يبدو أن ذكرى العشرية السوداء للانقلاب العسكرى الدموى ، لم تكد تمر حتى يقوم أحد عناصر ضباط الجيش بجريمة بشعة ارتكبها ضابط جيش برتبة نقيب في أحد أشهر كمباوندات مصر "مدينتي" شرق القاهرة خلال إجازة عيد الأضحى المبارك (1444ه يوليو 2023م)؛ حين أقدم الضابط على دهس أسرة كاملة من جيرانه عمدا بسيارته الفخمة (ماركة مارسيدس بينز) بسبب خلافات الجيرة؛ ما أسفر عن مقتل الزوجة طبيبة صيدلانية في الحال وإصابة الزوج والأبناء الثلاثة، وتم نقلهم إلى إحدى المستشفيات القريبة من موقع الحادث لإجراء الجراحات اللازمة لهم. وحسب شهود عيان فإن النجل الأصغر للضحية وتدعى "بسمة علي حسنين" وتعمل صيدلانية في مستشفى بسيون المركزي بمحافظة الغربية، كان يلعب ب"سكوتر" أمام المنزل، واصطدم بسيارة جارهم الضابط ، الذي سرعان ما نزل غاضبا من منزله، وحاول التعدي على الطفل، فنزلت أسرته للذود عنه، فقاد المتهم سيارته ودهسهم جميعا عند مربع الفيلات رقم 19 في تجمع "مدينتي" السكني، لفظت الزوجة أنفاسها في الحال وتوفيت إثر إصابتها بنزيف في المخ، أما زوجها فيدعى حمدان زكي ويعمل طبيبا بيطريا، وأُصيب أطفاله ياسين حمدان (11 عاما) بكدمة أسفل العين، ونور حمدان (10 سنوات) بجرح قطعي في الفم، وأحمد حمدان (7 سنوات) بكسر في القدم اليسرى. وفي تصريحات لصفحة " صحيح مصر" ذائعة الصيت على موقع "فيس بوك" نفى زوج الضحية الصيدلانية ما نشرته بعض المواقع الإخبارية المقربة من السلطة من أن الواقعة كانت حادثة سير، وأن الضابط صدم زوجته وأبناءه خلال قيادته داخل المدينة بسرعة زائدة، وأكد الزوج أن هذا الكلام غير صحيح، كما نفى تحرير محضر شرطة يتهم الضابط بالقتل الخطأ، وأوضح أنهم ذهبوا للاعتذار لصاحب السيارة لكنه رفض. واستطرد بأن الضابط خرج من فيلته قائلا: "لماذا تقفون هنا؟ فرد بأنهم يرغبون في الاعتذار لصاحب السيارة، غير أن الضابط دخل في مشادة كلامية معهم، وتطور الأمر سريعا حتى ركب سيارته، ودهس الأسرة بالكامل، ما تسبب في وفاة الأم في الحال، وإصابة الأطفال إصابات بالغة" وأكمل حمدان: "كنا في حالة ذهول، ولا نستوعب حتى الآن سبب ما حدث، خاصة أنه لا توجد خلافات سابقة مع الضابط، لأننا لسنا مقيمين في مصريعمل هو وزوجته في وزارة الصحة بالكويت، وهذه كانت المرة الأولى التي نراه فيها، نحن اشترينا المنزل (الفيلا) منذ فترة، ولم نكن نعرف أن لنا جارا من الأساس، وزاد بقوله: "الواقعة حدثت أمام فيلا المتهم، وفيلا أخرى مملوكة لمساعد أحد الوزراء، وسجلتها كاميرات المراقبة كاملة في هذه الفيلات، وفي الشارع نفسه، وسُلمت جميعها إلى النيابة العسكرية في مقرها الكائن بحي مدينة نصر، حيث يجري التحقيق مع الضابط، الذي تبين أنه يعمل طبيبا في الجيش، وأقر في التحقيقات بقتل الزوجة عمدا. وحسب موقع "القاهرة 24" الإخباري القريب من الأجهزة الأمنية فإن الضابط سلم نفسه إلى جهات التحقيق في مدينة القاهرة الجديدة، على خلفية اتهامه بدهس صيدلانية حتى الموت، في أحد الشوارع بدائرة قسم شرطة التجمع الأول، مشيراً إلى معاينة الشرطة مكان الحادث، وفحص كاميرات المراقبة، للتأكد من وجود شبهة جنائية أو عدمه. بعد عدة أيام من الجريمة بعد نسف التعتيم الإعلامي المفروض عليها، أصدرت شركة المتحدة للخدمات الإعلامية التابعة للمخابرات المصرية، الاثنين 3 يوليو 2023م، بيانا إعلاميا نقلت فيه عن مصدر مسؤول (مجهل) قوله: إن "الضابط المتسبب في مقتل صيدلانية بأحد التجمعات السكانية في مدينة القاهرة الجديدة (مدينتي) ألقي القبض عليه، وأحيل إلى النيابة العسكرية"، في إشارة إلى كونه ضابطا في القوات المسلحة (الجيش)، وليس جهاز الشرطة، وأضاف البيان أنه "لا صحة لما يتم تداوله من أخبار على مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن محاولة البعض إفلات المتسبب في الحادث من العقاب".