في سياق تضييع الهوية العربية الإسلامية والقضاء على الشخصية المصرية يعمل نظام الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي على فرنجة التعليم المصري وتدريس لغات أجنبية جديدة مثل الفرنسية والألمانية والإسبانية والصينية وفرضها إجباريا على طلاب المراحل المبكرة الابتدائية والإعدادية في الوقت الذي لا يكون الطالب قد تمكن من لغته العربية، وهو ما يرسخ التوجه للغرب والشعور بالنقص لدى الطلاب ويهمش الثقافة العربية والإسلامية. قرارات وزارة تعليم الانقلاب بتدريس لغات أجنبية جديدة على طلاب المرحلة الإعدادية أثارت حالة من الغضب والاحتجاج لدى أولياء الأمور الذين تساءلوا عن الهدف من تدريس مثل هذه اللغات في تلك السن المبكرة. وطالب أولياء الأمور تعليم الانقلاب بدعم تدريس اللغة العربية وتطوير مناهجها وتخصيص مناهج للثقافة العربية والإسلامية حتى يتمكن الطالب من لغته الأصلية على أن يتاح فيما بعد دراسة اللغات الأجنبية بناء على رغبة الطلاب.
السفارة الفرنسية
كان رضا حجازي وزير التربية والتعليم بحكومة الانقلاب قد أعلن أن وزارته قررت تدريس اللغة الفرنسية والألمانية، ولغات أخرى منها الإسبانية والصينية، إجباريا في المدارس الحكومية على طلاب دفعة الصف الخامس الابتدائي، مع صعودهم المرحلة الإعدادية، عام 2024-2025 . وزعم وزير تعليم الانقلاب، إن "اللغة الفرنسية في مصر تحتل مرتبة كبيرة، وتوجد فرق تدريب وتنمية مهنية مستدامة وجهود كبيرة لتطوير مناهج اللغة الفرنسية". وقال حجازي خلال احتفالية السفارة الفرنسية بتدريس اللغة الفرنسية في مصر، بحضور السفير الفرنسي، مارك باريتي إن "دولة العسكر تهتم بتعليم الطلاب اللغة الفرنسية في المدارس، لافتا إلى وجود مدارس تدرس موادها باللغة الفرنسية في مصر، وهو ما يؤكد أن هناك تبادلا ثقافيا بين مصر وفرنسا" وفق تعبيره. وأشار إلى أن تنفيذ مشروع ترفل لتدريس اللغة الفرنسية يؤكد أهمية تدريس اللغة الفرنسية واهتمام دولة العسكر باللغة الفرنسية، ومصر تولي اهتماما كبيرا في نقل الخبرات بين مصر وفرنسا بحسب تصريحاته. وأضاف حجازي، يعد المشروع استكمالا لما بدأته الوزارة منذ 2018 في دعم تدريس اللغة الفرنسية، لافتا إلى أنه يتم متابعة تدريب معلمي اللغة الفرنسية مع استمرار تطوير مناهج اللغة الفرنسية، وتخطيط أنشطة تدريس باللغة الفرنسية وفق تعبيره.
مشروع ترفل
حول مشروع ترفل الذي تنفذه تعليم الانقلاب بدعم من السفارة الفرنسية قالت شيماء علي عامر مُعلمة لغة فرنسية بمدرسة ثانوية بنات ومدربة بمشروع دعم تدريس اللغة الفرنسية بالمدارس الحكومية «ترفل» "عملنا وتدربنا على تعلم اللغة الفرنسية بالشكل المتطور، للتأهل كمدربين تحت إشراف كل من وزارة تعليم الانقلاب ومدربين بالمركز الثقافي الفرنسي والسفارة الفرنسية، لافتة إلى أنهم سيعملون على نقل الخبرات كاملة خلال الفترة المقبلة لمعلمي اللغة الفرنسية بالمدارس". وأضافت شيماء علي في تصريحات صحفية: حضرنا 60 ساعة تدريبات، على كيفية تطبيق التكنولوجيا ونقل الخبرات، وننتظر مزيدا من الدعم لتطوير المهارات. وتابعت، المفترض أن يصل عددنا إلى 550 معلما وموجها يشاركون في التدريبات ليدعموا زملاءهم من المعلمين، لافتة إلى أنهم بمحافظة الشرقية بدأوا ذلك بالفعل. وأوضحت شيماء علي أن التدريب هدفه دعم وتدريب اللغة الفرنسية، لافتة أن هناك تدريبات ستكون على المناهج أيضا".
ثنائية لغوية
من جانبه قال الدكتور تامر شوقي، الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، إن "البدء في تدريس اللغة الفرنسية من الصف الأول الإعدادي قد يتسبب فيما يعرف بمشكلة الثنائية اللغوية، التي تنشأ عن دراسة اللغة الأجنبية منذ السنوات الأولى من العمر في الابتدائي؛ مما يؤثر بشكل سلبي على إتقان الطفل لكل من اللغة الأم واللغة الثانية". وأضاف «شوقي» في تصريحات صحفية التحدي الأساسي في تنفيذ هذا القرار يكمن في توفير عدد كاف من معلمي اللغة الفرنسية خاصة في ظل عددهم المحدود في أقسام اللغة الفرنسية بكليات التربية . وشدد على ضرورة فتح باب التعيين لخريجي أقسام اللغة الفرنسية بكليات الآداب والألسن مع حصولهم على دبلوم تربوي .
تقارير وردية
وطالبت سماح الحبشي، إحدى مؤسسي أولياء أمور مدارس مصر، وزارة تعليم الانقلاب قبل اتخاذ أي قرارات، بدراسة واقع العملية التعليمية وعدم الاكتفاء بالتقارير الوردية. وقالت « سماح الحبشي» في تصريحات صحفية إن "قرار اللغة الثانية، بمثابة استمرار للضغط على طلاب الصف الخامس الابتدائي وأولياء أمورهم، الذين أصبح لديهم شعور بأنهم فئران تجارب في منظومة التعليم الجديدة التي يحاول تعليم الانقلاب فرضها". وأضافت، أنه يتم تجاهل آراء ومشاركة الطرف الأساسي في العملية التعليمية – الطلاب وأولياء الأمور والمعلمون – والذين تضرب بآرائهم ومطالبهم عرض الحائط وكأنهم آلات للتنفيذ فقط . وأكدت « سماح الحبشي»، أن قرار تدريس اللغات الأجنبية تجاهل واقع مستوى طلاب الصف الخامس حاليا، والملقبين بدفعة كورونا أكثر من 50٪ منهم بالمدارس الحكومية لا يجيدون القراءة، والكتابة بمعنى الكلمة، وأوراق إجاباتهم "نكش فراخ" شخبطة لا ترتقي أن تكون كتابة، بخلاف تكدس الفصول بأعداد هائلة من الطلاب، بعض الفصول العيال بتقعد على الأرض وتسند على الشنطة، المعلم لا يعرف تلاميذه ولا التلميذ يعرف معلم ورائد الفصل، الكتب بتتسلم على مراحل، مفيش ورق طباعة بالمدارس مفيش مدرسين كفاية للمواد الأساسية. وأوضحت أن معظم المدرسين لم يتلقوا التدريب الكافي لتدريس المناهج ومخرجات التعليم، مشيرة إلى أن هناك عوامل انعكست على الواقع الذي أصبح تدريس مناهج مطورة، بطريقة المناهج القديمة القائمة على الحفظ والتلقين، والأسوأ أن الامتحانات تقيس الحفظ وليس الفهم.