شنت الطائرات الحربية الصهيونية، فجر اليوم الأحد، أكثر من 40 غارة إسرائيلية استهدفت مناطق بجنوب لبنان في أعنف هجوم منذ بدء المواجهات في 7 أكتوبر 2023. وشنت المقاتلات الإسرائيلية أكثر من 40 غارة بشكل متزامن على نحو 17 منطقة وبلدة في جنوبي لبنان. وذكر أن سيارات الإسعاف هرعت إلى بعض الأماكن المستهدفة. وفي المقابل، أفاد شهود عيان بإطلاق عشرات الصواريخ والمسيرات الهجومية من الأراضي اللبنانية تجاه إسرائيل. وأعلن "حزب الله" اللبناني، الأحد، إطلاق 320 صاروخا تجاه مواقع عسكرية إسرائيلية ضمن المرحلة الأولى من الرد على اغتيال تل أبيب للقيادي فيه فؤاد شكر. وقال الحزب، في بيان، إنه "بعون الله تعالى لقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى بنجاح كامل" من الرد على اغتيال شكر. وأضاف: "المرحلة الأولى كانت مرحلة استهداف الثكنات والمواقع الإسرائيلية تسهيلا لعبور المسيرات الهجومية باتجاه هدفها المنشود في عمق الكيان الإسرائيلي، وقد عبرت المسيرات بحمد الله كما هو مقرر". وتابع: "عدد صواريخ الكاتيوشا التي أطلقت حتى الان تجاوزت 320 صاروخا باتجاه مواقع العدو".. وأشار الحزب في بيانه إلى استهداف 11 موقعا إسرائيليا عسكريا هي: قواعد ميرون، وزعتون، والسهل، ونفح، ويردن، وعين زي تيم، وثكنات كيلع، ويو أف، وراموت نفتالي، ومربضي نافي زيف، والزاعورة، وجميعها في شمالي إسرائيل. فيما أعلن "حزب الله" اللبناني، بدء المرحلة الأولى من الرد على اغتيال شكر، نهاية يوليو الماضي. قلق وتأهب صهيوني وأدت صواريخ حزب الله لانتشار القلق والهلع بين الصهاينة حيثأكد الجيش الإسرائيلي أنه تقرر صباح اليوم في نهاية تقييم الوضع تغيير في السياسة الدفاعية لقيادة الجبهة الداخلية. وأضاف أنه تقرر فرض قيود جزئية على شمال الجولان وجنوبه والجليل والأغوار والكرمل ومنطقة تل أبيب الكبرى. وفي السياق، أفادت القناة ال12 الإسرائيلية بإغلاق كافة شواطئ البحر أمام الإسرائيليين في مناطق حيفا، كما نقل موقع "واللا" عن مصادر بالجيش أن إسرائيل تستعد لمواجهة هجوم ليس فقط من لبنان. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الجبهة الداخلية ستقوم بالتحذير بشكل مناسب، وإن على الجميع الالتزام بالتعليمات والتحذيرات من الجبهة الداخلية. دعم أميركي لإسرائيل من ناحية أخرى، أكدت الولاياتالمتحدة أنها "ستواصل ما سمته دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، بعد هجوم حزب الله، وأن الرئيس جو بايدن يراقب عن كثب الأحداث في إسرائيل ولبنان. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي شون سافيت، في بيان، إنه بتوجيه من الرئيس جو بايدن "يتواصل المسؤولون الأميركيون الكبار بشكل مستمر مع نظرائهم الإسرائيليين"، مضيفا "سنواصل دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وسنواصل العمل للحفاظ على الاستقرار الإقليمي". كما قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن وزير الدفاع لويد أوستن تحدث مع نظيره الإسرائيلي، وأكد التزام واشنطن بالدفاع عن إسرائيل. وجاء في بيان للبنتاغون أن أوستن "تحدث مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لمناقشة الدفاع عن إسرائيل ضد هجمات حزب الله اللبناني". وأضاف البيان "أكد الوزير أوستن على التزام الولاياتالمتحدة الراسخ بالدفاع عن إسرائيل ضد أي هجمات من إيران وشركائها ووكلائها بالمنطقة". وكانت واشنطن عززت في الأسابيع الماضية انتشارها العسكري في المنطقة، بعد توعد إيران وحزب الله بالرد في أعقاب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران إسماعيل هنية، واغتيال القيادي العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر بضربة إسرائيلية قرب بيروت. ومنذ 8 أكتوبر 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل أسفر عن مئات القتلى والجرحى معظمهم بالجانب اللبناني. وترهن الفصائل وقف القصف بإنهاء إسرائيل حربا تشنها بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، خلّفت أكثر من 140 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.