حالة من الاستياء سجلها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد إقدام محافظة القاهرة على هدم وإزالة مقبرة "شاعر النيل" الراحل حافظ إبراهيم، ضمن 2700 مقبرة تجري إزالتها في منطقة السيدة نفيسة بقلب العاصمة القاهرة، وسبق الشاعر الكبير مقبرة الشيخ محمد رفعت ود.طه حسين والأديب يحيى حقي ومشاهير ورموز مصرية بارزة. واستغاثت أسرة الشاعر الراحل حافظ إبراهيم، إثر إخطارها رسميا من محافظة القاهرة بقرار إزالة المقبرة الخاصة به، من أجل تطوير بعض خطوط وطرق القاهرة، وإعادة استخدام تلك الأراضي بعد الإزالة ضمن خطة تطوير تتولى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة (الجيش) تنفيذها لصالح محور يمر فوق المقابر. ويعود تاريخ بناء المقبرة إلى عام 1932، وهو نفس السنة التي توفي فيها حافظ إبراهيم، حين أمر الملك فؤاد الأول آنذاك ببنائها تكريما له وتخليدا للخدمات الوطنية الجليلة التي قدمها "شاعر النيل" لمصر، سواء على الصعيد الأدبي والثقافي، أو على صعيد دعم مقاومة الاحتلال الإنجليزي، وقت أن كان ضابطا مهندسا في الجيش المصري. وقالت النائبة ببرلمان السيسي مها عبد الناصر: إن "الأجهزة التنفيذية في بلادها تجاهلت كل الاعتبارات الأدبية والثقافية والتراثية لمقبرة الشاعر الراحل، أو سعت للحفاظ على التراث والهوية الثقافية، وتعظيم الإرث الأدبي لرموز مصر، باعتبار ذلك من الأركان الأصيلة للمنفعة والمصلحة العامة، الأمر الذي لم تستطع الحكومة استيعابه أو تقديره بأي شكل من الأشكال". وتقدمت بطلب إحاطة لمنع إزالات المقابر لاسيما للرموز المصرية، وقالت: إن "نزع ملكية العقارات لها آثار سلبية شديدة يعاني منها المواطنون، لاسيما من نزعت أملاكهم لصالح مشروعات الطرق والجسور من دون حصولهم على تعويضات مالية عادلة، مستطردة بأن قرارات الحكومة الجديدة يتضرر منها حتى الأموات في قبورهم، بما يزيد من حالة الغليان والاستفزاز النفسي والمعنوي للسكان". وعلق صُبحي السيد عبر @Misr40 "اتخذت حكومة العسكر الأوباش قرارا بهدم ضريح شاعر النيل، حافظ إبراهيم ضمن ما يزيد عن 2700 مقبرة بالقاهرة، الشاعر الذي توفي 1932، والذي ما زلنا نتغنى بأشعاره الوطنية الجياشة، لم يجد من التقدير والحفاوة ما يليق به، لا في حياته ولا بعد وفاته لصالح من كل هذا الهدم لتاريخ مصر وتراثها". وأضاف أحمد @Ahemdkishk شطرين ببيت شعر لأديبنا الراحل #حافظ_أبراهيم "فَما أَنتِ يا مِصرُ دارُ الأَديبِ.. وَلا أَنتِ بِالبَلَدِ الطَيِّبِ". https://twitter.com/Ahmedzeham1/status/1659592266648895488 مقبرة الشيخ محمد رفعت وقبل نحو أسبوع سلمت محافظة القاهرة خطابا مماثلا لأسرة الشيخ محمد رفعت قيثارة السماء وقارئ القرآن الكريم الشهير بقرار هدم مقبرته مع رفاته على حساب أسرته بخطاب من إدارة الجبانات بمحافظة القاهرة، بعدما أزالت المقابر وفي محيطها مقبرة رفعت بدعوى المنفعة العامة في جميع مناطق الجبانات الداخلة في الإزالة ضمن محور صلاح سالم، وهو ما تراجعت عنه لاحقا بعد صرخات المصريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وسبق للإدارة نفسها أن أزالت أو أصدرت قرارات بإزالة 2600 مقبرة لمصريين يقبعون فيها قبل عشرات السنين في منطقة الإمام الشافعي والسيدة نفيسة وطالت ضمنا رموز مصر منهم؛ الأديب طه حسين، والفنان فؤاد المهندس. التايمز البريطانية وفي 15 فبراير 2022، أشارت "التايمز" البريطانية إلى أن قبور ملكات مصر وعلماء كبار والإمام الشافعي "لن ينجو لا الأحياء ولا الأموات في مقبرة القاهرة القديمة، التي تعد واحدة من أروع مقابر العالم؛ في ظل مواصلة السيسي لخططه الطموحة لإعادة بناء القاهرة على الشكل الذي يريده". وفي 29 نوفمبر الماضي أطلق ذوو الأموات استغاثات من ملاك المقابر الواقعة خلف مسجد السيدة نفيسة، بعد إبلاغ محافظة القاهرة لهم بنقل رفات أسرهم، وذلك للبدء في هدم المقابر من أجل إنشاء ميدان وحديقة ضمن توسعة مسار مزارات آل البيت.