ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء الغزو الصهيوني في جنين شمالي الضفة الغربية، إلى 9 شهداء، الإثنين 3 يونيو 2023، فيما أصيب 25 بجروح بينهم 7 مصابين بحالة خطرة. فيما توعدت فصائل المقاومة بمواجهة الاحتلال والرد على تصعيده الكبير في جنين. جيش الاحتلال الإسرائيلي قال في بيان إنه بدأ عملية عسكرية ضد جنين في الساعة 1 فجرا من يوم الإثنين، مشيرا إلى أن العملية ستستغرق "الوقت الذي تحتاجه لتحقيق أهدافها".
وشنت طائرات إسرائيلية قصفا بثلاثة صواريخ على الأقل واستهدفت منزلا وسط مخيم جنين، ما أدى إلى اشتعال النار فيه، وفي أعقاب عملية القصف، اقتحمت قوات كبيرة من الجيش ترافقها جرافات عسكرية مدينة جنين من عدة محاور، وحاصرت مخيم جنين، وقطعت الطرق التي تربط بين المدينة والمخيم.
وتشهد سماء جنين ومخيمها تحليقا مكثفا لطائرات الاحتلال الإسرائيلي، وأفادت وقصفت طائرات إسرائيلية عددا من الأهداف في جنين فيما بعد، كما سُمعت أصوات انفجارات.
شوهدت أيضا 6 طائرات مسيرة على الأقل تحلق في أجواء المدينة، وهو أمر لم تشهده الضفة الغربية على مدى أكثر من 15 عاما، إلى أن قتلت غارة 3 فلسطينيين الشهر الماضي بالقرب من جنين.
بالتوازي مع ذلك، اندلعت اشتباكات مسلحة بين مسلحين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي في محيط مخيم جنين، وقال شهود إن جيش الاحتلال يحكم السيطرة على مخيم جنين، واستولى على منزل عائلة القيادي في كتائب شهداء الأقصى زكريا الزبيدي.
وقالت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" في بيان: "نخوض معركة الدفاع عن مخيم جنين موحدين كتفا بكتف، ولن يفلح العدو الصهيوني في كسر إرادتنا ومخيمنا، وسيخرج منه مذلولا مكسورا".
وأعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة في بيان لها، أن الغرفة "في حالة انعقاد دائم لمتابعة العدوان الهمجي على جنين، وإن المقاومة في كل الساحات لن تسمح للعدو بالتغول على أهلنا في جنين أو الاستفراد بهم"
كذلك دعت الغرفة المشتركة كل فصائل المقاومة في جنين ومخيمها للتكاتف وخوض المواجهة بشكل موحد، وقالت إن "استمرار العدوان على جنين وسلوك الاحتلال هو ما سيحدد طبيعة رد المقاومة".
قال جيش الاحتلال إنه أغار على "بنية تحتية معادية" في منطقة جنين، بحسب تعبيره، وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي أطلق على العملية في جنين اسم "بيت وحديقة"، مشيرةً إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتلقى تحديثات منتظمة عن العملية.
وأشار جيش الاحتلال إلى أنه "استهدف مقر قيادة غرفة العمليات الموحدة في مخيم جنين، بعملية مشتركة للجيش وجهاز الأمن العام الشاباك"، حسب قوله، وأضاف: "قامت قوات الأمن بالإغارة على غرفة العمليات الموحدة للفصائل في مخيم جنين وعناصر ما يسمى كتيبة جنين"
زعم الجيش أن "المقر شكّل أيضاً غرفة استطلاع ومكاناً لاجتماع مسلحين قبل وبعد نشاطات معادية، وكمنطقة تسليح بقطع أسلحة وعبوات ناسفة، وكمركز اتصالات وتواصل النشطاء" على حد تعبيره.
وأردف الجيش الإسرائيلي: "كما استخدم المقر كمأوى لنشطاء مطلوبين على خلفية تنفيذهم عمليات في الأشهر الأخيرة في المنطقة" وفق تعبيره.
وقال مسؤول سياسي إسرائيلي لإذاعة الجيش: "هذه عملية واسعة النطاق صدّق عليها رئيس الوزراء ووزير الدفاع منذ حوالي أسبوع ونصف بالتنسيق مع جهاز الأمن العام "الشاباك" والجيش"
وزعمت إذاعة جيش العدو أن هناك مئات المسلحين في مخيم جنين للاجئين وتدرك المؤسسة الأمنية أنهم لن يكونوا قادرين على وضع أيديهم على الجميع كجزء من عملية محدودة ومحددة زمنياً، لذا فهم يستهدفون مراكز الثقل للقبض على أعلى رتبة، وقبل كل شيء للقبض على أكبر عدد ممكن من الأفراد العسكريين ومعامل تصنيع العبوات الناسفة الكبيرة قدر الإمكان.
وقالت حتى الآن لم يتم اكتشاف أي صواريخ محلية الصنع قد تكون موجودة في الميدان
وقال يؤاف زيتون من صحيفة يديعوت أحرونوت: تم التخطيط للعملية العسكرية التي تجري الآن في جنين منذ عام تقريبًا في فرقة الضفة، وخضعت لعدة تعديلات وتحديثات وتم تأجيلها عدة مرات، وهدف العملية هو استعادة "الردع" في شمال الضفة.
ووفق تقديرات استراتيجية، تمثل الاعتداءات الصهيونية والاقتحامات العسكرية لجنين ومخيماتها ، الاثنين 3 يوليو، وعددا من المدن في الضفة الغربية، امتدادا لسياسات صهيونية هاددفة لقضم ما تبقى من الضفة الغربية وضمها للكيان الصهيوني، ضمن مخططات توسعية استيطانية متواصلة.