عاشت مصر أزمة انقطاع الكهرباء فى الأيام التى يتطلع الشعب فيها إلى التغيير والقضاء على فوضى الشارع المصرى والعيش فى أمان وتحقيق منظومة الأمن المفقود التى أعقبت ثورة 25 يناير، ولكن الشعب الذى صبر وتحمل لإنجاح ثورته قادر على اجتياز تلك الأزمة، ورب ضارة نافعة. يعيش العالم معتمدًا على مصادر الطاقة المختلفة فى الإنارة والإنتاج ومختلف مناحى الحياة، فلا يستطيع العالم المتقدم أو النامى أن يتوقف لحظة عن استخدام الطاقة فى تسيير شئون حياته اليومية، والأزمة التى تعترض حياة المصريين المتمثلة فى انقطاع الكهرباء كمصدر رئيسى للطاقة يعرض حياة الأفراد والاقتصاد للخطر الداهم فى الوقت الذى نحتاج فيه إلى كل لحظة لزيادة الإنتاج وتعويض الخسائر التى تعرض لها الاقتصاد المصرى على مستوى الحكومة والقطاع الخاص. وتلوح فى الأفق بوادر انفراجة تلك الأزمة، ولكن علينا عدم الانتظار مرة أخرى دون البحث عن كيفية توفير مصادر بديلة للطاقة ومصر دولة تتوفر لديها تلك المصادر ومنها الطاقة الشمسية المتجددة حيث تتوقع الجهات الدولية -أنه بحلول عام 2025- إمكانية إسهام النظم الشمسية الحرارية فى توليد الكهرباء بحوالى 130 جيجا وات. وتستخدم الطاقة الشمسية مباشرة فى العديد من التطبيقات منها: التدفئة، إضاءة المبانى، تسخين المياه، إنتاج البخار، وفى إعذاب وضخ المياه وتوليد الكهرباء حراريًا. ويضاف إلى الطاقة الشمسية طاقة الرياح، حيث يصل عدد الدول التى تستخدم طاقة الرياح فى إنتاج الطاقة الكهربية إلى 45 دولة، ويضاف إلى مصادر الطاقة طاقة حرارة باطن الأرض، حيث تشير إحدى الدراسات التى تتحدث عن التحول إلى مستقبل الطاقة المتجددة أن طاقة حرارة الأرض تعد مصدرا أساسيًا للطاقة المتجددة لنحو 58 دولة منها 39 دولة يمكن إمدادها بالكامل بنسبة 100% من هذه الطاقة، وفى مصر تستخدم طاقة حرارة باطن الأرض فى الاستشفاء كما فى حمام فرعون وعيون موسى. ويتطلع المصريون إلى حلم استخدام الطاقة النووية فى توليد الكهرباء والاعتماد عليها كمصدر رئيسى، حيث ينظر العلماء إلى الطاقة النووية كمصدر حقيقى للطاقة لا ينضب. العلماء المصريون لديهم القدرة على البحث، فقط تلزمهم الإمكانات المادية التى تسخرها الدولة لتطوير الأبحاث فى مجال مصادر الطاقة البديلة ورفع معدل أداء السد العالى كمصدر رئيسى لتوليد الكهرباء، فما كان يوفره فى الستينيات يحتاج إلى رفع المعدلات فى وقتنا الحالى وزيادة طاقته الإنتاجية فى المستقبل حتى لا يعيش الشعب المصرى فى الظلام الدامس وتتعطل معه عجلة الإنتاج ويزيد إحباط الشعب الذى ينتظر الكثير من حكومة الثورة التى تتطلع إلى غد مشرق وتستعد إلى وضع مصر فى مكانتها اللائقة واستعادة الريادة فى كافة المجالات.