في تحد للاحتلال الصهيوني اعتاد الشعب الفلسطيني أن يطلق على أبنائه أسماء تحمل أسماء قادة المقاومة الفلسطينية أو قادة عرب ومسلمين ساهموا في نصرتهم، حيث أطلق العديد منهم اسم الرئيس المعتقل محمد مرسي، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أوردغان على مواليدهم، تقديرًا لتأييدهم للفلسطينيين وقضيتهم. وفي حرب غزة المندلعة حتى الآن "العصف المأكول"، والتي أدت لاستشهاد ألفي شهيد، قام أهل فلسطين بإطلاق أسماء على مواليدهم من وحي المعاناة أو الصمود أو الآمال، فهناك من سمى طفله ب “محمد أبو خضير” الطفل الذي حرق حيًّا على أيدي المستوطنين، وطفل آخر ب”محمد الضيف” القائد العام لكتائب القسام، وسمى النازحون منهم مواليدهم ب “حرب” و”غزة تقاوم”. وتقول رحمة حمام-28 عام- في تقرير نشره موقع "ساسة بوست" إنها أطلقت على ابنها اسم "حرب" بعد أن اختار الجد له هذا الأسم، حيث تقيم الآن في خيمة على أرض مستشفى الشفاء والتي وضعت فيها طفلها، وذلك بعد أن نجت وعائلتها من مجزرة الشجاعية التي ارتكبت في العشرين من يوليو الماضي. وفي الضفة الغربية، أطلق فلسطيني اسم "محمد الضيف" -القائد العام لكتائب القسام، على مولوده، وذلك في تحد للكيان الصهيوني الذي يطارد الضيف منذ أكثر من ربع قرن. وقال والد الطفل عبد اللطيف كرابلية، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": مولود جديد في ترقوميا تيمنًا بالقائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام "محمد الضيف"، على خطاهم يولد النشء يحمل في قلبه حب الوطن وأبطاله، وهي رسالة لمن يحتل أرضنا ويحارب مقاومتنا، نحن خلف المقاومة“. كما أطلق محمد فايز بداد من بلدة جبع (شمال جنين) اسم "مجد غزة" على طفلته، وقال بداد الذي يعمل أستاذًا للحاسوب: "كنا نريد أن نطلق عليها اسمًا من الأسماء الحديثة، لكن عندما بدأ العدوان على غزة، عايشناه وذقنا مراراته، خطر لنا تسميتها صمود غزة أو مجد غزة، وبعد الإبداع والإنجاز الكبير للمقاومة، اخترت وزوجتي اسم (مجد غزة)، الذي لاقى ترحيبًا كبيرًا من الوسط المحيط". ولم يتردد الفلسطيني عبد الله الطلاع من مخيم المغازي وسط قطاع غزة بتسمية مولوده الذي أبصر النور في ظل العدوان الإسرائيلي باسم الشهيد محمد أبو خضير. وقال الطلاع أنه أطلق اسم الشهيد "محمد أبو خضير" على ابنه الأول، تضامنًا منه مع عائلة الشهيد الطفل أبو خضير في القدس، ورفضًا لقتل الأطفال الفلسطينيين، معتبرًا التسمية أقل شيء يمكنه تقديمه لعائلة أبو خضير. وكانت لأسماء صواريخ المقاومة نصيب من أسماء مواليد فلسطين، فاالفلسطيني محمد الشافعي بعد يوم من انتهاء حرب “حجارة سجيل” عام 2012 على قطاع غزة، أطلق اسم "فجر" على مولوده تيمنًا بصاروخ سرايا القدس "الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي". كما قامت فلسطينية بتسمية ابنها "معبر" تأكيدًا وتخليدًا لذكرى المعاناة والألم التي واجهتها الأم أثناء احتجازها على معبر رفح الحدودي جنوب قطاع غزة منذ عدة سنوات، حيث تقول الأم منى زكريا الأسطل: "أسميت ابني "معبر محمد الأسطل" لأسجل التجربة القاسية التي مررت بها أثناء عودتي من مصر وابنتي، بعد أن أجريت لها عملية جراحية هناك".