حين بدأ الحوثيون قصف أبو ظبي ودبي، ووصل تهديدهم عبر مواقع التواصل للحديث عن استهداف برج خليفة أعلى برج في العالم، ومطالبة الأجانب والشركات العالمية بالرحيل، خرج بعض قياداتهم ليعلنوا أن الهدف هو ضرب الاستثمار في الإمارات، باعتبارها مولا تجاريا كبيرا، سينهار لو هربت منه الشركات العالمية. وقال هذا بوضوح 31 يناير 2022 المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع الذي أكد في بيان أن "الهجمات في الفترات المقبلة ستستهدف مقرات الشركات العالمية في الإمارات". أشارت لخطورة هذا التهديدالتايمز البريطانية31 يناير 2022 التي ذكرت أن الأجانب بأبوظبي يخشون أياما أسوأ قادمة، لأن صواريخ الحوثي غيرت النظرة للمدينة المشهورة بأمنها. أشارت لتخوف المستثمرين والأجانب بالفعل، مما شاهدوه في سماء أبو ظبي بما يشبه الألعاب النارية بين صواريخ الحوثيين وصواريخ الدفاع الإماراتية. قالت إن "أبو ظبي تحتل مكانا متقدما في تصنيف المنتدى الاقتصادي العالمي لأكثر البلدان أمانا في العالم، لكن سكان المدينة استحوذ عليهم التوتر بعد الهجمات الأخيرة، خشية استهداف الحوثيون المراكز السياحية والتجارية في الإمارات". لكن سفير الإمارات لدى الولاياتالمتحدة يوسف العتيبة، ولانا نسيبة سفيرة الإمارات لدى الأممالمتحدة، ذكرا شيئا أخر تستهدفه صواريخ الحوثيين، وربما قصدا به استعطاف الغرب، للتدخل لحمايتهم أكثر أو أنه هدف أخطر تستهدفه الصواريخ". المسئولان كتبا في مقال مشترك بصحيفة وول ستريت جورنال 31 يناير 2022 يقولان إن "صواريخ ومسيرات الحوثيين تستهدف الإمارات، لكن هدفهم الحقيقي هو شيء آخر، هو الشرق الأوسط الآخذ في التغير، لقد سئم الناس الصراع والانقسام". وإن الحوثيين وداعميهم يهاجمون رؤية جديدة للمستقبل، تتبلور في الإمارات وحول المنطقة، وتتمثل في التعايش الديني وتمكين المرأة والفرص الاقتصادية والمشاركة العالمية، مشيرين لأن هذه الرؤية تقوم على التطبيع مع إسرائيل وخلق فرص جديدة. ولم ينسيا أن يُذكّرا الأمريكيين بأنه يعيش أكثر من 65 ألف أميركي في الإمارات، من بين أكثر من ثمانية ملايين مقيم أجنبي من كل دولة تقريبا، وأنهم مهددون بصواريخ الحوثيين ليحثوهم على التدخل أكثر. وكشفت وزارة الدفاع الأمريكية، أنها هي التي تدافع عن أبو ظبي، وأنها صدت أخر ثالث هجمة للحوثيين بصواريخ عبر دفاعاتها المضادة بصواريخ باتريوت. وشن الحوثيون ثالث هجوم من نوعه على الإمارات في الأسبوعين الأخيرين، قالت الإمارات إنها "أحبطته وعرضت إسرائيل تقديم الدعم الأمني والمخابراتي للإمارات بعد هجوم 17 يناير، وانضمت إسرائيل العام الماضي لمناورات بحرية مع قوات من الإمارات والبحرين والولاياتالمتحدة". ووقعت شركات تصنيع أسلحة إماراتية وإسرائيلية اتفاقات، للمشاركة في تطوير نظام دفاع متقدم للطائرات المسيرة وللسفن الحربية غير المأهولة. وبدأت جماعة الحوثي مؤخرا بشن هجمات على مصالح ومواقع إماراتية، بدأتها في 3 يناير باعتراض سفينة شحن إماراتية قبالة محافظة الحديدة غربي اليمن، ثم هجوم بمسيرات وصواريخ باليستية على أبو ظبي في 17 من الشهر ذاته. وجاء الهجوم الثالث بالتزامن مع زيارة قام بها الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج إلى أبو ظبي، ما شكل رسائل موجهة لأبو ظبي وتل أبيب معا.
الأجانب بأبوظبي يخشون أياما أسوأ قادمة وتسود مخاوف بين المغتربين الذين يعيشون في أبوظبي، بسبب الهجمات التي بدأ الحوثيون يشنونها على المدينة، وبات بعضهم يخشى من أن يكون قادم الأيام أسوأ، مع عزم الحوثيين على مواصلة ضرب المدينة، لا سيما أنهم استهدفوها خلال زيارة رئيس إسرائيل للمدينة. الأمر ذاته في السعودية، حيث أطلق الحوثيون مرارا صواريخ وطائرات مسيرة على السعودية في الحرب المستمرة منذ ما يقرب من سبع سنوات، قبل أن يوجهوا ضرباتهم إلى الإمارات في يناير. وفي فبراير الماضي، ألغت الولاياتالمتحدة تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية، لتشجيعهم على الحد من الأعمال العدائية وبدلا من ذلك، أصبحوا أكثر عدوانية، وصعّدوا من عنفهم ضد الأهداف المدنية، حسبما يقول العتيبة ونسيبة. ويتهم التحالف، الذي تقوده السعودية في اليمن، إيران بتزويد الحوثيين بالسلاح، وهو اتهام تنفيه جماعة الحوثي وطهران وينظر خبراء إلى الصراع في اليمن باعتباره حربا بالوكالة بين السعودية وإيران.