بعد تجريد الحياة السياسية وتفجير الأزمات داخل الأحزاب السياسية في مصر، وإشغال بعضها بالتسبيح بحمد السيسي لدرجة دخولها في صراعات ومنافسات من أجل الاحتفال بمرور عام على تنصيب سفاح الدم رئيسًا لمصر، وتلاعب أجهزة الأمن بقيادات الأحزاب وإلهائهم بالتنسيق المستحيل لقوائم انتخابية، يريدها النظام أن تكون مجرد ديكور، من أجل ابتزاز مزيد من الأموال من أوروبا.. تناست الأحزاب دورها السياسي في مناقشة السياسات وتقييمها ومعارضتها والتعليق عليها، وتقديم حلول للأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد المأزومة منذ انقلاب 3 يوليو المشئوم. إزاء ذلك كله، شهد حزب التجمع أزمة رقصات خليعة أغضبت أعضاءه وضيوفه، الذين صدموا مساء الخميس براقصات "ترسو" على مسرح الحزب، خلال احتفالية الحزب بسيد درويش، وصعدت على مسرح الحزب عدد من الفتيات ورقصن على أنغام أغان مبتذلة. انفجرت أزمة بين قيادات حزب التجمع، بعد تنظيم اللجنة الثقافية للحزب مسابقة غنائية تحت عنوان "مسابقة سيد درويش" مساء الخميس الماضي، بحضور الشاعر سيد حجاب، وشهدت المسابقة عروضًا لأغنيات مبتذلة ورقصات فاضحة.
الغريب أن توني نبيه أمين اللجنة الثقافية وصف الرقصات ب"العادية"، فيما رد عليه المتحدث باسم حزب التجمع نبيل زكي قائلاً: "إن الحزب له تقليده وآدابه"، مؤكدًا هو وأمين الحزب مجدي شرابية أنهما لم يعلمان شيئًا عن هذه المسابقة التي أقيمت بمقر الحزب، وأن كل القيادات لم تحضر هذه المسابقة.
فيما قال الشاعر سيد حجاب إن سوء التنظيم وعدم فرز المتقدمين للمسابقة أنتج رقصات خارجة ومبتذلة على مسرح حزب التجمع.
استحضار الإخوان
فيما علق توني نبيه أمين عام لجنة المعادي لحزب التجمع، ومنظم المسابقة، على اعتراض الشاعر سيد حجاب، قائلاً: "اللجنة أقرت سماع أغنية سفاح البنات ولن نتحكم في سلوك المتسابقين وطريقة رقصهم". وأوضح توني أن ما حدث خلال العرض ليس به شيء غريب أو فاضح، مشيرًا إلى أن حزب التجمع لن "يؤخون الفن والمتسابقين".
وفي غمرة المشهد السياسي وتغييب الأحزاب وإلهائها وتفجير الأزمات بداخلها نجد تتسارع مؤسسات كنسية وأخرى مدنية تحركها الأجهزة الأمنية، نحو اقتراح القوانين ومناقشة الميزانية خدمة لأهدافها التي لا تخطئها عين المراقب.
حيث أعلن اليوم الأب رفيق جريش، مدير المكتب الصحفي بالكنيسة الكاثوليكية أن الأمانة العامة لبيت العائلة المصرية ستجتمع يوم الثلاثاء الموافق 16 يونيو بحضور البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وممثلي الكنائس لمناقشة تقارير لجان بيت العائلة، وأن الاجتماع سيناقش تقارير اللجان الخاصة بالميزانية والتمويل ووثيقة التعليم والتنسيق مع وزارة الشباب، ونشاط لجنة تجديد الخطاب الديني.
ومن المقرر أن يحضر الاجتماع البابا تواضروس الثاني، وشيخ الانقلاب أحمد الطيب، والأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك، والدكتور القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية، والأنبا يوحنا قلته من الكنيسة الكاثوليكية، وممثلون للكنائس ومقررو اللجان ببيت العائلة؛ فهنيئًا للأحزاب برقصها السياسي، والإسبريتيز، وللميزانية بابا يحميها!.