بعد خسائرها الكبيرة في المعارك على الأرض، وخسارتها معارك السوشيال ميديا والصورة والتضامن والعلاقات العامة والدعاية، لم يبقى لدى إسرائيل إلا د. محمد أبو سلمية مدير مجمع الشفاء الطبي، الذي صنعت منه "مركزاً لقيادة حماس"، وزعمت أن عشرات الأسرى يتواجدون به، وأشاعت أن إسقاطه هو النصر الكبير، لتصنع معركة من لا معركة ونصر زائف من الهزيمة الساحقة التي تتجرعها على مدار الساعة في شوارع غزة التي توغلت فيها فلم يبق أمامها من موبقات إلا اعتقال الأطقم الطبية. ومبكرا، أدانت حركة حماس بشدّة اعتقال الاحتلال النازي مدير مستشفى الشفاء الدكتور محمد أبو سلمية وعدد من الكوادر الطبية ممن بقوا في المشفى لتسهيل إخلاء من تبقى من المرضى والجرحى فيه. وعدّت حماس في بيان لها، اليوم الخميس، الاعتقال "عملاً دنيئاً وخسيساً لا يخرج إلا عن جهة فاقدة لكل معاني الإنسانية والأخلاق، إضافة لكونها جريمة وانتهاك فاضح للمواثيق الدولية التي كفلت عدم التعرض للكوادر الطبية في جميع الأوقات بما في ذلك أوقات الحروب". كما حمّلت وزارة الصحة في غزة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأطباء المعتقلين وسلامتهم، معلنة وقف التنسيق الكامل مع منظمة الصحة العالمية في موضوع إخلاء باقي الجرحى والطواقم الطبية إلى حين تقديم تقرير يوضح ما حدث والإفراج عن المعتقلين. وقال د. أشرف القدرة الناطق باسم الوزارة في مؤتمر صحفي في مشفى ناصر بخانيونس: إن الأممالمتحدة تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا الحدث وننتظر الإجراءات المناسبة والعاجلة من طرفهم لمعالجة ذلك. وأشار إلى أنهم تبلغوا من الأممالمتحدة بوجود تنسيق عبر منظمة الصحة العالمية لإخلاء المتواجدين في مجمع الشفاء الطبي الذي يتعرض لحصار قوات الاحتلال الإسرائيلي واقتحامه وتدميره وحرمان من فيه من الطعام والماء والدواء والكهرباء والامن. وأضاف: تحركت يوم أمس قافلة من الأممالمتحدة ممثلة بمنظمة الصحة العالمية لإخلاء جزء من المرضى والطواقم الطبية الذين تعرضوا داخل أسوار المستشفى لأفظع الممارسات النازية والتجويع. وتابع: فوجئنا بأن هذه القافلة تم توقيفها على حاجز الاحتلال الفاصل بين شمال قطاع غزةوجنوبه لنحو سبع ساعات، والتعامل خلالها بعنف شديد من قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاه المرضى والمرافقين والطواقم الطبية المصاحبة وقد انتهى الامر باعتقال عدد منهم وعلى رأسهم مدير عام مجمع الشفاء الطبي د. محمد أبو سلمية. وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية لم تقدم حتى اللحظة أي تقرير للوزارة لتوضيح ما حدث بما في ذلك اعداد وأسماء المعتقلين. وأكد أن عدم القدرة على التواصل مع مجمع الشفاء الطبي جعلنا غير قادرين على معرفة من تم اعتقاله مع عدم وصول أي تقرير من منظمة الصحة العالمية حول عددهم وأسمائهم فإن ذلك يجعل فرصة تصفية هذه الطواقم حاضرة خاصة مع هذا العدو المجرم. وزارة الصحة ومن جانبها استنكرت وزيرة الصحة مي الكيلة، اعتقال قوات الاحتلال مدير مجمع الشفاء الطبي وعدد من الأطباء، بعد توقيفهم على الطريق الرابط بين شمال قطاع غزةوجنوبه. وقالت الكيلة في بيان الخميس، 23 نوفمبر إن هذا الاعتداء يضاف إلى سلسلة جرائم قوات الاحتلال، وعدوانه على المنظومة الصحية والإنسانية بقطاع غزة، والتي قصفت واقتحمت العديد من المستشفيات، وقتلت وأصابت المئات من الأطباء والممرضين والكوادر الصحية والإسعافية والمرضى النازحين. تدخل دولي وطالبت وزيرة الصحة الفلسطينية، الجمعية العامة للأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية الدولية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهيئات الأممية كافة للضغط على سلطات الاحتلال من أجل وقف عدوانها على قطاع غزة والضفة الغربية. وهو ما طالبت به أيضا حركة "حماس" التي أكدت أن "أبو سلمية" بحكم عمله كان على تواصل معهم لإخلاء من تبقى من المرضى والجرحى في مستشفى الشفاء، داعين هذه المؤسسات الدولية بالضغط على جيش الاحتلال لتأمين إطلاق سراحه وجميع الكوادر الطبية الذين تم اعتقالهم فقط لمجرد بقائهم، تأديةً لواجبهم ورسالتهم الإنسانية واحتراماً لشرف مهنة الطب. واعتقلت قوات الاحتلال، مدير مجمع الشفاء الطبي وعددًا من الطواقم الطبية والمصابين، خلال إجلائهم القسري في رحلة استغرقت 20 ساعة إلى جنوب قطاع غزة. وأكد الطبيب بمجمع الشفاء خالد أبو سمرة في تصريحات صحفية، أن الاحتلال لم يراع أي معايير أخلاقية في تعامله مع المرضى والأطباء والشهداء. وقال أبو سمرة: إن قوات الاحتلال اعتقلت مدير مجمع الشفاء وعددًا من الأطباء والنازحين والمصابين بأعداد لا يمكن حصرها. وأشار إلى أن الاحتلال نبش المقبرة واعتدى على رفات 200 شهيد دفنوا في حديقة المجمع، وفق ما نقل عنه تلفزيون العربي. وذكر أن الاحتلال لم يستثن الأطفال والنساء من عمليات تفتيش دقيق، واحتجز الجميع 7 ساعات عند أحد الحواجز. وبيّن أن الاحتلال أجبرهم على تكديس 260 مريضا في 14 سيارة إسعاف، مؤكدا أن الاحتلال استخدم الأطقم الطبية دروعا بشرية خلال اقتحامه المجمع الطبي.