انتشار ظاهرة بيع البيض المخصب، في الأسواق المصرية فضح انهيار صناعة الدواجن في زمن عصابة العسكر بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف والذرة وفول الصويا ، ما دفع مربي الدواجن إلى الخروج من السوق وإعدام الكتاكيت وتسريح العمالة وبيع البيض المخصب ، ما يمثل خسارة كبيرة لصناعة الدواجن. ويكشف هذا السلوك يأس أصحاب مزارع الدواجن من سياسات نظام الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي التي تسببت في تحميلهم خسائر كبيرة ، اضطروا معها إلى الخروج من السوق ، ما يهدد بارتفاع أسعار الدواجن في الفترة المقبلة خاصة مع اقتراب شهر رمضان .
صناعة الدواجن من جانبه قال الدكتور فريد إستينو، أستاذ تربية الدواجن بكلية الزراعة جامعة القاهرة "البيض المخصب بيض صحي، ولا يمكن معرفته إلا من خلال وضعه تحت الميكروسكوب لرؤية ما يحتويه من السائل المنوي الذي يساعد على إنتاج كتكوت وليس هناك فرق بينه وبين البيض العادي من الناحية الغذائية والصحية". وأشار إستينو في تصريحات صحفية إلى أن بيض التسمين أو البيض المخصب ينتج من مربي كتاكيت التسمين، ممن لديهم ماكينات تفريخ البيض المخصب والذي يباع كبيض مائدة الآن، نظرا لعدم الإقبال على شراء الكتاكيت والتي اضطر بعض اصحاب المزارع إلى إعدامها، موضحا أنه بدلا من إنتاجها وإعدامها اضطر المربون لبيع البيض المخصب كبيض طعام مما يسبب خسارة للجميع . وأكد أن بيع البيض المخصب كبيض مائدة ، يعتبر سببا جديدا لانهيار صناعة الدواجن في مصر، التي تسبب خسارة بالمليارات، مطالبا بمحاسبة الذين يتتسببون في خلق سوق سوداء، بهدف التربح في الطن من 10 إلى 15 ألف جنيه على حساب قوت الشعب. وأرجع إستينو انتشار ظاهرة بيع البيض المخصب إلى الاحتكار ورفع أسعار الأعلاف، مما تسبب في أن الكثير من المربين أغلقوا مزارعهم ،وسرحوا عددا كبيرا من عمال مزارع الدواجن، ويصل عدد العمال في قطاع الدواجن من 3,5 إلى 4 ملايين عامل، ويعول كل منهم أسرة تتكون من 4 إلى 5 أفراد، وبالتالي سيصبح 20% من الشعب المصري بدون مصدر رزق، محذرا من ترك الأمر يتفاقم إلى هذا الحد مما يهدد بانهيار صناعة الدواجن .
صغار المربين وكشف أن صغار المربين هم المتضررون من بيع البيض المخصب بسعر بيض المائدة، ويمثل صغار المربين 70% من الإنتاج المحلي من الدواجن في مصر، وفي حالة خسارتهم لرأس المال، سيتعرض كل منهم للسجن لأن تعاملاتهم المادية تتم بالتقسيط والشيكات، وفي حالة الخسائر لن يستطيعوا تسديد ثمنها ويتعرض كل منهم لكارثة. واوضح إستينو أن سبب ظهور البيض المخصب في الأسواق، هو ذبح دواجن إنتاج بيض المائدة نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف، مما تسبب في انخفاض الإنتاج وبالتالي ارتفاع سعر بيض المائدة، لافتا إلى سبب آخر ناتج عن إعدام كتاكيت التسمين، لعدم القدرة على بيعها نتيجة عدم وجود أعلاف، لذلك لجأ المربون لبيع البيض المخصب المخصص لتفريخ كتاكيت تسمين كبيض مائدة. وحذر من أن بيع البيض المخصب كبيض مائدة، هو نوع من الخراب لصناعة الدواجن، لأنه حدث بسبب إخفاء الأعلاف، ولذلك لابد من محاصرة المستغلين من محتكري الأعلاف بهدف رفع أسعارها، حيث كان طن علف فول الصويا ب17 ألف جنيه ورغم تضرر الجميع من هذا السعر، وصل سعر فول الصويا بتسليم ميناء الإسكندرية إلى 34 ألف جنيه، مشيرا إلى أنه بهذه الطريقة ومع قدوم شهر رمضان لن نجد البيض ولا الدواجن . وأكد إستينو، أنه عند الإفراج عن بعض الأعلاف في الموانئ تظهر لها مباشرة سوق سوداء، يتبعها رفع الأسعار بحسب الأهواء نظرا لوجود طلب أكثر من العرض. وأشار ، إلى أن البيض المخصب المجهز للتفريخ، وأيضا ما يسمى البيض اللايح الذي لم يتم تفريخه عند مروره على ماكينة التفريخ، هما نوعان يصلحان للطعام، بينما البيض الذي لا يصلح للطعام هو البيض المشروخ أو المكسور، لأنه يسمح بمرور الميكروبات، ولكن البيض السليم محمي ولا يسمح بتسرب الميكروبات لأن قشرة البيض عليها آلاف من الثقوب التي تضم ثغور صغيرة، كما يوجد غشاء داخل قشرة البيض يسمح بتبادل الغازات ولكن لا يسمح بدخول أي جراثيم داخل البيضة.
خسارة اقتصادية وقال الدكتور ثروت الزيني، نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، أن البيض المخصب هو بيض ملقح وطبيعي وصحي، يوجد في جميع المنازل ولدى المربين من الفلاحين، وكنا ، ومازلنا نتناوله نتيجة تربية الدواجن والديوك في مكان واحد. وأوضح الزيني في تصريحات صحفية أن الفرق الوحيد، بين البيض المخصب وبيض الطعام أو بيض المائدة، أن البيض المخصب إذا ذهب لمعمل التفريخ يكون قابلا لإنتاج الكتكوت بعد 21 يوما، ويصلح تناوله في حالة أنه لم يتعرض لدرجات حرارة، ولكن المشكلة تكمن في البيض الذي توجد به نقط دم لأنه تعرض لدرجة حرارة وتعرض لبداية تكوين الكتكوت وحدث له نمو، أو لأنه لم يخزن جيدا خاصة في فصل الصيف. وأكد أن بيع البيض المخصب كبيض مائدة، يعتبر خسارة اقتصادية، لأن البيض المخصب من المفترض استعماله في إنتاج الكتكوت الذي تصل تكلفته وثمن بيعه من 9 إلى 10 جنيهات، ولكن يبخس ثمنه عند بيعه بسعر بيض طعام إلى 2 جنيه فقط ، مما يمثل خسارة، والسبب في بيعه بهذا السعر يعود لعدم وجود طلب على شراء الكتاكيت. وأضاف الزيني، يمكننا أن نفرق بين بيض المائدة وبين البيض المخصب، أن البيض المخصب من الداخل نجد فيه نقطة بيضاء في الصفار، ويميل لون القشرة إلى اللون البني الفاتح، ولكنه صحي وطبيعي وصالح للطعام، أما لون قشرة بيض المائدة العادي فيكون أبيض أو بنيا داكنا.