وسط فرحة سكان قطاع غزة ببدء سريات الهدنة الإنسانية المؤقتة، اليوم الجمعة، في تمام السابعة صباحا، عادت إسرائيل لتجاوزاتها وانتهاكاتها بحق الفلسطينيين، حيث أطلقت نيرانها مجددا، على عدد من الفلسطينيين حاولوا العودة إلى منازلهم بشمال غزة، في رسالة مشددة على أنه لا عودة للشمال مجددا، ضمن مخططها لتهجير نحو مليون وثلثمائة ألف فلسطيني ، من الشمال إلى الجنوب، وصولا لتهجيرآخر إلى خارج الحدود الفلسطينية، وهو المخطط المعلن منذ انطلاق الحرب على غزة، وتقف له المقاومة الفلسطينية بالمرصاد. مشاهد الدمار ومع بدء سريان الهدنة، عاد آلاف النازحين من مدارس الإيواء بمحافظتي غزة والشمال إلى منازلهم لتفقدها. كما أن عددا كبيرا من النازحين من بيت لاهيا ومشروع بيت لاهيا شمال القطاع، عادوا ليجدوا منازلهم دُمرت بالكامل، رغم نزوحهم قبل أسبوع فقط، ما يعني أن إسرائيل تعمدت في الأيام الأخيرة رفع وتسريع وتيرة تدمير المنازل في محافظة الشمال، إضافة لفعل مماثل في مدينة غزة والأحياء الشمالية منها. دعوات العودة للشمال تحديا للاحتلال وأُطلقت دعوات فلسطينية جماعية للنازحين من مدينة غزة ومحافظة الشمال الموجودين في جنوب قطاع غزة للعودة بعد الساعة الواحدة ظهرا إلى منازلهم، رغم الإعلان الإسرائيلي عن منع هذا التوجه، والسماح فقط بالنزوح من الشمال للجنوب عبر شارع صلاح الدين، والتهديد باستخدام أدوات قمع المتظاهرين في التعامل مع النازحين العائدين. حظر التوجه شمالا وحذّر جيش الاحتلال، صباح اليوم الجمعة، سكان القطاع من التوجه شمالا، قائلا: إنه "يسمح فقط بالتحرك نحو الجنوب، وإن الحرب لم تنتهِ". خروفات إسرائيلية ويخشى سكان قطاع غزة من خرق الاحتلال الإسرائيلي وقف إطلاق النار المؤقت كما فعل في حرب العام 2014، فيما سُمعت أصوات إطلاق نار وإطلاق 3 قذائف مدفعية بعد دقائق من دخول الهدنة حيز التنفيذ. التضييق على المساعدات وبمجرد إعلان الاتفاق وتحت القصف الوحشي الإسرائيلي على مناطق متفرقة بقطاع غزة، توافدت على معبر رفح عشرات الشاحنات المحملة بالوقود والمواد الطبية والأغذية، لإجراء عمليات التفتيش، من جانب قوات الاحتلال، لبدء دخولها إلى غزة، دفعت السلطات بنحو 80 شاحنة، في محاولة لكسر قيود الحد الأقصى لدخول الشاحنات، الذي فرضه الاحتلال على مدار الأسابيع الماضية، بمتوسط 30 سيارة يوميا، لتلبية احتياجات القطاع التي تصل إلى 800 شاحنة يوميا، وفقا لتقديرات منظمات الإغاثة الدولية التي ما زالت قيد التشغيل الجزئي بغزة. استكمل الهلال الأحمر المصري تسليم نظيره الفلسطيني 17 شاحنة تنقل نحو 60 ألف طن من السولار والبنزين اللازمين لتشغيل محطات المياه والمستشفيات القريبة لخدمة مناطق الإيواء التي أقامتها منظمات الأممالمتحدة لاستقبال نحو مليون إنسان فروا من أمام القصف الوحشي الإسرائيلي من شمال ووسط غزة في اتجاه الجنوب. فيما تخشى سلطات الانقلاب المصرية أن تلجأ قوات الاحتلال إلى تعطيل إجراءات دخول المساعدات بالكميات المتوقعة، مؤكدة جاهزية الجانب المصري لإدخال كافة الطلبات الطبية والغذائية وكمية الشاحنات التي يطلبها الجانب الفلسطيني، في أماكن تجمع المساعدات برفح والعريش وعواصم المحافظات المتاخمة لسيناء، ويرفض الجانب الإسرائيلي زيادة عدد الشحنات عن 200 شحنة يوميا، بينما يطلب الجانب الفلسطيني ألا يقل عدد الشحنات عن 300 شاحنة يوميا، على أن تكون شحنات الوقود بدون سقف لعدم وجود أية بدائل داخل القطاع. وتبقى الأيام المقبلة محل اختبار لقوة تاثير الأطراف الدولية والإقليمية على الجانب الإسرائيلي، لوقف عدوانه وكبح عراقيله في إدخال المساعدات الإغاثية، بينما تتصاعد قوى المقاومة الشعبية الفلسطينية في مواجهة الصلف الصهيوني بالشمال المدمر.