أنا سأُربيه لأجل أن يكون رجلا، ينتقم لأخته من الإمارات، سأُعلمه أن عدوه الأول هي الإمارات، وأن ابن زايد الخسيس الخائن، هو الذي دمر بلاده وقتل أخته" كانت تلك رسالة من أب سوداني مكلوم، إلى شيطان الإمارات محمد بن زايد، بعد أن قُتلت ابنته على يد أفراد ميليشيا الدعم السريع، بقيادة حميدتي. في السودان بات الوضع الإنساني مأساويا ويتدهور في كل ساعة على نحو غير مسبوق، مع استمرار عمليات القتل والاغتصاب والسرقات في وضح النهار حسب ناشطين، وقد وجهت نقابة أطباء السودان نداء استغاثة إلى كل المنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية، من أجل التدخل السريع في مدينة ود مدني ومناطق ولاية الجزيرة، بعد دخول قوات الدعم السريع إليها. وعادت الأزمة في السودان إلى الواجهة مجددا، رغم حرب غزة وتداعياتها، بعد تقارير تفيد بتوسيع قوات الدعم السريع، التي تقاتل الجيش السوداني منذ منتصف أبريل الماضي، من انتهاكاتها في المناطق التي تسيطر عليها، لتشمل القتل والتعذيب والاغتصاب، والأخير تحديدا لقي ردود فعل كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد شهادات نساء سودانيات يتحدثن عن الإقبال على "حبوب منع الحمل". وحظيت الإمارات بتنديد واسع بين مغردين وناشطين ومتابعين للأوضاع، حيث تعد أبو ظبي من أبرز داعمي "الدعم السريع" وقائدها محمد حمدان دقلو حميدتي. ووفق تقارير، وسعت قوات الدعم السريع من مناطق سيطرتها في العاصمة الخرطوم، بالإضافة إلى ولايات دارفور والجزيرة، حيث أعلنت الدعم السريع، الإثنين، دخول مدينة ود مدني، عاصمة الولاية، وسط تقارير فرار مئات الآلاف، وحدوث انتهاكات واسعة. وتداول متابعون شهادات من شابات سودانيات تطلب فتاوى بإمكانية قتل أنفسهن، لمنع تعرضهن للاغتصاب على يد قوات الدعم السريع، بينما طلبت أخريات توفير حبوب منع الحمل، بسبب شيوع هذا الفعل الشنيع من قبل قوات "حميدتي". واستنكر متابعون الصمت الدولي والإقليمي حيال ما يجري في السودان، معتبرين أن الدول التي تقود الصراع تنظر لكل هذه الاشياء هي مجرد تفاصيل. وانتقد آخرون صمت مصر وجيشها إزاء ما يحدث، رغم تأثيره السلبي على الأمن القومي المصري، باعتبار السودان حاضنة جنوبية وخاصرة مهمة لمصر، مشيرين إلى أن صمت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حيال تلك التطورات له علاقة بالدعم الإماراتي لقوات حميدتي. وعبر آخرون عن إحباطهم من تقارير تعرض السودانيات للاغتصاب على يد قوات الدعم السريع، المدعومة من روسياوالإمارات، مستنكرين ضعف التغطية الإعلامية لما يحدث. وكتب الباحث موسى قرقور: "الصور مريعة ومرعبة، لدرجة أنني لا أستطيع حتى نشرها". وشبه البعض ما يحدث في السودان حاليا بما كان يحدث في سوريا على أيدي النظام ضد المعارضين والثوار والمدنيين، ونشروا مقطعا للتنكيل بمدنيين احتجزتهم قوات حميدتي. وفي تحد واضح للتعتيم الإعلامي الكبير الذي يحجب جرائم قوات الدعم السريع في حق أهالي القرى السودانية، يشهد وسما "أنقذوا السودان" و"أبقوا عيونكم على السودان" (keep eyes on sudan) تفاعلا كبيرا على وسائل التواصل الاجتماعي. وتداول الوسم مشاهد النزوح المؤثرة والحزينة للآلاف من سكان المدن والقرى السودانية، مثل مدينة ود مدني ومناطق ولاية الجزيرة، سيرًا على الأقدام تاركين كل شيء خلفهم عدا حقيبة قماشية تحوي بضع قطع من الملابس يحملونها معهم. واستغلت بعض الجهات الرسمية والنقابية في السودان، الوسوم المنتشرة في نشر مطالب مشروعة لتخفيف مأساة الشعب السوداني. ونشرت نقابة الأطباء في السودان منشورًا طالبت فيه بوقف الحرب وإنقاذ الوضع الصحي والإنساني في البلاد. ووجهت فيه نداء استغاثة عاجلا إلى المنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية كافة للتدخّل السريع في مدينة ود مدني ومناطق ولاية الجزيرة. ووفق الأممالمتحدة، فقد أسفرت الحرب في السودان عن مقتل أكثر من 12 ألف شخص، وأدت إلى نزوح أكثر من 7 ملايين سوداني منهم 1.5 مليون شخص لجأوا إلى الدول المجاورة. https://twitter.com/NezamMahdawi/status/1738068820500316577