"أكد أحمد عبد الجواد -مؤسس حزب البديل الحضاري- أنه من الواضح جدا أن معركة "العصف المأكول لأبطال المقاومة الفلسطينية حققت نجاحات غير مسبوقة على المستوى العسكري والتكتيكي والإنتاج الحربي، واستطاعت وسط الحصار والدمار تطوير أسلحتها ومدى البعد للصواريخ التي تطلقها، وأصبحت تغطي كل العمق الإسرائيلي، ورأينا صافرات الإنذار تنطلق بكل الكيان الصهيوني، وأنتجت المقاومة أيضا طائرات دون طيار. وأضاف -في تصريح خاص ل"الحرية والعدالة"- ونجحت المقاومة أيضا على المستوى التكتيكي؛ حيث اعترف الكيان الصهيوني بأنه يحارب أشباحا في المعركة الصفرية أي وجها لوجه، حيث يخرج لهم المقاومون من تحت الأرض ومن الأنفاق، وهي تمثل صعوبة تعجز تكنولوجيا إسرائيل وداعمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية عن تجاوزها أو اكتشافها، حيث مثلت شبكة الأنفاق الحربية أحد الجوانب الفارقة التي غيرت المعادلة ميدانيا.، موضحا أن التكتيك الصهيوني أخطأ حيث ظنوا أن غزة نزهة ثم فوجئوا بالمقاومين الأبطال، ووجدوهم يأتون العدو من الصفوف الخلفية من خلف الأنفاق.
تطوير الإنتاج الحربي وتكتيكات الأنفاق
ووصف "الأنفاق" بالتكتيك العسكري الجديد والإعجاز بكل المقاييس، وستدرس في التكتيكات العسكرية للمقاومة وبأعرق الكليات بالعالم سيدرس النموذج الفلسطيني المبدع "الأنفاق" في تكتيكات الحرب عالميا، ودليل نجاح المقاومة حين ننظر لضحايا العدوان نجدهم نساء وأطفالا ومستشفيات لكنه لم يصب هدفا عسكريا واحدا، ولم يعلن عن مقتل عدد يعتد به من رجال المقاومة، وعلى العكس تماما، خسائر الكيان الصهيوني بلغ أكثر من 60 جنديا بخلاف أسْر الجندي "شاؤول آرون" ووتم نزع شريحة التتبع منه، بالإضافة لقتل 2 من ألمع قادة الكيان الصهيوني منهم قائد "لواء جولاني" ويسمى "لواء النخبة" وهو من أفضل اللواءات الصهيونية.
ولفت "مؤسس حزب البديل الحضاري" إلى أنه منذ أعلن نتانياهو أنه سيقتحم غزة بريا لم يستطع التقدم شبرا واحدا، وهذا دليل أن المقاومة هي التي تتصيده وقوات احتلاله في مصيدة بكمائن وفخاخ تجبره على التقهقر والانسحاب.أيضا على لسان محلل عسكري على القناة العاشرة الإسرائيلية قال إنهم "يواجهون أشباحا ورأوا مقاومين لم يتخيلوهم" مما يؤكد أن حماس والمقاومة لديهم مهارات وتكتيك وإبداع في التكنيك والآليات الميدانية. ونبه إلى أن الكيان الصهيوني خسر على كل المستويات؛ فاقتصاديا الكل تابع دول عديدة والولاياتالمتحدةالأمريكية أوقفت رحلاتها إلى "تل أبيب" عقب تعطيل الملاحة الجوبة بسبب صواريخ المقاومة، أيضا في عدوانه خسر الكيان الصهيوني أخلاقيا حيث تعمد قتل مدنيين عزل وأطفالا، وخسر عسكريا.
