أثار قرار شبكة الجزيرة، وقف بث قناة"الجزيرة مباشر"، العديد من علامات الاستفهام حول أسباب وتوقيت القرار ؛ خاصة وأنه جاء متزامنا مع المصالحة بين النظام القطري ونظام الانقلاب في مصر. يشار إلى أن الجزيرة مباشر مصر انطلقت عقب ثورة 25 يناير وتحديدا في 22 فبراير 2011 وظلت تعمل خلال حكم المجلس العسكري برئاسة طنطاوي وحكم الرئيس محمد مرسي إلى أن تم وقف بثها من القاهرة، وانتقل طاقهما إلى العاصمة القطرية الدوحة عقب الانقلاب العسكري بقيادة السيسي على الرئيس مرسي. ورفعت القناة منذ نشأتها شعار "الرأي والرأي الآخر" وحرصت على أن يكون ضيوف حلقاتها من مؤيدي ومعارضي الانقلاب على السواء، ومن أشهر البرامج الذي كانت تقدمها القناة برنامج"مصر الليلة" والذي كان يتناوب عليه الإعلاميان المميزان زين العابدين توفيق وأيمن عزام، والذي كان يتناول على مدار ساعتين أبرز القضايا التي تخص الشان المصري ، وبرنامج "إبداع الاحتجاج" ذائع الصيت والذي كان يقدمه الإعلامي"أيمن عزام" 3 مرات في الأسبوع وكان يتميز بعرض إبداعات للجمهور عبارة عن مزيج من الثورية والفكاهة. كما كانت تقدم القناة برنامجا مميزا عقب موجز الثانية عشر ليلا بعنوان"سكرتير التحرير" وكان يتناوب على تقديمه الإعلاميون مجاهد شرارة وعبد العزيز مجاهد ومحمد ماهر عقل، وكان يتناول أبرز عناوين الصحف المصرية والأجنبية الصادرة في اليوم التالي ويستضيف بعض الصحفيين لتحليل ما جاء بها من موضوعات. ولم تخل برامج القناة من تقديم فقرات تتناول معاناة أسر الشهداء والمعتقلين السياسيين خلف أسوار الانقلاب، وخصصت لذلك برامج "أحياء في الذاكرة"، و "خلف الأسوار" وكان يقدمها الإعلامية أسماء علي والإعلاميان عبد العزيز مجاهد ومحمد عقل. وكانت القناة تخصص برنامجا بعنوان"على مسئوليتي" تستضيف فيه أحد الشخصيات البارزة من مختلف التيارات السياسية ليطرح وجهة نظرة في القضايا التي تخص الوطن. وعلي الرغم من بث القناة من الدوحة بعد غلق مكاتبها في القاهرة واعتقال صحفييها ومصادرة معداتها وامتلاك الانقلاب لعشرات القنوات التي تسبح ليل نهار بحمده إلا أن القناة ظلت شوكة في حلق نظام السيسي الانقلابي لما تعرضه من حقائق موثقة تفضح بها جرائم الانقلاب بحق المصريين وفشله في إدارة شئون البلاد، فضلا عن الشعبية الجارفة التي كانت تحققها القناة في أوساط المصريين. وبعد إجراء مصالحة بين النظام القطري والنظام الانقلابي في مصر كان أقصى التوقعات أن تشهد القناة تغيرا في سياستها التحريرية وتخفف من حدة الانتقاد لنظام السيسي وتقلل من المساحات المخصصة للفعاليات المناهضة للانقلاب إلا أن قرار شبكة الجزيرة تجاوز كل التوقعات وجاء بوقف بث القناة اليوم الإثنين 22 ديسممبر 2014 وأصدرت الشبكة بيانا توضيحيا جاء فيه"انطلاقا من نجاح التجربتين الرائدتين الجزيرة مباشر والجزيرة مباشر مصر فقد ارتأت الجزيرة إجراء تجربة جديدة مستوحاة من روحي المشروعين السابقين في مشروع واحد هو "الجزيرة مباشر العامة" والتي ستحل في بثها على القناتين السابقتين.. إلا أن البث من القاهرة سوف يتوقف لحين توافر الظروف المناسبة لعودتها بعد اتخاذها للتصاريح المناسبة من السلطات المصرية". وتابعت الشبكة – في بيانها- "وسوف تقدم القناة الجديدة تجربة لأول مرة حيث سوف تنقل الحدث المباشر من مختلف أنحاء العالم في ذات الوقت سوف تتبع الحدث بالتحليل على مدار الساعة في صيغة تغطية خبرية مباشرة".