مصر هبة الإمارات، هو قول حق، يتزايد ويتوج كل يوم، فلا يمر يوم ولا ينقضي، إلا ونسمع عن استحواذات جديدة للإمارات في قلب وخاصرة مصر وعصب الإنتاج والاقتصاد المصري، الذي بات مرتعا للاستثمارات الإماراتية، التي تفاقم الأزمة الاقتصادية و بمصر لسنوات، بل لعقود طويلة. فاليوم تضخ الإمارات القليل من الدولارات في شركات وأصول إنتاجية عملاقة، وغدا تجبر مصر على توفير مليارات الدولارات ليجري تحويلها إلى الإمارات أو البنوك العالمية بالدولار، كأرباح لتلك الشركات والأصول، التي تكسب المليارات خلال أشهر قليلة، بعد سنوات من الخسارة المتعمدة أو الإفلاس، المهندس من قبل خونة العسكر. والجديد في تاريخ الهيمنة الإماراتية على شركات وأصول مصر الاقتصادية، ما يقوم به رجل الأعمال القاتل الذي صار أحد حواريي السيسي، هشام طلعت مصطفى، من تمرير أكبر الصفقات وهمها إلى الإمارات، بعد أيام قليلة من استحواذه على 7 فنادق تاريخية بمصر، إلى الإمارات، بلا أي مواربة أو أية عراقيل من قبل الحكومة المصرية، التي يبدو أنها استجيت من تمرير صفقة الفنادق المصرية التاريخية التي تمثل جزءا مهما من تاريخ مصر إلى الإمارات بتراب الفلوس، فأرست عطاءها على رجل أعمال مصري أولا، لتهدأ المخاوف المصرية وتزول الاتهامات عن نوايا الحكومة، ثم تجري عملية البيع النهائية للإمارات، التي تكمن في تفاصيل الاستحواذات وتخريب الاقتصاد المصري. فقد اقتربت الإمارات من الاستحواذ على فنادق مصر التاريخية، بعد أن أعلنت الاستحواذ على 40.5% من شركة آيكون المصرية المالكة لحصة في هذه الفنادق. وأعلنت شركة أبوظبي القابضة للاستثمار (ADQ) المملوكة لحكومة أبوظبي ومجموعة أدنيك التابعة لها توقيع اتفاق نهائي للاستحواذ على 40.5% من شركة آيكون "ICON" التابعة لمجموعة طلعت مصطفى، ولم تفصح الشركة عن حجم الصفقة، ولم تعلن آيكون أيضا. وقالت "القابضة" في بيان الجمعة: إنه "سيتم استخدام الحصة الاستثمارية لكل من "القابضة" و"أدنيك" في ذراع قطاع الضيافة التابعة لمجموعة طلعت مصطفى جزئيا لتخفيض التسهيلات الحالية لشركة ICON، مع استخدام الباقي أيضا مما يستلزم استثمارا غير مباشر من خلال "آيكون" في محفظة تضم 7 فنادق تاريخية فاخرة مملوكة للحكومة المصرية". ووقعت "آيكون" في ديسمبر الماضي اتفاقات نهائية مع الحكومة بقيمة 800 مليون دولار بشأن الاستحواذ على 39% من فنادق مصر التاريخية، ويمكن أن ترتفع مستقبلا إلى 51% منها. وهذه الفنادق هي فندق "ماريوت القاهرة عمر الخيام"، وفندق "ماريوت مينا هاوس القاهرة"، وفندق "ونتر بالاس الأقصر"، وفندق "أولد كتركت أسوان"، وفندق "شتايجنبرجر سيسل الإسكندرية"، وفندق "شتايجنبرجر التحرير القاهرة"، ومنتجع "موفنبيك أسوان". ووفقاً لبيان القابضة، فإن "حجم محفظة "آيكون" سيصل بعد اكتمال هذه الصفقة إلى 15 فندقا وعقارا فاخرا في قطاع الضيافة تضم نحو 5,000 غرفة فندقية موزعة ضمن مواقع رئيسية في القاهرةوالأقصروالإسكندرية وشرم الشيخ". الموانئ المصرية بقبضة الامارات وفي وقت سابق من شهر يناير الجاري، تم توقيع اتفاق بالأحرف الأولى مع مجموعة موانئ أبوظبي، تقوم الشركة بموجبه بتطوير وتشغيل وصيانة محطات الركاب وخطوط الرحلات البحرية في موانئ الغردقة وسفاجا وشرم الشيخ على البحر الأحمر. سفاجا كذلك وقعت قبلها بأسبوع اتفاقا مع شركة موانئ أبوظبي لتشغيل وصيانة محطة متعددة الأغراض بسفاجا، تستوعب مليون حاوية سنويا، وتستقبل سبعة ملايين طن متري من البضائع. 3 شركات حكومية وفي نوفمبر الماضي، تعهدت الحكومة المصرية بضمان عائد 8% لمدة 4 سنوات على قرار أبوظبي التنموية القابضة ADQ الإماراتية بالاستحواذ على حصص في 3 شركات مصرية. وأعلنت الحكومة أن "أبوظبي القابضة" ستستثمر 800 مليون دولار للاستحواذ على حصص في 3 شركات حكومية، كالآتي: 25% من شركة الحفر الوطنية، و30% من الشركة المصرية لإنتاج الإيثيلين "إيثيدكو"، و35% من شركة المصرية لإنتاج الألكيل بنزين الخطي "إيلاب". أراضي وقمح مصر وقالت مصادر لوكالة "رويترز" في أكتوبر الماضي: إن "شركة الظاهرة التابعة للقابضة، تجري محادثات للاستحواذ على المزيد من الأراضي الزراعية في مصر". وقال أحد المصدرين: إن "الصفقة قد تشمل الاستحواذ على 500 ألف فدان (الفدان نحو 4200 متر مربع) على مراحل، إما من خلال صفقة شراء، وإما بعقد إيجار طويل الأمد، فيما أشار المصدر الثاني إلى أن الصفقة قد تشمل حوالى 250 ألف فدان فقط، أي نصف المساحة التي ذكرها المصدر الأول". وأبرمت الظاهرة مع مكتب أبوظبي للصادرات في أغسطس الماضي اتفاقية شراكة تتضمن صفقة مدتها خمس سنوات تبدأ من عام 2023 لتزويد مصر بقمح مستورد عالي الجودة، وبقيمة سنوية تبلغ 100 مليون دولار، وبقيمة إجمالية تصل إلى 500 مليون دولار. وتقوم الظاهرة، وفقا للموقع الرسمي للشركة، بزراعة 28 ألف هكتار (66.6 ألف فدان) في مصر، ما يساهم في ضمان الأمن الغذائي للدولة من خلال إنتاج العديد من المحاصيل الأساسية. الظاهرة الإماراتية تبلع مصر كلك فإنها تُعدُّ أكبر منتج للقمح والذرة في القطاع الخاص في مصر، إلى جانب إنتاجها للبصل والبنجر السكري والسمسم والحمضيات والذرة الرفيعة، وكذلك علف الحيوانات، وهي توفر ما يقارب من 85٪ من المنتجات المحلية من مزارع الظاهرة في مصر، ما يساهم في تقليل عبء الاستيراد على الدولة. وسبق أن سيطرت الإمارات على عشرات المستشفيات الخاصة الفاخرة بمصر ومعامل التحاليل والصيدليات ومحطات الوقود وتشغيل وإدارة المطارات ومحطات السكك الحديدية، لتصبح مصر فعلا هبة الإمارات.