لافتا إلى أن الكيان الصهيوني خسر سياسيا وأصبح الكل يهرول لاستجداء المقاومة الباسلة لوقف إطلاق النار والهدنة والتهدئة، واسترضاء الفلسطينيين وبعد صمود المقاومة حدث تغير واضح في كل المواقف الدولية، فبأول عشرة أيام للعدوان لم يحرك أحد ساكنا باستثناء مبادرة الخضوع للنظام المصري، ولكن بعد إنجازات بل وإعجاز المقاومة تحرك "بان كي مون" أمين عام الأممالمتحدة ووزير الخارجية الأمريكي ومجلس حقوق الإنسان بالأممالمتحدة، وحراك شعبي بمظاهرات في عدة مدن وعواصم منها لندن وباريس وشيكاغو.
وشدد "عبد الجواد" على أن صمود المقاومة أجبر القوى العالمية ممن تقف مع الكيان الصهيوني على إعادة النظر في مواقفها للوصول للتهدئة. وجاء بكلمة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي بحركة حماس أن المقاومة لم تسع أبدا للتهدئة أو طرح مبادرات، وأن الذي اتصل بهم جون كيري وطلب من تركيا وقطر التدخل، وهذه كلها انتصارات استراتيجية وعسكرية وسياسية للمقاومة. وعلى الصعيد الدولي أيضا مفوضية حقوق الإنسان بالأممالمتحدة أقرت بمعنى ورد بتقرير "جولدستون" الصادر منها في 2008 والذي أكد أن الكيان الصهيوني يرتكب مجازر ضد الإنسانية.
وأكد "عبد الجواد" أن المقاومة الفلسطينية كشفت أن "القبة الحديدية" التي يتباهى بها الكيان الصهيوني هي مجرد وهم مثل "خط بارليف"، فالعدو الصهيوني يصدر الأوهام للعالم وأول من يقع في شراكها العرب. فصواريخ المقاومة والقسام وكتائب المقاومة أثبتت فشل ووهن "القبة الحديدة" بدليل أن صواريخ المقاومة غطت سماء العدو كلها ومنها مطار "بن جوريون" وأوقفت الملاحة الجوية للكيان، مما يعد انتصارا استراتيجيا للمقاومة ودليل على اتساع مجال قدرتها جويا، وشاهدنا بفعل صواريخ المقاومة الصهاينة يهرعون للمخابئ كالخنازير، وشوارع "تل أبيب" ومدنها خالية، والمستوطنات أيضا خالية وصار سكان الكيان الصهيوني والمستوطنات في رعب رهيب. من ناحية أخرى رصد "عبد الجواد" أن العدوان أثبت كذب ادعاءات الكيان الصهيوني بأنه واحة للحريات والديمقراطية حيث أصدر قرارا بحظر النشر في مجريات عدوانه وخسائره.
وحذر "عبد الجواد" من "المبادرة المصرية" مبادرة الخنوع والاستسلام و"السيسي" أكد بخطابه الأربعاء أنه انتقل من الخيانة السرية إلى الخيانة العلنية، لأن المبادرة تطرح مفهوم "السلام الاقتصادي" بما يحمله من مخاطر والذي يعني الاستجابة لبعض مطالب المقاومة بحرية الزراعة وفتح مطار وميناء مقابل نزع سلاح المقاومة، أي مقايضة المقاومة بنزع سلاحها مقابل مزايا اقتصادية محتملة، فيما نقول ردا على مبادرته ما قاله "خالد مشعل" قبول نزع سلاح المقاومة فقط في حالة نزع سلاح إسرائيل وإنهاء الاحتلال. ودلل "عبد الجواد" على طرح قائد الانقلاب لفكرة "السلام الاقتصادي" الخبيثة والخطيرة ما جاء بخطابه الأخير حيث لمّح بقوله "الناس اللي مشيت في طريق 30 و40 سنة "يقصد المقاومة" ولم تحقق نتيجة عليها التفكير في طريق آخر لحفظ السلام والتنمية" مما يدل على أن مبادرته لتزع سلاح المقاومة، فيما المقاومة بصمودها وإنجازاتها تصنع معادلة سياسية جديدة.