قفزت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا عقب شراء مصر 20 شحنة من الغاز المسال لتغطية الطلب في الشتاء بعد تراجع الإنتاج المحلي، بعلاوة مقارنة بالأسعار العالمية، مما يزيد من تحديات تأمين الإمدادات لأوروبا، وفق الشرق بلومبيرج ارتفعت العقود المستقبلية المعيارية 2.8% قبل أن تقلص بعض المكاسب، لتعوض انخفاضها في اليوم السابق.
وارتفعت الأسعار بعد أن اشترت الهيئة المصرية العامة للبترول المملوكة للدولة 20 شحنة للتسليم في الربع الرابع بعلاوة مقارنة بالأسعار الأوروبية.
وتظهر هذه الخطوة أن أوروبا سيتعين عليها التنافس بشدة على الإمدادات مع دول من مصر إلى آسيا، قبل أسابيع من البداية الرسمية لموسم التدفئة.
وشهدت الأسعار تقلبات في الأسابيع الأخيرة، كما أن أي إشارة إلى تزايد الطلب قد تؤدي إلى زعزعة توازن الإمدادات الهش في المنطقة.
دفع الانخفاض السريع بإنتاج الغاز في مصر، والصيف الحار بشكل غير عادي، حكومة الانقلاب إلى زيادة وارداتها من الغاز الطبيعي المسال هذا العام إلى أعلى مستوى منذ 2018.
وأدى شراء 20 شحنة إضافية هذا الخريف والشتاء إلى زيادة احتمال أن تصبح مصر مستورداً صافياً للغاز. كما رفع الأسعار في أوروبا وآسيا.
انخفاض انتاج الغاز في مصر
حتى العام الحالي، كانت مصر مستقلة إلى حد كبير في مجال الطاقة، وتصدر الغاز الطبيعي المسال، مما ساعد أوروبا في التغلب على أزمة الطاقة في 2022.
لكن إنتاج الغاز المصري آخذ في الانخفاض، مع هبوط الإنتاج بحقل "ظهر" الضخم في البحر الأبيض المتوسط بنحو الثلث منذ 2019. وكان إنتاج الغاز في مايو بالقرب من أضعف مستوياته منذ 2018، وفقاً لمبادرة بيانات المنظمات المشتركة.
وأصبح النقص الآن شديداً لدرجة أن مصر لم تعد قادرة على إنتاج ما يكفي من الغاز للحفاظ على أنظمة الكهرباء لديها خلال فصل الصيف. وهذه الشحنات العشرون التي تسعى الدولة للحصول عليها هي أول شحنات تشتريها مصر من الغاز الطبيعي المسال لأشهر الشتاء منذ 2018، مما يضغط على الأسعار مع بدء موسم التدفئة في أوروبا.
وقال وزير البترول بحكومة الانقلاب في يوليو إن أحد أسباب تراجع إنتاج النفط والغاز هو زيادة المتأخرات المستحقة لشركات النفط الأجنبية، وهو ما أدى إلى تباطؤ برامج التنقيب والتطوير. وأكد حينها أن البلاد تعمل على إنهاء هذا العمل المتراكم.
قالت آن صوفي كوربو، الباحثة في مركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا: "مصر بالفعل باتت مفاجأة سوق الغاز الطبيعي المسال العالمي. إذ هبط الإنتاج تماماً. هذه هي المشكلة، وليس هناك طريقة للتغلب على ذلك: إما أن تخفض الطلب، أو تزيد صافي الواردات". عوامل داعمة لارتفاع الأسعار
السوق تتابع أيضاً عن كثب التدفقات من روسيا عبر أوكرانيا، والتي ما زالت عند مستوياتها الطبيعية في الوقت الحالي. وفي الوقت نفسه، امتلأت المرافق الموجودة تحت الأرض في المنطقة بنسبة تزيد على 93%، مما يشير إلى أن أوروبا لديها مخزونات قوية في ظل بقاء الطلب ضعيفاً.
انخفضت إمدادات الطاقة ل"فريبورت" للغاز الطبيعي المسال (Freeport LNG) في تكساس يوم الجمعة، وفقاً للبيانات التي اطلعت عليها بلومبرغ، بعد انقطاع قصير في وقت سابق من الأسبوع. ويساهم ذلك أيضاً في المعنويات الداعمة للصعود التي تسيطر على الأسواق.
وفي الوقت نفسه، انحسرت المخاطر القصيرة الأجل الناجمة عن تأثير إعصار "فرانسين" على مرافق تصدير الغاز الطبيعي المسال في الولاياتالمتحدة. إذ ضعفت قوة العاصفة وتحولت إلى إعصار ما بعد استوائي برياح تبلغ سرعتها 25 ميلاً في الساعة أثناء عبورها البر الرئيسي للولايات المتحدة.
وارتفعت العقود المستقبلية الهولندية لأقرب شهر في أوروبا، التي يُنظر لها كمعيار رئيسي لأسواق القارة، بنسبة 1.1% إلى 35.58 يورو لكل ميغاواط في الساعة في تمام الساعة 3:59 مساءً في أمستردام.