكتاتوري مستبد من أجل حياة ومستقبل أفضل لمصر والمصريين، لا للتهليل لتقطيع أوصال البلد".