واصلت أسعار البيض ارتفاعها في الأسواق بصورة دفعت الكثير من المواطنين إلى العزوف عن شرائه لضعف قدرتهم الشرائية، رغم أن البيض يعتبر عنصرا أساسيا في وجبة الإفطار والعشاء لدى غالبية المصريين، وتعتمد عليه جميع الأسر سواء في إعداد وجبات أخرى أو إعداد المعجنات والحلويات، كما أنه عنصر رئيسي في إعداد ساندويتش المدرسة للأطفال، ولكن خلال الفترة الماضية ارتفعت أسعار البيض بشكل مبالغ فيه حتى قلصت العديد من الأسر استخداماته في حياتها اليومية، بعد أن تخطى سعر الكرتونة ال 50 جنيها ووصل إلى 55 و60 جنيها في بعض المناطق. وكانت أسعار البيض غالبا تتراوح بين ثلاثين وخمسة وثلاثين جنيها ، ومع ارتفاع الأسعار ، زعمت وزارة التموين بحكومة الانقلاب أن أسعار البيض سوف تتراجع خلال أسبوعين، إلا أن ذلك لم يتحقق رغم مرور نحو 3 أشهر على صدور هذه التصريحات . يشار إلى أن مصر تنتج نحو 1.6 مليار دجاجة سنويا، وارتفع إنتاجها السنوي من البيض إلى 13 مليار بيضة، ويبلغ نصيب الفرد نحو 130 بيضة سنويا بناء على آخر إحصائية ، ما يعنى أن هناك اكتفاء ذاتيا من البيض وفائضا للتصدير وبالتالي لا يوجد مبرر لارتفاع الأسعار . حول أسباب الزيادة الحالية أكد التجار أنها ترجع إلى ارتفاع عوامل التكلفة نتيجة ارتفاع أسعار العلف، وارتفاع تكلفة النقل، مع زيادة أسعار البنزين والوقود ، مما زاد من الأعباء الإضافية على التاجر.
عوامل التكلفة من جانبه قال يوسف كامل، تاجر بيض بالجملة إن "ارتفاع الأسعار يرجع إلى أسباب عديدة منها ارتفاع إيجارات المحال التي لا تقل عن خمسة آلاف جنيه شهريا وذلك في المناطق الشعبية ، بينما تصل إلى أسعار خيالية في الأماكن الراقية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار وسائل النقل نظرا لارتفاع أسعار البنزين، وكذلك ارتفاع سعر العلف". وأضاف كامل في تصريحات صحفية أن ارتفاع أسعار عوامل التكلفة أدت في النهاية إلى ارتفاع سعر المنتج، موضحا أنه في حال انخفاض أي من عوامل التكلفة سوف نجد انخفاضا في سعر المنتج . وأشار إلى أن البعض يعتقد أن التاجر يربح أكثر مع غلاء سعر المنتج، مؤكدا أن هذا خطأ لأن ارتفاع الأسعار يؤدي إلى انخفاض الإقبال على الشراء ، وبالتالي انخفاض الأرباح.
أسعار الأعلاف وقال عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن، إن "ارتفاع سعر البيض يرجع إلى ارتفاع تكلفة تربية الدواجن وتدفئتها من برد الشتاء، موضحا أن التدفئة في الشتاء تكون طوال ال 24 ساعة ، وهذا يزيد من سعر المنتج، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف ووسائل النقل وانتشار الأوبئة ، مما أدى إلى زيادة تحصين الفراخ من الأمراض وهذه كلها تكلفة إضافية تزيد من تكلفة الإنتاج". وطالب السيد في تصريحات صحفية حكومة الانقلاب بالعمل على ضبط الأسواق ، موضحا أنه لا توجد آلية لوضع سعر عادل في شتى المجالات ، لأن السوق الحر يحدد فيه سعر السلعة وفقا للعرض والطلب، فعندما يكون هناك زيادة على طلب منتج ترتفع الأسعار. وشدد على ضرورة أن تكون هناك رقابة على السلع الإستيراتيجية وأن يتم تحديد التكلفة الحدية للمنتج، لافتا إلى أن شعبة الدواجن لا تستطيع فرض تسعيرة محددة، لأن دولة العسكر تزعم أنها تتبع نظام السوق الحر، لكن يجب على وزارة التموين ووزارة الزراعة بحكومة الانقلاب وضع ضوابط للسلع حتى لا ترتفع أسعارها بصورة مبالغ فيها أو بصورة غير مبررة . وأشار السيد إلى أن شعبة الدواجن لا تستطيع السيطرة على السوق أو ضبط الأسعار ولكن الشعبة لها دور مجتمعي من خلال إقامة المعارض والسعي لتوفير المنتج للمواطنين .
خسائر المربين واستبعد المهندس محمود العناني، رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، أن تنخفض أسعار الدواجن والبيض، خلال الفترة المقبلة كما تزعم حكومة الانقلاب، لكن السوق قد يستقر بعد معادلة الأسعار وفقا لآليات العرض والطلب. وتوقع العناني في تصريحات صحفية، أن يهدأ السوق لكن لا يمكن الحديث عن تراجع الأسعار مرة أخرى ليصل سعر طبق البيض الى24 جنيها، أو كيلو الدواجن إلى 17 جنيها فهذا لن يحدث لكن قد تهدأ الأسعار بنحو5% إلى 6% فقط. وقال إن "السوق عكس سعر التكلفة الأصلية لإنتاج الدواجن والبيض من خلال الزيادات الاخيرة في الأسعار ، موضحا أنه على مدى شهور زادت تكلفة الإنتاج، وفي المقابل لم ترتفع أسعار البيع بنفس قيمة الزيادة، فمنذ شهور كانت تكلفة طبق البيض 40 جنيها بينما يباع ب 24 جنيها في الأسواق، وهذا جعل منتجي البيض يحققون خسائر ليس لها حدود ". وأضاف العناني، نفس الأمر بالنسبة لمربي الدواجن، عندما زادت أسعار الأعلاف لم ترتفع أسعار التسمين، واستمر المربون لمدة عام يبيعون الدجاج بسعر 17 و18 جنيها للكيلو، بينما تكلفته تتعدى العشرين جنيها، وهذا جعلهم يحققون خسائر لم تحدث في تاريخ صناعة الدواجن في مصر . وأكد أن زيادة أسعار الدواجن والبيض، سببها الرئيسي ارتفاع أسعار تكلفة الإنتاج من الأعلاف والذرة والصويا، وهي زيادات بدأت منذ نحو عام ، مشيرا إلى أن سعر طن الذرة كان نحو 3 آلاف جنيه، لكنه ارتفع إلى 5500 جنيه ، والصويا كانت أقل من 5 آلاف جنيه للطن ، وصل سعرها الآن إلى 9 آلاف جنيه، وهذا ارتفاع ضخم وغير مسبوق عالميا.