يواصل الاحتلال الإسرائيلي سياسة الأرض المحروقة في غاراته المدمرة على الأحياء السكنية في قطاع غزة لليوم السادس من العدوان المستمر، بينما ترد المقاومة الفلسطينية بإطلاق رشقات صاروخية، ضمن عملية أطلقت عليها اسم "طوفان الأقصى". ووصل عدد الشهداء منذ اليوم الأول للعدوان إلى أكثر من 1200 شهيد، بالإضافة إلى 5489 جريحاً، فيما تشير أرقام أوردتها الأممالمتحدة إلى أن أكثر من 1000 وحدة سكنية دمرت، ونحو 338 ألف مدني نزحوا من بيوتهم داخل القطاع المحاصر منذ أكثر من 15 عاماً. كشف الناطق باسم "كتائب القسام" الذراع العسكرية لحركة حماس أنه في إطار الإعداد لعملية "طوفان الأقصى" مارست "القسام" على العدو الإسرائيلي خداعاً استراتيجياً بدأ منذ 2022، مشيراً إلى أنه "كان من مظاهره أننا استوعبنا الكثير من الأحداث التكتيكية بما فيها التغاضي عن بعض اعتداءات الاحتلال". وأوضح أنه جرى الهجوم على جميع مواقع فرقة غزة في جيش الاحتلال خلال عملية "طوفان الأقصى" والاعتماد على أساليب الإعماء لإخفاء تقدم مقاتلي "كتائب القسام". وأضاف أنه تم استدعاء ثلاثة آلاف مقاتل للمعركة وهناك 1500 للدعم والمساندة. قال الناطق باسم "كتائب عز الدين القسام" أبو عبيدة إن عملية "طوفان الأقصى" التي نفذت السبت الماضي حققت أكثر مما كنّا نعتقد، مضيفا في تصريح مرئي "معركتنا الحالية ابتدأت من حيث انتهت عملية سيف القدس التي وحدت الساحات الفلسطينية". وكشف أنه قبل بدء عملية "طوفان الأقصى" جرى تحليل منطقة العمليات مثل الأرض والطقس وتأثيرهما، مشيراً إلى أنها اشتملت على إطلاق 3500 صاروخ وقذيفة مدفعية استهدفت فرقة غزة بجيش الاحتلال الإسرائيلي. فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن سلاح الجو أسقط على غزة 6 آلاف قنبلة حتى الآن، ما يصل إلى وزن 4 آلاف طن من المتفجرات، مضيفا أنه هاجم 3600 هدف في إطار عدوانه على القطاع. وفي ظل حرب الإبادة وقصف المدنيين في غزة، التي تسببت وفق آخر حصيلة باستشهاد 1417 فلسطينياً، زعم جيش الاحتلال أن الأهداف التي هاجمها هي مقار ومواقع عسكرية استراتيجية للمقاومة، ومصانع أسلحة ووسائل استخباراتية وأهداف بحرية ومنظومات للقذائف الصاروخية. كشفت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، هرتسي هليفي، ومجموعة من الضباط، أجروا مشاورات قبل ساعتين من عملية "طوفان الأقصى" يوم السبت الماضي، بشأن إنذارات عينية، لكنهم قرروا الانتظار حتى الصباح لمعالجة المعلومات التي وصلت إليهم. يذكر أن هليفي قال في وقت سابق اليوم إن "الجيش مسؤول عن أمن الدولة ومواطنيها، ولكن يوم السبت لم نكن كذلك وسنستخلص العبر". العاروري: "طوفان الأقصى" كانت ضربة استباقية كشف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، أن عملية "طوفان الأقصى" كانت ضربة استباقية، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي كان يحضّر لضرب غزة بعد الأعياد اليهودية. وأضاف في تصريح لشبكة "الجزيرة" أنه قبل استهداف فرقة غزة بجيش الاحتلال ب"طوفان الأقصى" السبت الماضي "جهّزت المقاومة خطتها الدفاعية على غزة وهي أقوى من عملية السبت". وبخصوص الاتهامات التي يوجهها الغرب للحركة باستهداف المدنيين، أوضح العاروري أنه "حين انهارت فرقة غزة في جيش الاحتلال دخل العديد من الشباب من القطاع إلى منطقة غلاف غزة، فوقعت فوضى غير مخطط لها حيث اشتبك بعض أمن المستوطنات مع المقاومين فسقط قتلى". وتابع: "أفراد عاديون من القطاع دخلوا المستوطنات وأسر بعضهم مدنيين"، مشدداً "هذه ليست خطتنا ولا مبادئنا". وأردف: "ديننا يحرم علينا التعرّض للمدنيين وقيادة القسام كانت واضحة في عدم استهداف النساء والأطفال".