تواصلت ثورة أولياء الأمور والطلاب وخبراء التربية والتعليم، احتجاجا على قرارات طارق شوقي وزير تعليم الانقلاب، والتي وصفها خبراء بأنها قرارات عشوائية يُصدرها شوقي بصفة فردية ، ولا يعرضها على خبراء أو لجان لدراستها. وقالوا إن "هذه القرارات تستهدف شغل الرأي العام في قضايا تافهة بعيدا عن كوارث حكومة الانقلاب التي ترتكبها ضد الشعب المصري في كل المجالات، خاصة الغلاء وارتفاع الأسعار وانتهاكات حقوق الإنسان". وانتقد الخبراء تعديلات قانون التعليم ، التي تقدمت بها حكومة الانقلاب إلى برلمان السيسي ، والتي تضمنت فرض غرامات على أولياء الأمور في حالة انقطاع أبنائهم وغيابهم عن المدارس تتراوح بين 500 و 1000 جنيه، بل وحرمان أولياء الأمور من بعض الخدمات الحكومية مثل الدعم وخلافه". وأكدوا أنه كان من الأولى أن تبحث تعليم الانقلاب عن الأسباب الحقيقة عن انقطاع الطلاب لعلاجها ، مع رفع وعي الآباء بأهمية التعليم والقضاء بشكل جذري على عمالة الأطفال، موضحين أن الغرامات والقوانين لن تقدم حلولا لمشاكل التربية والتعليم في زمن الانقلاب. كما انتقد الخبراء قرار شوقي بتدريس مقرر عن البورصة لتلاميذ المرحلة الابتدائية، مؤكدين أن مثل هذه المقرر لا يلائم هذه المرحلة العمرية ولا يلبي احتياجاتها .
معدلات الفقر من جانبه قال الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس إن "الغرامات ليست هي الطريق للعودة إلى المدارس ، لأن التزام أولياء الأمور والطلاب مرهون بأمور متعددة، أولها تجريم عمالة الأطفال قبل سن العمل، مشيرا إلى أن هناك أعدادا كبيرة تعمل بالأعمال الزراعية وفي الورش الصناعية. وشدد شحاتة في تصريحات صحفية على ضرورة عمل تواصل بين القيادات المجتمعية والإدارية بالمحافظات،وزيادة توعية وتوجيه الآباء بأهمية التعليم، مطالبا بتقديم وجبات غذائية في المدارس بالبيئات المحرومة والأكثر هروبا وانقطاعا عن المدارس. وأضاف ، تأتي خطوة أخرى تتمثل في تحويل الأموال التي تصرفها دولة العسكر في محو الأمية ، بحيث تكون دعامة لتطوير التعليم الأساسي وإنشاء المدارس بالقرى والنجوع وتجديدها ، ما يساعد على انتظام الأطفال في المدارس . وأشار شحاتة إلى ضرورة رفع المستوى الاقتصادي للأسر الأكثر احتياجا، لتقليل معدلات الفقر والحرمان وتقليل استخدام الأطفال كأدوات إنتاج لمنع انقطاع الأطفال عن التعليم.
غير واضحة وقال الدكتور طلعت عبد الحميد، الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، لابد أن يدرك وزير تعليم الانقلاب أنه ليست كل المشكلات تعالج بالقانون ، منتقدا محاولات تعليم الانقلاب لإلقاء اللوم على متلقي الخدمة" الطالب" دون النظر إلى مقدم الخدمة "وزارة التربية والتعليم" بحكومة الانقلاب التي لا تقيم أدواته ومدى مناسبة المناهج المقدمة مع الأطفال وميولهم في المرحلة العمرية أم لا، بمعنى مناسبة التعليم للفئات العمرية من القررات والمناهج والأنشطة العمرية، فما يصلح في مرحلة ما لا يصلح في أخرى. ووصف عبدالحميد في تصريحات صحفية السياسة التعليمية في زمن الانقلاب، بأنها غير واضحة المعالم ، وتتضمن قرارات متضاربة أفقدت الثقة ما بين الخبراء وأولياء الأمور وصانعي السياسة التعليمية، حتى ولو كانت الخطوات المقدمة جيدة ، ولكن فقدان الثقة زاد من الهوة والفراغ بين الأطراف الثلاثة ، وهذا يضر بالعملية التعليمية برمتها . وأضاف ، حان الوقت لهيئة تعليم الكبار و"محو الأمية" أن تنقل تبعيتها لوزارة التضامن ذات الإشراف على الجمعيات التي تعاون هيئة محو الأمية ،وتقديم إعانات مشروطة بإقبال الأولاد على المدارس وهي أكثر دراية من وزارة التربية والتعليم، لأن التضامن هي الأكثر احتكاكا بالناس الأكثر احتياجا.
قرار عشوائي وحول تدريس البورصة لطلاب الصفين الخامس والسادس الابتدائي، اعتبر وائل كامل الأستاذ بجامعة حلوان قرار طارق شوقي بأنه عشوائي وغير مدروس وغير تربوي ، مؤكدا أنه لا علاقة لتدريس البورصة والاستثمار لطلاب المرحلة الابتدائية، في أي دولة من دول العالم، بأهداف العملية التعليمية لتلك المرحلة . وقال كامل في تصريحات صحفية، أن تطوير التعليم لا يعني مطلقا زيادة حشوه ورفع درجة صعوبته، وتعقيد الطلاب بمناهج لا تتوافق مع قدرات المرحلة العمرية التي ينتمون إليها . وأكد أن توفير حد من التعليم المرن غير المعقد، أحد أهم أهداف المرحلة الابتدائية؛ ليعمل على تحقيق النمو المتكامل للطفل في جميع جوانب شخصيته وتزويده بأساسيات المعارف والمهارات والخبرات الاجتماعية والسلوكيات السليمة من خلال ممارسة الأنشطة المحببة لهم؛ ليزداد شغفهم بالتعليم.
التربية الدينية وحذر كامل من أن ما يحدث بالمرحلة الابتدائية الآن يُكَّرِه التلاميذ في الدراسة، ويصيب أولياء الأمور بضغوطات وهموم لا قبل لهم بها، لتأثير قرارات تطوير التعليم على الطلاب وأولياء أمورهم، مؤكدا أن السبب الرئيسي لما آل إليه الوضع من سوء يرجع إلى سوء التخطيط وعشوائيه التنفيذ. وأوضح أنه من المفترض الاهتمام الآن بتطوير مناهج علوم الحاسوب وأساسيات البرمجة؛ لأنها المستقبل الحقيقي وليس البحث عن موضوعات هامشية كالبورصة، التي لا تهم غالبية الشعب، واصفا موقف وزير تعليم الانقلاب بأنه يتلخص في ، مش أي موضوع أنام وأحلم به أفرضه على الناس وأنفرد بالرأي. وشدد كامل على أن الأولوية يجب أن تكون الاهتمام بتعلم الفنون بأنواعها التي تنمي العمل الجماعي والجوانب الوجدانية والتذوق الفني ، للقضاء على مظاهر عشوائية التخطيط والتنفيذ، بالإضافة إلى الاهتمام بالتربية الدينية السليمة السمحة لتنمي روح التسامح والأخلاق الحسنة، فضلا عن ضرورة الاهتمام بالتربية الصحية والرياضية وغيرها من مهارات ومجالات مهمة ورئيسية.