رغم الملايين التي تم إنفاقها على افتتاح طريق الكباش والضجة الإعلامية التي صاحبت الاحتفالية؛ إلا أن الأرقام أكدت تراجع أعداد السياح الأجانب الوافدين لمصر، حيث أكد الخبير السياحي هاني بيتر عضو غرفة شركات السياحة، أن العديد من شركات السياحة المصرية تلقت عدة إلغاءات لحجوزات سياحية، خاصة من دول أوروبا الشرقيةوجنوب شرق آسيا، بسبب تداعيات متحور كورونا أوميكرون، والذي تسبب في ذعر شديد للعديد من مواطني الدول الأجنبية. انخفاض حركة السياحة وقال بيتر إن "مؤشرات الحجوزات كشفت عن انخفاض كبير للحركة السياحية الوافدة لمصر خلال الأيام الماضية، نتيجة الإلغاءات التي حدثت مؤخرا من قبل بعض الأسواق الأوروبية الكبرى المصدرة للسياحة ، لافتا إلى أن العاملين بالقطاع السياحي المصري أبدوا مخاوفهم من انتشار المتحور الجديد أوميكرون، والذي من المتوقع أن يضرب العديد من دول العالم، وهو ما يهدد الطفرة السياحية الحالية". كان "أوميكرون" تسبب في إثارة الرعب داخل القطاع السياحي؛ ما دعا الجهات الحكومية المعنية إلى تشديد الإجراءات بالمطارات والمنشآت الفندقية، منعا لتسرب الفيروس للبلاد، كما أعلنت وزارة السياحة والآثار بحكومة الانقلاب استمرار لجان التفتيش في عملها، للتأكد من تطبيق الإجراءات الاحترازية داخل المنشآت السياحية والفندقية، محذرة من توقيع عقوبات رادعة على المخالفين. وأوضح عضو غرفة شركات السياحة أن هناك مخاوفا لدى القطاع من تكرار سيناريو الإغلاق الذي تم عام 2020، وأن يتسبب المتحور الجديد في تعطيل الطفرة المنتظرة بقطاع السياحة، مشيرا إلى أن ظهور السلالة الجديدة لفيروس كورونا، تسببت في ارتباك الحجوزات، وخاصة حجوزات أعياد الميلاد التي تم تأجيلها مؤقتا لحين اتضاح الرؤية، والتأكد من السيطرة على المتحور.
خدعة "الكباش" وكشف أحمد جاب الله، الخبير السياحي، أنه للأسف لم تنجح خطة مصر في جذب أعداد كبيرة من السياح بعد افتتاح طريق الكباش بالأقصر، معتبرا أن ذلك مؤشر سلبي على حركة التدفق السياحي خلال أعياد الكريسماس والميلاد على مستوى المقاصد السياحية المصرية بصفة عامة. بدوره أكد مصطفى الكيال عضو شعبة شركات السياحة ، أن إجراءات كورونا الاحترازية ومتحور أوميكرون، ساهمت في تراجع أعداد السياحة الخارجية والداخلية. وأكد في تصريح له، أن إشغالات الفنادق دون المتوقع في ظل الاحتفالات بأعياد رأس السنة، موضحا أن عودة السياحة الداخلية والخارجية في مصر ستتطلب وقتا طويلا ومجهودا كبيرا. وفي السياق نفسه قال إنه "على الرغم من وجود توقعات بانتعاشة محدودة للسياحة الداخلية، لكن لا يزال الحاجز النفسي مسيطرا على قطاعات كبيرة من المواطنين حتى مع الفتح التدريجي للسياحة الداخلية، لافتا إلى أن الإقبال ضعيف ويكاد يكون منعدما في الوقت الحالي من جانب المصريين". وأشار إلى أنه حتى مع استئناف نشاط السياحة الداخلية، فإن أعداد الحاجزين بالعشرات فقط، ولم تكن بمستوى الحجوزات في هذا الموسم من كل عام. وللعام الثاني، أقر عاطف عبد اللطيف عضو جمعية مستثمري السياحة في جنوبسيناء، ورئيس جمعية مسافرين للسياحة، قال إن "هناك انخفاضا كبيرا في حجم الإقبال وإشغال الفنادق في جميع المدن المصرية، سواء المناطق الساحلية أو الأقصروأسوان، خاصة بعد قرار العديد من الدول بمنع السفر لمواجهة الموجة الثانية لفيروس كورونا". وأضاف "عبد اللطيف"، في تصريحات سابقة، أن أعداد الإقبال من المصريين والسياحة الداخلية انخفضت بشكل كبير خاصة خلال الفترة الحالية، نظرا لتخوف المواطنين من الإصابة بفيروس كورونا. وأشار إلى أن حجم الإشغالات في الفنادق ضعيف جدا في جميع المناطق السياحية في مصر، رغم اقتراب أعياد رأس السنة وأعياد الميلاد وإجازة نصف العام، وحتى الآن لم تتضح الرؤية إذا ما كانت سترتفع نسبة الإشغال وزيادة أعداد السائحين سواء من الدول الأخرى أو من المصريين خاصة في ظل الظروف الحالية.
