نشرت مجلة "مودرن دبلوماسي" تحليلا سلطت خلاله الضوء على قمة دول جيران السودان التي عقدت في القاهرة، وتوقعاتها بشأن نجاح القمة في التوصل إلى حلول سريعة لإنهاء الصراع المحتدم في السودان. وبحسب التقرير، التقى قادة من الدول السبع المجاورة للسودان في القاهرة يوم الخميس لإجراء محادثات سلام رفيعة المستوى منذ اندلاع الصراع في جميع أنحاء الدولة الواقعة في شمال شرق إفريقيا في منتصف أبريل، وفقا لوكالة أسوشيتد برس. وحضر الاجتماع ، الذي استضافه عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب، قادة إثيوبيا وجنوب السودان وتشاد وإريتريا وجمهورية إفريقيا الوسطى وليبيا. ويهز السودان أعمال عنف منذ 15 أبريل، عندما تحولت التوترات بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى قتال مفتوح، وقد أسفر الصراع عن مقتل أكثر من 3000 شخص، وفقا لبيانات من يونيو، على الرغم من أن عدد القتلى الفعلي من المرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير، كما يقول الأطباء والناشطون. واقترح السيسي في كلمته الافتتاحية اتفاقا دائما لوقف إطلاق النار، وإنشاء ممرات إنسانية آمنة وإطار حوار يشمل جميع الأحزاب والشخصيات السياسية السودانية. وقال رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد: إن "أي مبادرة جديدة يجب أن تعمل جنبا إلى جنب مع المفاوضات التي يقودها الاتحاد الأفريقي أو تخاطر بإطالة أمد الأزمة". وأوضح التقرير أن محادثات السلام في مدينة جدة السعودية، التي توسطت فيها المملكة والولايات المتحدة، الشهر الماضي انهارت حيث فشل الجانبان مرارا في وقف القتال وانتهكا اتفاقات وقف إطلاق النار. ويوم الاثنين الماضي، أجرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية ، وهي كتلة شرق أفريقية مكونة من ثمانية أعضاء وهي أيضا جزء من الاتحاد الأفريقي محادثات بين القوى المتنافسة في السودان، وخلال الاجتماع، اقترحت اللجنة نشر قوات في السودان لحماية المدنيين بشكل أفضل. ومع ذلك، رفض الوفد العسكري السوداني حضور الاجتماع واتهم الرئيس الكيني ويليام روتو، الذي ترأس المحادثات، بالانحياز إلى قوات الدعم السريع شبه العسكرية بسبب علاقاته التجارية المزعومة مع عائلة قائد قوات الدعم السريع، وكررت الحكومة السودانية، التي يسيطر عليها الجيش، دعواتها لاستبدال الزعيم الكيني كرئيس للجنة الرباعية. وحث السيسي يوم الخميس الأطراف المتحاربة في السودان على الالتزام بمفاوضات وقف إطلاق النار التي يقودها الاتحاد الأفريقي. ومنذ أبريل، وافقت قوات الدعم السريع والجيش السوداني على ما لا يقل عن 10 اتفاقات لوقف إطلاق النار، تم التوسط في العديد منها خلال محادثات جدة، والتي تعثرت جميعها. وقال سليمان بالدو، مدير مركز أبحاث متتبع الشفافية والسياسات في السودان، إن "الإخفاقات السابقة تشير إلى أنه من غير المرجح أن تتوصل القمة في مصر إلى حلول سريعة للصراع". ويتمتع نظام السيسي بعلاقات طويلة الأمد مع الجيش السوداني وقائده العام عبد الفتاح برهان، وفي تصريحات ختامية في نهاية القمة، قال السيسي إن "المزيد من المحادثات بين الدول السبع ستعقد في تشاد". وحولت 12 أسبوعا من القتال الخرطوم، عاصمة السودان، إلى ساحة معركة في المناطق الحضرية، وأجبر الصراع أكثر من 2.4 مليون شخص على الفرار من منازلهم إلى مناطق أكثر أمانا داخل البلاد، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة. وقالت الوكالة إن نحو 738 ألفا آخرين عبروا الحدود إلى دول مجاورة. ويوم الخميس أيضا، قالت الأممالمتحدة: إن "جثث عشرات الأشخاص الذين يزعم أنهم قتلوا على أيدي القوات شبه العسكرية السودانية والميليشيات المتحالفة معها، قد تم اكتشافها في مقبرة جماعية في غرب دارفور". وكانت دارفور واحدة من بؤر الصراع المستمر منذ 12 أسبوعا، وتحولت إلى عنف عرقي مع مهاجمة قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها الجماعات العرقية الأفريقية، وفي وقت سابق من هذا الأسبوع دعت هيومن رايتس ووتش المحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق في الفظائع المرتكبة في دارفور.