ارتفعت حصيلة شهداء العدوان الصهيوني على قطاع غزة في يومه الثاني إلى 20 شهيدا بينهم 5 أطفال و4 سيدات و42 جريحا؛ وذلك بعد استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة آخرين جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على مناطق متفرقة من قطاع غزة في اليوم الثاني للعدوان، حسبما أعلنت وزارة الصحة في غزة الأربعاء 10 مايو 2023م. إلى ذلك أفادت تقارير إعلامية بأنه تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خلال الساعات المقبلة. وتنقل صحيفة "العربي الجديد" اللندنية عن مصادر مصرية مطلعة على الوساطة التي ترعاها القاهرة بين حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، عن توصل المسؤولين في جهاز المخابرات العامة لاتفاق يتم بموجبه إنهاء موجة التصعيد الجديدة ووقف إطلاق النار في أعقاب رد المقاومة على اغتيال قيادات من الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي. وحسب مصدر مصري فإن الاتصالات المكثفة التي أجرتها القاهرة منذ ظهر الخميس وتحديدا في أعقاب الرشقات الصاروخية التي أطلقتها المقاومة تجاه الاراضي المحتلة ومستوطنات غلاف غزة، أسفرت منذ قليل عن اتفاق يتم بموجبه وقف إطلاق النار قبل منتصف الليل. وأشار المصدر، إلى أنه كان هناك تنسيق مع المسؤولين في قطر الذين شاركوا في جهود الوساطة، لافتا إلى أن حركة "الجهاد" أكدت التزامها بالاتفاق إذا ما التزمت به حكومة الاحتلال. وذكرت القناة "12" الإسرائيلية، إن إسرائيل وافقت على وقف لإطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية. وفي وقت سابق الأربعاء، أكّدت مصادر فلسطينية موثوقة أنّ فصائل المقاومة في قطاع غزة تلقت مقترحاً مصرياً يفضي لإنهاء جولة التصعيد الحالية مع الاحتلال الإسرائيلي، وأنّ الساعات المقبلة ستكون حاسمة لجهة الهدوء أو استمرار التصعيد، مع الإشارة إلى أنّ المؤشرات تشير إلى أنّ الجولة الحالية للتصعيد تقترب من نهايتها. وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت بلدة قباطية (جنوبي جنين) لاعتقال مطلوبين، بينما استهدفت المقاومة آليات الاحتلال بعبوات ناسفة محلية الصنع. وشيّعت بلدة قباطية جثماني الشهيدين راني قطنات (25 عاما) من مخيم جنين وأحمد عساف (18 عاما) من بلدة قباطية، اللذين استشهدا برصاص قوات الاحتلال في اشتباكات مسلحة اندلعت في البلدة أثناء تصدي الشبان الفلسطينيين لاقتحام قوات الاحتلال. وفي القدس، اندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين ليل الثلاثاء/الأربعاء في العيساوية، بعد إحراق حافلة للمستوطنين زعم جيش الاحتلال أنها دخلت البلدة عن طريق الخطأ. من جانبها، قالت وزيرة الاستخبارات بحكومة الاحتلال جيلا غامليل إن هناك محاولات لجر إسرائيل إلى حملة أكبر بكثير في قطاع غزة، وأضافت -في تصريحات نقلتها إذاعة الجيش الإسرائيلي- أن إسرائيل لا تنتظر ولا تتوقع، لكنها جاهزة لأي سيناريو، حسب تعبيرها. في غضون ذلك، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي وضع الحواجز الإسمنتية على الطرق القريبة من غزة، ويعمل مع وزارة الدفاع الإسرائيلية على تعزيز المنطقة المحيطة بقطاع غزة لتشكيل درع حماية. كما يعمل الجيش -حسب وسائل إعلام إسرائيلية- على جمع معلومات استخبارية بالمسيّرات على طول الحدود مع غزة تحسبا لأي سيناريو، على حد تعبيرها. وأفادت مراسلة الجزيرة بأن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ترأس مشاورات في تل أبيب بمشاركة رئيسي الأركان والاستخبارات العسكرية، كما أطلق جيش الاحتلال اسم "السهم الواقي" على عمليات الاغتيال في غزة. ومنذ انتخابها في نوفمبر 2022م، تسعى حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل إلى زعزعة الاستقرار الهش في المنطقة؛ فهي لا تكف مطلقا عن إثارة المشاكل داخليا وإقليميا؛ فعلى المستوى الداخلي طرحت الحكومة حزمة التعديلات القضائية التي وضعت الكيان الصهيوني على شفا الحرب الأهلية، لكن الضغوط الشديدة للمعارضة والقوى الدولية وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية والإتحاد الأوروبي أجبرت نتنياهو وحلفاءه على سحب هذه التعديلات حفاظا على التماسك الداخلي الهش بين اليمين والقوى العلمانية في حرب التربص المتبادل. ومن أجل تعزيز الوحدة الداخلية التي تعرضت لهزة عنيفة بسبب أزمة التعديلات القضائية التي جرها سحبها مؤقتا، اعتمدت حكومة الاحتلال على تصعيد المواجهات مع الفلسطينيين؛ وكانت البداية بالعدوان على المصلين والمعتكفين والصائمين في المسجد الأقصى واقتحام المسجد عدة مرات واعتقال المئات من المصلين والنساء وحتى الأطفال. ثم رفض أي شفاعة مصرية وغير مصرية بشأن الإفراج عن الأسير الفلسطيني الشيخ خضر عدنان الذي كان ينفذ إضرابا عن الطعام لمدة 86 يوما حتى لقي ربه شهيدا في سجون الاحتلال. ثم نفذ مليشيات الاحتلال عدة اقتحامات لمدن في الضفة الغربيةالمحتلة، وأخيرا العدوان السافر فجر الأربعاء 09 مايو 2023م واغتيال ثلاثة من قيادات الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وأسرهم وأطفالهم، وهم أمين سر المجلس العسكري لسرايا القدس جهاد الغنام، وقائد المنطقة الشمالية خليل البهتيني، وطارق محمد عز الدين أحد قادة العمل العسكري بالضفة الغربية. من جانبها، أعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية الأربعاء تنفيذ عملية "ثأر الأحرار" بتوجيه ضربة بمئات الصواريخ إلى المدن المحتلة؛ ردا على جريمة اغتيال قادة سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) الثلاثاء. في حين أعلنت هيئة البث الإسرائيلية إطلاق أكثر من 300 صاروخ من غزة باتجاه إسرائيل منذ ساعات الظهيرة. وأصيب 5 إسرائيليين جراء إطلاق عشرات الصواريخ من قطاع غزة باتجاه المستوطنات والبلدات الإسرائيلية المجاورة له، كما استهدفت تل أبيب وعطلت حركة الطيران في مطار بن غوريون، في حين واصلت إسرائيل غاراتها على القطاع. في ظل أنباء عن التوصل إلى إطلاق النار على أن يبدأ منتصف ليل الخميس.