انخفاض حاد ونشرت فرانس 24 تقريرا، أكدت فيه أن عدد السياح الصينيين الذين يتوافدون إلى أسوان، انخفض بشكل حاد. ويشير الخبراء إلى أن تدابير السفر الوقائية التي تفرضها دول عديدة على مواطنيها، ستؤدي بالضرورة إلى انخفاض حركة السياحة الوافدة إلى مصر خصوصا من الدول العربية. وكشف عضو بالغرفة التجارية رفض ذكر اسمه "هناك بالفعل إلغاءات لحجوزات من جانب السياح الأجانب، لكن بشكل طفيف حتى الآن". وتابع "الإيطاليون والصينيون أُلغيت حجوزاتهم، ولكن لايزال لدينا السياح الأميركيون والبريطانيون والإستراليون والسياح القادمون من دول دول أميركا الجنوبية". وأوضح أنه تم تخفيض أسعار الرحلات ضمن مبادرة السياحة لكل من الأقصروأسوان وشرم الشيخ وطابا والغردقة بنسبة 50 % بالنسبة لزيارة المواقع الأثرية والمتاحف.
الدفاتر دفاترنا وأفادت إحصاءات البنك المركزي المصري بارتفاع إيرادات السياحة لتسجل خلال العام المالي 2018/19 نحو 12,6 مليار دولار، مقابل قرابة 10 مليارات دولار في العام المالي السابق له. وحققت السياحة المصرية أعلى إيرادات في تاريخها خلال العام 2019 لتتجاوز 13.03 مليار دولار، حيث زار البلاد 13.1 مليون سائح. خالد العناني، وزير السياحة والآثار في حكومة الانقلاب، كشف أنه زار مصر نحو 3.5 مليون سائح عام 2020 مقارنة مع 13.1 مليون سائح في عام 2019، كما تراجعت إيرادات السياحة إلى 4 مليارات دولار في العام الماضي مقارنة مع 13.03 مليار دولار في العام السابق، نتيجة جائحة كوفيد-19، أما خلال العام الحالي استقبلت مصر نحو 3.5 مليون سائح في أول 6 شهور من 2021، وبلغت الإيرادات الإجمالية ما يتراوح بين 3.5 إلى 4 مليار دولار، وفق وزير الانقلاب. وبحسب بيان رسمي من وزارة السياحة، ستبدأ غرفة المنشآت الفندقية خلال الأيام القليلة القادمة بالاستعانة بشركات دولية لمراجعة اشتراطات السلامة الصحية بالمنشآت الفندقية، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه المنشأة التي يثبت عدم سلامتها الصحية بناء على مراجعة الشركات المتخصصة، هذا بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل و دورات تدريبية إلزامية لجميع العاملين في المنشآت الفندقية، مع ضرورة توفير مراقب جودة في كل منشأة فندقية. وتعتزم حكومة الانقلاب تحسين صورتها خلال الفترة المقبلة باختيار شركات دولية لتنفيذ الحملة الترويجية خلال الثلاث سنوات المقبلة، من خلال اختيار أفضل العروض المقدمة فنيا وماليا، كما تعتزم إطلاق بعض الحملات الدعائية الإلكترونية للترويح السياحي لمصر خلال الموسم السياحي الشتوي في بعض الأسواق الرئيسية المصدرة للسياحة الوافدة إلى مصر، وكذلك التعاون مع كبار منظمي الرحلات لإطلاق بعض الحملات الترويجية المشتركة، بحسب بيان رسمي لوزارة السياحة في حكومة العسكر.