أوضح الراهب بولس المقاري الرياني -أحد مسئولي دير الأنبا مكاريوس السكندري بوادي الريان بمحافظة الفيوم- أن رهبان الدير تصدوا لتنفيذ طريق الواحات، وافترشوا الطريق كدروع بشرية وسط تأمين من جانب قوات الجيش والشرطة. مما اضطر العاملون بشركة المقاولون العرب والمخولون بتنفيذ الطريق إلى الانسحاب بمعداتهم تحسبًا لوقوع أية اشتباكات بعدما كانوا متوجهين إلى الدير لتنفيذ القرار. وأشار إلى أنهم رفضوا الاستجابة لطلب تواضروس بالسماح لتنفيذ الطريق وإعطائهم مهلة 48 ساعة، أو سيتم رفع درجة الرهبنة منهم، موضحا أن القضية بالنسبة لهم حياة أو موت. وأضاف الرياني: "إن لجنة من وزارة الآثار انتهت من حصر المناطق الأثرية والطبيعية الموجودة داخل الدير تمهيدًا لضمه للآثار"، لافتا إلى أن إدراج الدير ضمن المناطق الأثرية سيمنع هيئة الطرق من مد الطريق الذي يفترض أن يربط بين الفيوم وعدد من المحافظات عبر الواحات البحرية مرورا بالدير، الذي تزيد مساحته عن 13 آلاف فدان. ونوه الرياني إلى أنه ما زالت المفاوضات مستمرة بين رهبان الدير ومجلس الوزراء ووزارة البيئة ومحافظ الفيوم لإعادة النظر في مد الطريق، ودراسة المقترح المقدم من رهبان الدير بإيجاد طريق بديل يوفّر 30 كيلو مترًا للطريق المزمع إنشاؤه. الأنبا أبرام، مطران الفيوم، المكلف بالإشراف على الدير، قال في تصريحات صحفية مؤخرًا: إن ما يقوم به رهبان الدير المنحوت لا يُعبّر عن الكنيسة، ويتصرفون من أنفسهم. تجدر الإشارة إلى أن وزارة البيئة تتهم رهبان الدير بالاستيلاء على أراضي محمية طبيعية وضمها للدير، وصدرت قرارات عدة بإزالة البنايات التي أقيمت على هذه الأراضي عقب ثورة 25 يناير ولكنها لم تنفذ. وبرر الرهبان عدم استجابتهم لتنفيذ قرار إنشاء طريق يربط الفيوم بالواحات بأنه يشق الدير، ويهدد حياة الرهبان، خاصة أنه يوجد صخرة 120 مترا سيتم تفجيرها في حالة شق الطريق.