نشرت صحيفة الجارديان تقريرا سلطت خلاله الضوء على مستشفى الشفاء في غزة، بعد أن أصبح هدفا استراتيجيا لدولة الاحتلال، لكن حماس تنفي وجود قاعدة عسكرية تحت المستشفى. وبحسب التقرير، لا يزال مئات المرضى، بمن فيهم عشرات الرضع، محاصرين داخل أكبر مستشفى في غزة، بينما تشارك قوات الاحتلال الإسرائيلية ونشطاء حماس في قتال عنيف خارجه، فماذا يحدث هناك ولماذا؟ أين يقع مستشفى الشفاء وما مدى أهميته للرعاية الصحية في غزة؟ مستشفى دار الشفاء هو مجمع مترامي الأطراف من المرافق الطبية في مدينة غزة، في شمال غزة يقع على بعد حوالي 500 متر من الساحل وطريق رئيسي بين الشمال والجنوب، ويضم مجموعة من المباني المكونة من ستة طوابق التي تهيمن على الأفق، مع ما بين 600 و 900 سرير وآلاف الموظفين، كان الدعامة الأساسية لتوفير الرعاية الصحية محليا، مع مجموعة من الخدمات التي لا يمكن أن يقدمها سوى عدد قليل من المستشفيات الأخرى في غزة، ومنذ بداية الحرب في غزة، أصبحت ملجأ للنازحين بسبب القتال والقصف الإسرائيلي المستمر. ما هي الادعاءات المتنافسة حول عمليات حماس هناك؟ وتزعم دولة الاحتلال أن حماس بنت مقرها في مخابئ وأنفاق تحت المستشفى، مستخدمة المبنى والمرضى والموظفين كدروع بشرية، وقال مسؤولون أمنيون أيضا: إنه "بعد الهجمات المفاجئة التي شنتها حماس على دولة الاحتلال والتي أسفرت عن مقتل 1,200 إسرائيلي، معظمهم من المدنيين في منازلهم أو في حفلة رقص، تمركز كبار قادة حماس في مجمع قيادة تحت المستشفى". هل هناك دليل على الادعاءات الإسرائيلية؟ وفي مؤتمر صحفي عقد مؤخرا، عرض متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي صورة التقطتها الأقمار الاصطناعية لموقع المستشفى عليها عناصر قيادة عسكرية، وصفها بأنها رسم توضيحي يستند إلى المواد الحقيقية التي بحوزتنا وفي لقطات قيل: إنها "من استجواب وصف أحد نشطاء حماس الذي اعتقل الشهر الماضي، كيف اختبأت حماس في المستشفيات؟. كما أفرجت دولة الاحتلال عن أدلة أخرى تظهر على ما يبدو أنفاقا قريبة من أو في منشآت طبية أخرى في غزة". كيف ترد حماس وغيرها على هذه المزاعم؟ ونفت حماس ومسؤولون في السلطات الصحية التي تديرها حماس في غزة هذه المزاعم، قائلين إنها دعاية تستخدم لتبرير الهجمات على المرافق الصحية، ووصف الدكتور غسان أبو ستة، وهو طبيب بريطاني يعمل في مستشفى الشفاء، الادعاء الإسرائيلي بأنه عذر غريب، وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش الأمريكية إنها لا تستطيع تأكيد المزاعم الإسرائيلية. كيف تبدو الحالات في المستشفى؟ وفر آلاف الأشخاص من الشفا لكن مسؤولي الصحة يقولون: إن "المرضى المتبقين يموتون بسبب نقص الطاقة وسط قتال عنيف بين القوات الإسرائيلية ونشطاء حماس، لا يمكن للمعدات المنقذة للحياة مثل الحاضنات أن تعمل بدون وقود لتشغيل المولدات، وقالت وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن 32 مريضا على الأقل بينهم ثلاثة أطفال خدج توفوا خلال الأيام الثلاثة الماضية". وهناك ما بين 600 و650 مريضا داخليا في الشفاء، فضلا عن 200 إلى 500 عامل صحي، وحوالي 1,500 نازح يبحثون عن مأوى هناك، وفقا للمعلومات التي تمت مشاركتها مع منظمة الصحة العالمية، والتي نشرت يوم الأحد على X. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي: إنه "يوفر ممرات آمنة للناس للهروب من القتال العنيف في الشمال والتحرك جنوبا، لكن مسؤولين فلسطينيين داخل الشفا قالوا إن المجمع محاط بنيران كثيفة مستمرة وإن القناصة الإسرائيليين موجودون في كل مكان". كيف يمكن أن ينتهي هذا؟ هناك سيناريوهات مختلفة، قد تحاول قوات الاحتلال الإسرائيلية شق طريقها إلى المستشفى، على الرغم من أن هذا ينطوي على مخاطر سياسية ودبلوماسية كبيرة، وقد تقرر حماس الانسحاب من مدينة غزة، ربما عبر الأنفاق، إلى الجنوب من غزة، على الرغم من أن هذا غير مرجح، ومن شأن وقف إطلاق النار، ربما بعد إبرام اتفاق للإفراج الجزئي عن أكثر من 240 رهينة احتجزتهم حماس الشهر الماضي أن يسمح للمنظمات الإنسانية أو جيش الاحتلال الإسرائيلي أو الجهات الفاعلة الأخرى بتنظيم عملية إجلاء كاملة أو إيصال الإمدادات الحيوية إلى المستشفى. هل أهمية المستشفى طبية فقط؟ وأصبح مستشفى الشفاء هدفا استراتيجيا لدولة الاحتلال التي ترى في المستشفى المركز العصبي لقدرات حماس الإدارية والعسكرية، وبالنسبة لحماس ومؤيديها، فقد أصبح رمزا لقدرة المنظمة على القتال ضد عدو أقوى عسكريا، وبالنسبة للملايين في جميع أنحاء العالم، فقد أصبح يجسد معاناة المدنيين الأبرياء، ووفقا للسلطات الفلسطينية، قتل أكثر من 11,000 شخص، حوالي 40٪ منهم من الأطفال، وأصبح أكثر من نصف سكان غزة بلا مأوى. https://www.theguardian.com/world/2023/nov/13/what-is-happening-at-al-shifa-hospital-and-why